أعلنت الصين عن إتمام الاختبارات الأولية لمشروع القطار المغناطيسي فائق السرعة، المعروف باسم "القطار الطائر"، الذي تم تصميمه ليصل إلى سرعة قصوى تبلغ 1000 كيلومتر في الساعة. الابتكار الجديد يعكس تقدمًا كبيرًا في تطوير تقنيات النقل المستقبلية، ويعد إنجازًا مهمًّا في مسار تحقيق ثورة في مجال السكك الحديدية. وبحسب ما أوردته صحيفة "العلوم والتكنولوجيا اليومية" الصينية، فقد أكد ممثلو المشروع يوم الاثنين الماضي، أن الاختبار التجريبي حقق تحسنًا ملحوظًا في نضج التكنولوجيا المستخدمة في النظام بأكمله، وتم تنفيذ الاختبار داخل أنبوب منخفض الفراغ يبلغ طوله الإجمالي 2 كيلومتر، ما يمثل المرحلة الأولى من هذا المشروع الطموح. وأظهرت نتائج الاختبار تطابقًا دقيقًا مع المعايير المحددة مسبقًا، بما في ذلك الأداء المغناطيسي، والفرامل، وسرعة السفر القصوى، وارتفاع التعليق المغناطيسي لعربات القطار، وهذه النتائج تعزز الثقة بنجاح الاختبار وتضع أساسًا فنيًّا قويًّا للمرحلة التالية من المشروع. والقطار الطائر قد يصبح في المستقبل وسيلة نقل رئيسة بين المدن الكبرى في الصين، حيث يمكنه تقليص زمن الرحلة بين بكين وشنغهاي إلى 90 دقيقة فقط، ويعكس هذا الابتكار قفزة نوعية في تحسين نظام النقل العام، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين تجربة السفر داخل الصين. وصرح صن تشانغ، خبير السكك الحديدية في جامعة شنغهاي تونغجي، لصحيفة "غلوبال تايمز" بأن الاختبار الناجح يعد دليلاً ملموسًا على التقدم المحرز في تطوير هذا النظام فائق السرعة. ومع ذلك، أكد تشانغ ضرورة إجراء اختبارات تحقق طويلة الأمد لضمان سلامة هذا النظام قبل اعتماده كوسيلة نقل عامة شائعة. وتم بناء خط الاختبار بالحجم الكامل بالتعاون بين حكومة مقاطعة شانتشي في شمال الصين وشركة علوم وصناعة الفضاء الصينية، وبدأ العمل على المشروع في إبريل 2022 واكتمل في نوفمبر 2023، مستفيدًا من دمج تقنيات الفضاء والنقل بالسكك الحديدية الأرضية. ويهدف المشروع إلى إنشاء قطارات قادرة على تحقيق سرعة قصوى تبلغ 1000 كيلومتر في الساعة، ما يجعله منافسًا قويًّا لمشاريع مماثلة حول العالم. الجدير بالذكر أن فكرة نقل الركاب عبر أنبوب منخفض الضغط اقترحها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك في عام 2013، تحت اسم "هايبرلوب"، وعلى الرغم من أن شركته "هايبرلوب وان" أغلقت أبوابها في نهاية عام 2023، فإن شركة "فيرجن هايبرلوب" البريطانية، التي أجرت أول اختبار ناجح للركاب في عام 2020، تواصل العمل على تطوير هذه التقنية.
مشاركة :