خرج آلاف المتظاهرين المناهضين للعنصرية إلى الشوارع في أنحاء المملكة المتحدة لمواجهة موجة من المسيرات اليمينية المتطرفة المخطط لها لاستهداف مراكز الهجرة. جاءت تلك التظاهرات بعد أسبوع من العنف الموجه ضد للمهاجرين، بعد انتشار أخبار مضللة عبر الإنترنت تروج إلى أن المشتبه به في طعن فتيات في ساوثبورت نهاية الشهر الماضي كان طالب لجوء. في 29 يوليو/تموز، قُتلت ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين ست إلى تسع سنوات خلال هجوم على حفل راقص للأطفال في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمال إنجلترا، وأصيب ثمانية أطفال واثنان من البالغين. وعلى إثر الواقعة، شهدت بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي بعد مقتل الفتيات الثلاث في هجوم بسكين في شمال غربي البلاد. تظاهرات مضادة وخططت جماعات يمينية متطرفة معارضة للهجرة لعشرات المسيرات في جميع أنحاء المملكة المتحدة أمس الأربعاء. وردا على ذلك، تجمع الآلاف من رجال الشرطة والمتظاهرين المناهضين للعنصرية في مدن بأنحاء بريطانيا، وقال مفوض شرطة العاصمة لندن مارك رولي إن الليلة مرت «بهدوء تام». وبحسب تقرير شبكة سي إن إن كانت الجماعات اليمينية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي دعت إلى الاحتجاجات لاستهداف مراكز معالجة التأشيرات ومكاتب محامي الهجرة في أكثر من 100 موقع في جميع أنحاء البلاد. متظاهر يحمل درعا واقيا في أثناء احتجاج مناهض للهجرة في منطقة روذرهام ببريطانيا- رويترز على الناحية الأخرى، تجمع آلاف المتظاهرين الرافضين لتلك الممارسات التي تستهدف المهاجرين في أكثر من 12 مدينة لحراسة مراكز الهجرة ومنع استهدافهم من قبل اليمين المتطرف. وهتف الحشود في المظاهرات المناهضة للعنصرية في جميع أنحاء البلاد: «هناك الكثير والكثير منا أكثر منكم». وجود مكثّف للشرطة ورصد التقرير وجودا مكثفا للشرطة، مع اختفاء ملحوظ لأنصار لليمين المتطرف الذين دعوا لاستهداف مراكز التأشيرات. ووفقا للتقرير فإن أعدادا فائقة تراجعت عن النزول إلى الشوارع، بعد أن تحولت الاحتجاجات اليمينية المتطرفة السابقة إلى أعمال عنف واعتقل على إثرها مئات من مثيري الشغب خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصدر بحق بعضهم أحكامًا بالسجن. وألقت سي إن إن الضوء على أن مركز الهجرة في والتهامستو، شرقي لندن، كان مغلقا بالكامل، ومحميا بحضور مكثف من الشرطة، ومحاطا بنحو ثلاثة إلى أربعة آلاف من المتظاهرين الرافضين لممارسات اليمين المتطرف. سيارة شرطة تقوم بدوريات في أثناء أعمال الشغب التي تستهدف المساجد والمسلمين في ليفربول – رويترز تركزت أسوأ أعمال العنف التي شهدها الأسبوع الماضي في شمال إنجلترا. ففي روثرهام يوم الأحد، أشعل مثيرو الشغب من اليمين المتطرف النار في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء بينما كان أكثر من 200 شخص مختبئين داخل الفندق. وفي شيفيلد، وهي مدينة تقع على بعد أميال قليلة جنوب روثرهام، قال السكان لشبكة سي إن إن إنهم شعروا بالرعب من اندلاع العنف، الذي شجع السلوك العنصري. في كثير من الأحيان، اتهم المتظاهرون المناهضون للهجرة الشرطة بالمعايير المزدوجة في الرد على مظاهراتهم، زاعمين أنهم لا يتم التعامل معهم بشكل عادل. مراكز مغلقة وسلطت وكالة رويترز الضوء على ما قالته منظمة (أسيلم لينك ميرسيسايد)، التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، الأربعاء، من أن مبناها مغلق ولن تقبل أي وافدين. وأضافت «يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى». ونددت الحكومة والشرطة بالتهديدات ضد المهاجرين. سلسلة حديدية ملتفة حول بوابة مسجد خلال أعمال الشغب التي تستهدف المساجد والمسلمين في ليفربول – رويترز وكانت الحكومة شكلت ما يسمى «الجيش الدائم»، وهو وحدة تضم ستة آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وقالت في وقت سابق إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات. وصرح قائد شرطة لندن مارك رولي بأن الضباط في المواقع الاستراتيجية الرئيسية سيكونون أكثر مرونة، مضيفا أن الشرطة مستندة في خططها على قائمة الأهداف المحتملة لكنها مستعدة لاحتمالات أخرى أيضا. وحذر رئيس الوزراء كير ستارمر ، الذي شغل منصب المدعي العام في السابق والذي يواجه أزمة مبكرة بعد فوزه في انتخابات الرابع من يوليو/تموز، مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة. وقالت وزيرة الأمن ديانا جونسون اليوم الخميس، إنها لا تزال تتعامل بحذر مع الوضع. __________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :