أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية مساء اليوم (السبت) عن قبول ملفات ثلاثة مُرشحين فقط للانتخابات الرئاسية القادمة، بينهم الرئيس قيس سعيد. وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، إن المُرشحين الذين قُبلت ملفاتهم لخوض الاستحقاق الرئاسي القادم، هم الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة (عازمون) العياشي زمال. وأضاف أنه تم رفض ملفات بقية المُترشحين، وعددهم 14 مرشحا، وذلك لأسباب وصفها بـ "الموضوعية والقانونية" ارتكزت أساسا على التزكيات الشعبية أو غياب الضمان المالي. وينص القانون الانتخابي التونسي على أنه يتعين على كل مرشح لخوض الاستحقاق الرئاسي تقديم البطاقة عدد 3 (بطاقة السوابق العدلية)، وجمع تزكيات 10 آلاف ناخب موزعين على 10 دوائر انتخابية تشريعية على الأقل ولا يقل عددهم عن 500 ناخب في كل دائرة منها، أو تزكيات من 10 نواب في البرلمان أو من المجلس الوطني للجهات والأقاليم، أو تزكيات من 40 من رؤساء الجهات المحلية المنتخبة المباشرين لمهامهم في فترة قبول الترشحات. وأوضح بوعسكر أن الرئيس قيس سعيد قدم في ملف ترشحه 248 ألفا و467 تزكية شعبية صحيحة، بينما قدم المُرشح زهير المغزاوي 11 تزكية نيابية صحيحة، في حين قدم المرشح العياشي زمال 10 آلاف و457 تزكية شعبية صحيحة. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية قد أعلنت في السادس من أغسطس الجاري عن قبول ملفات 17 مرشحا محتملا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. وقالت إنه بمجرد الإعلان عن القائمة الأولية للمقبولين، سيتم فتح باب الطعون أمام القضاء الإداري. وقبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن القائمة الأولية للمرشحين لخوض الاستحقاق الرئاسي، أعلن المرشح ناجي جلول، وهو وزير سابق في تدوينة على ((فيسبوك)) إنه "اكتشف صدور حكم غيابي ضده يقضي بسجنه 6 أشهر بتهمة تدليس تزكيات خلال انتخابات 2019"، ما يعني حرمانه من خوض الاستحقاق الرئاسي المُرتقب. وكان الناشط السياسي الصافي سعيد، وهو كاتب صحفي معروف، قد أعلن الجمعة، عن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية بعد أن كان قد قدم ملف ترشحه لهيئة الانتخابات التونسية. وقال سعيد في بيان نشره على صفحته الرسمية في ((فيسبوك)) "إن هيئة الانتخابات أعلمته بعد يوم من إيداع ملف ترشحه بأن الملف غير مستوفي الشروط من ناحيتي البطاقة عدد 3 (بطاقة السوابق العدلية)، والتزكيات الشعبية باعتبارها منقوصة بعد احتسابها من قبل الهيئة". وتابع أن ذلك تم "في غياب أي طرف رقابي محايد"، قائلا في هذا الصدد، "الحقيقة انني لم اتفاجأ، ولكنني شعرت بالراحة كما لو أن جبلا قد انزاح عن كاهلي". وقدم الرئيس التونسي قيس سعيد، الاثنين الماضي ملف ترشحه لولاية رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات. ورفض الرئيس سعيد في تصريحات على هامش تقديمه ملف الترشح الحديث الذي يتردد على لسان عدد من الشخصيات السياسية التونسية حول وجود تضييق على المرشحين المحتملين لخوض الاستحقاق الرئاسي، واصفا إياه بـ"الهراء والأكاذيب والهذيان". ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية التونسية يوم 6 أكتوبر المقبل، على أن تنطلق حملتها الانتخابية في 13 سبتمبر.