وقال باقري خلال تواجده في مدينة جدة السعودية غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي إن "اغتيال هنية في طهران كان خطأ استراتيجياً سيتبعه ثمن باهظ جداً". ولم تعلّق إسرائيل على اغتيال هنية الذي كان في طهران للمشاركة في تنصيب الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية مسعود بيزشكيان، فيما تعهدت إيران الانتقام من الدولة العبرية محمّلة إياها المسؤولية، ما وضع المنطقة برمتها في حالة تأهب وترقب. وشدّد باقري على "حقّ إيران الذاتي" في "الدفاع المشروع" عن النفس. وتابع أن الردّ "سيكون مكلفا"، لكنه "سيكون لصالح الأمن والاستقرار وبالتالي لصالح كافة الدول في المنطقة". وتابع أن إيران "تستخدم حقها الذاتي في الدفاع عن أمنها القومي وسلامة أراضيها حتى لا تبقى الأعمال الارهابية دون تكلفة ودون ثمن". وردّا على سؤال عن ماهية الردّ، قال "المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الايرانية هم الذين يقرّرون كيفية الردّ وفق مصالح الجمهورية". واتهم الوزير الإيراني إسرائيل بأنها "تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة"، مؤكداً في الوقت نفسه على أنها غير قادرة على شنّ حرب ضد بلاده. وأوضح باقري أن "الصهاينة ليسوا في موقع يمكّنهم من أن يشنوا حرباً ضد الجمهورية الاسلامية (...) لا يملكون هذه القوة للقيام بذلك". "حق ذاتي" ورغم المخاوف المتزايدة من التصعيد واتساع رقعة النزاع في المنطقة والدعوات إلى ضبط النفس خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، أكد باقري لفرانس برس أن أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أعربوا عن دعمهم للردّ الإيراني. وقال "دانوا جميعهم هذه الجريمة وهذا العدوان الإرهابي، وكلهم كانوا يرون أن هذا حقّ ذاتي للجمهورية الإيرانية بالدفاع المشروع والردّ على هذا الاغتيال". واعتبر باقري أن "الدول الغربية التي تزعم أنها طلبت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن يكون ردّها محدوداً، هي في موقع مساءلة وليست في موقع تقديم النصائح" لإيران. وقال إن "واجب مجلس الأمن التصدّي ومواجهة التهديدات ضد الدول الأعضاء" في الأمم المتحدة، آخذا على الدول الغربية أنها لم "تدن حتى" اغتيال هنية الذي يشكّل "انتهاكا للأمن والسلام الدوليين". واتهم باقري الولايات المتحدة وبريطانيا بعرقلة قرارات مجلس الأمن التي يفترض أن "تردع إسرائيل". واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، بينهم 39 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 39699 شخصا، معظمهم من المدنيين لا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة. "محور المقاومة" ووسط الترقّب والتوتر الشديدين، اختارت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار الذي تتهمه إسرائيل بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لهنية. وأشاد باقري في بيان نشرته وزارة الخارجية الإيرانية الخميس بتعيين السنوار، قائلاً إن "هذا الاختيار في اللحظة الحرجة الحالية يجلب الأمل والتماسك والسلطة والنصر لحركة حماس والأمة البطولية فلسطين ومحور المقاومة". وجاء مقتل هنية بعد ساعات من استهداف القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية. وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله بالردّ "أيّاً تكن العواقب". وفي هذا الصدد، قال باقري في حواره مع فرانس برس إن حزب الله والفصائل الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة، "مستقلون ولكن لديهم أهداف مشتركة مع إيران (...) بما فيها مواجهة الإرهاب والعدوان والاحتلال (...) كل وفقا لمصالحه وإدراكه للأوضاع"، موضحا أن "الخطوات التي يتخذها هذا المحور تراعي المصالح الوطنية لكل دولة يتواجد فيها". وردا على سؤال عن تحرك المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يهاجمون سفنا في البحر الأحمر يقولون إنها متجهة الى إسرائيل، قال باقري "ما يقوم به اليمنيون هو دعم لأهالي غزة"، منتقدا الدول التي لها علاقات مع إسرائيل وتدعمها بالسلاح. وأضاف أن اليمنيين الحوثيين الذين يشكّلون جزءا من "محور المقاومة"، "يردّون بالعمل الصحيح ويواجهون القتلة". ورفض مرة أخرى تطبيع دول في المنطقة علاقاتها مع إسرائيل، وقال ردّا على سؤال حول احتمال أن تمضي الرياض في مفاوضات التطبيع، "تطبيع العلاقات معناه استمرار الكيان الصهيوني في أعماله الإرهابية". رس/ع ش/رض
مشاركة :