تحولت مباراة لكرة القدم في «الليغا» الإسرائيلية الأولى جرت مساء أول من أمس في مدينة سخنين العربية بين الفريق المحلي وبطل الدوري «مكابي تل أبيب»، إلى «ساحة معركة» مع سماع صفارة النهاية، أعقبتها «حرب كلامية» طاحنة، ليحتل الموضوع صدارة عناوين الإعلام الإسرائيلي أمس الذي اقتبس جملة تحريضية لرئيس الفريق اليهودي قال فيها إنه شعر أن المباراة تجري في رام الله وليس في إسرائيل، وبياناً من نائب «ليكودي» يدعو فيه إلى طرد الفريق العربي من الدوري الإسرائيلي. وكان الفريقان التقيا أخيراً ضمن تصفيات الكأس، التي خسر فيها الفريق العربي بعد تصرف غير لائق من لاعب تل أبيب الذي استغل إصابة أحد لاعبي سخنين وسجل هدفاً، ما أنذر بمباراة ساخنة أول من أمس استعدت لها الشرطة الإسرائيلية بقوات كبيرة واتخذت إجراءات مشددة لحماية لاعبي تل أبيب والمئات من أنصارهم. وانتهت المباراة بتعادل سلبي أضرّ بفرص تل أبيب للفوز ببطولة الدوري. ومع انتهاء المباراة، قام حارس مرمى تل أبيب، وهو صربيّ، بالاعتداء على مدرب سخنين، وهو يهودي، لتعمّ فوضى عارمة ويتحول الملعب إلى ميدان عراك سيطرت عليه الشرطة بعد وقت. ورغم أن الفريق العربي، وهو الوحيد في الدرجة الأولى، يضم بين صفوفه لاعبين يهوداً وأجانب، إلا أنه يتعرض على الدوام الى انتقادات الإعلام وشتائم في عدد من الملاعب الإسرائيلية على خلفية رفع جمهور الفريق، الذي يحضر من جميع البلدات العربية، العلم الفلسطيني، ويهتف للمسجد الأقصى، ويرفض الوقوف صامتاً عند عزف «النشيد الوطني الإسرائيلي». وعادةً ما تُخرج مباريات الفريق العربي مع «فريق الدولة» المحسوب على اليمين «بيتار أورشليم»، المارد العنصري من قمقم «بيتار»، فيهتف جمهوره «الموت للعرب». ولا يرتدع الفريق من العقوبات التي يفرضها اتحاد كرة القدم عليه، فيما يعلن رؤساء الفريق صباح مساء أنهم لن يستقبلوا ذات يوم لاعباً عربياً في فريقهم. وأول من أمس، بدت المباراة بين سخنين وتل أبيب نسخة عن لقاء الفريق العربي مع «بيتار»، ولم تشهد لحظة واحدة خالية من الإثارة، إذ فرض سبعة آلاف مشجع عربي أجواءً حماسية اعتبرها بعض لاعبي «مكابي» مرعبة و «عدوانية»، ما حدا بنجم الكرة في إسرائيل، رئيس الفريق عيران زهافي، إلى إشهار تصريحه بأنه شعر بأنه يلعب في رام الله، ليشعل حرباً كلامية على المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي. وكان زهافي أشار إلى جميع زملائه مع انتهاء المباراة إلى التحاف العلم الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها، حتى بعض المعلقين اليهود، استفزازاًً لا لزوم له في قلب مدينة عربية. وأصدر النائب من «ليكود» أورن حزان بياناً دعا فيه إلى طرد فريق سخنين من «الليغا» في أعقاب ما وصفه: «أعمال الشغب لأنصار الفريق في الملعب وخارجه، وقصص الرعب والتهديدات والكراهية التي شعر بها أنصار مكابي تل أبيب، ليس في إيران أو الأردن، إنما هنا في دولة إسرائيل»، مضيفاً أنه لا «يعقل أن نبقى صامتين ونحن نرى أعلام فلسطين وحماس وهتافات بالروح بالدم... وإذا لم يصحُ مسؤولو الفريق فليذهبوا للعب حيث يشعرون بالانتماء، إلى رام الله». وأعلن اتحاد الكرة أنه سيعاقب الفريقين، واستدعاهما للجنة الانضباط، وقدّم الحكم تقريراً اتهم فيه مسؤولي الفريقين بالتسبب في فوضى عارمة مع سماع صفارة النهاية. كما أشار إلى أنه سمع خلال المباراة جمهور «مكابي» يهتف «الموت للعرب»، مضيفاً أن عدداً كبيراً من أنصار الفريق قام باقتلاع كراسي البلاستيك في المدرج وإحراق بعضها الآخر.
مشاركة :