قتل 100 فلسطيني على الأقل في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت) بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت 3 صواريخ على تجمع للنازحين خلال أدائهم صلاة الفجر بمدرسة التابعين في حي الدرج. بدوره، أفاد المكتب الإعلامي في غزة بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مذبحة" داخل المدرسة راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل وعشرات الإصابات. وقال بيان صادر عن المكتب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إنه "من هول المذبحة وأعداد الشهداء الكبير لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال عدد من جثامين القتلى حتى الآن". وأدان البيان الهجوم الجديد للجيش الإسرائيلي محملا إياه والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنها، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل "لوقف شلال الدم المتدفق". وذكرت مصادر محلية وشهود عيان لـ ((شينخوا)) أن الأشلاء والأجساد الممزقة ما زالت تتواجد داخل مستشفى الأهلي العربي وتواجه العائلات صعوبة في التعرف على أبنائها. وقال أبو خليل الحلو، وهو فلسطيني من حي الدرج، إنهم فوجئوا بسماع صوت انفجار ضخم في الحي، أعقبه حريق هائل، و"بعد دقائق هرعنا إلى المكان لنرى ماذا حدث، وفوجئنا بعشرات القتلى في كل مكان، وأشلاء الضحايا متناثرة". وأضاف الحلو لـ ((شينخوا)) "كان المشهد مرعبا، ورائحة جثث الضحايا المتفحمة تملأ المكان". وتابع "رغم صعوبة المشهد اضطررت أنا وجيراننا في الحي إلى نقل الضحايا بسيارات خاصة وعربات تجرها الحمير". من جهتها، قالت سميرة (54 عاما)، وهي تبحث عن أحد أفراد عائلتها، "ما ذنبنا حتى نقتل بهذه الوحشية؟ لقد فقدنا كل شيء بيوتنا، آمالنا، وحياتنا ولم يعد بمقدورنا تحمل استمرار هذه المجازر". في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائرة أغارت بتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك) والقيادة الجنوبية على "مخربين" عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين، والتي تستخدم مأوى لسكان المدينة. وذكر البيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استخدمت مقر القيادة "للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية" مختلفة ضد قوات الجيش ودولة إسرائيل. وقبل تنفيذ الغارة، تم اتخاذ خطوات عديدة من شأنها تقليص إمكانية إصابة المدنيين تشمل استخدام ذخيرة مخصصة لنوع الغارة واستخدام الصور الجوية والمعلومات الاستخبارية الأخرى، وفق البيان. واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بأنها "تنتهك" بشكل ممنهج أحكام القانون الدولي مستغلة المؤسسات والمآوي المدنية والمدنيين بشكل "سخيف كدروع بشرية لأنشطة وأغراض إرهابية". وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا ضارية ضد حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 39 ألف قتيل فلسطيني ودمارا غير مسبوق وأزمة إنسانية بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.
مشاركة :