ومرة أخرى و... أخيرة، خسرت الأسطورة البرازيلية مارتا أمام الأميركيات، بعدما اختبرت الأمر ذاته عامي 2004 و2008، لتفشل بالتالي في توديع المنتخب بلقب كبير أول معه بما أن أولمبياد باريس سيكون المشاركة الأخيرة لابنة الـ38 عاماً وفق ما أعلنت في وقت سابق. وتدين الأميركيات بالفوز والذهب إلى مالوري سوانسون التي سجلت الهدف الوحيد في الدقيقة 57. وعلقت سوانسون على الهدف الغالي الذي سجلته، قائلة "حصلت قبلها على بعض الفرص. حاولت أن أنسى ما ضاع. كان شعور التسجيل رائعاً... المجد للرب. شعرت بعمله. مررت بالكثير من المشاكل وشعرت بقوة الرب ومجده وجميع ما قام به (من أجلها)". أما المدربة البريطانية للمنتخب إيما هايز، فقالت "تخالجني مشاعر جمة، أحاسيس جمة. أنا متأثرة جداً. أشعر بالفخر لكوني مدربة لهذا الفريق. أعجز عن إيجاد الكلمات" للتعبير عن مشاعرها. وبلغت الولايات المتحدة المباراة النهائية للمرة السادسة في تاريخهن بعدما تغلبن على المانيا 1-0 بعد التمديد، فيما أطاحت البرازيل بإسبانيا بطلة العالم بالفوز عليها 4-2 الثلاثاء. وتوجت الولايات المتحدة باللقب الاول في نسخة 1996 على ارضها على حساب الصين، وحلت وصيفة في عام 2000 في سيدني بخسارتها امام النروج، قبل أن تكسب ثلاث نسخ متتالية: 2004 في العاصمة اليونانية و2008 في بكين (كلاهما على حساب البرازيل) و2012 في لندن (على حساب اليابان). وبدأت مارتا، أفضل لاعبة في العالم ست مرات التي لم تحرز أيضاً اللقب العالمي واكتفت بالفضية عام 2007 بالخسارة في النهائي أمام ألمانيا بعدما تخطت الولايات المتحدة بالذات في نصف النهائي برباعية نظيفة سجلت منها هدفين، اللقاء على مقاعد البديلات بعد 20 عاماً على مواجهتها الأولى في النهائي مع الأميركيات حين خسرت وزميلاتها 1-2 بعد التمديد في أثينا 2004 قبل أن يتكرر المشهد بعدها بأربعة أعوام في بكين بالخسارة 0-1 بعد التمديد أيضاً. ولم تكن المشاركة الأولمبية السادسة لمارتا موفقة، إذ غابت عن مباراتي فرنسا (1-0) وإسبانيا بطلة العالم (2-4) في ربع ونصف النهائي، وذلك نتيجة طردها أمام الأخيرة بالذات في المباراة الأخيرة من دور المجموعات (0-2). وقدم المنتخبات مباراة مفتوحة في شوطها الأول وحصل كل منهما على فرص عدة لافتتاح التسجيل من دون توفيق، أبرزها للبرازيل برأسيتين على التوالي لغابي بورتيليو ولودميلا (28) التي سددت أيضاً كرة بعيدة بجانب القائم (41)، قبل أن تتبعها بورتيليو بتسديدة تألقت الحارسة أليسا نايهر في صدها (2+45). وفي بداية الشوط الثاني، نجحت الأميركيات في الوصول إلى شباك الحارسة لورينا عبر مالون سوانسون الذي وصلتها الكرة على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء بتمريرة بينية من كوربين ألبرت، فتقدمت بها قبل أن تسدد على يسار الحارسة (57). وزج بعدها المدرب أرثور إلياس بمارتا ضمن ثلاثة تبديلات في محاولة لاستدراك الوضع، لكن شيئاً لم يتغير إذ عرفت الأميركيات كيف يتعاملن مع الوضع ومنع البرازيل من تهديد مرمى نايهر والسير بالمباراة والذهبية الخامسة إلى بر الأمان.
مشاركة :