كشف الشاعر والملحن المهندس خالد الباهوت عن عمل فني مرتقب مع فنان العرب محمد عبده من كلماته وألحانه عن الباحة بعنوان ” بيت الحجر” وهو عمل فني وطني له بُعد تراثي يحكي روعة التراث العمراني للعمارة التقليدية الجبلية في منطقة الباحة مضيفاً بأن العمل المشترك مع فنان العرب أبونورة سيعلن في حينه ليكون التعاون الثاني بينهما. جاء ذلك خلال تكريم الباهوت وفنان العرب في الحفل الرئيسي لـ”صيف الباحة” حيث كرمت منطقة الباحة باسم أمير منطقة الباحة، نظير ما قدماه من إبداع غنائي في أغنية “ديرتي خضراء” التي طرزتها وزينتها وبزخرفة سمعية متقنة عبارة “باحة تعالي للضباب”، هذه الأغنية التي تجاوزت الآفاق وأصبحت أيقونة في كل المنتزهات والغابات والساحات والميادين بالمنطقة وزادت أنشودة باحة تعالي للضباب ألقًا وبهاء بأن جعلتها أمانة منطقة الباحة، رمزًا وشعارًا وهوية بصرية للمنطقة ضمن مشاريعها التي استهدفت تحسين المشهد الحضري. قصة أغنية “ديرتي الخضراء” واسترجع الباهوت تفاصيل اغنية “ديرتي الخضراء” بأنه كان نتاج لإستثارة الباحة تلك العذراء الجميلة بطببعتها اللافتة وجمالها الطبيعي لقريحة الشاعر، مستلهماً حراك الطبيعة التي أبدعها وصورها الخالق من أرض خضراء وغابات غناء، تحتضنها جبال شامخة يداعبها الضباب تارة، وتارة أخرى يداعبها السحاب. ويتابع الباهوت: الكلمات توشحت بلحن قريب إلى ذائقة أحبابي وأهلي في “ديرتي الخضراء” وبإيقاع ابيض يلامس تفضيلات شريحة الجمهور السعودي والعربي ككل بعيداً عن الإيقاعات الفلكلورية التقليدية المألوفة في المنطقة والتي ربما تجذب أهالي المنطقة فقط، وقد أعجب بهذا العمل حبيب الباحة والوطن “أبو نورة” وبذكائه المعتاد أراد أن يهدي هذا العمل لأمير الباحة وأهاليها وزوراها وأن يكون عملاً جديداً يفاجىء به جمهوره العريض في منطقة الباحة، وقبل الحفل بأيام طلب مني فنان العرب أخي الغالي أبو نورة إخراج العمل في صورته النهائية لكي يغنيه ويقدمه كهدية لأمير وأهالي الباحة في حفل صيف الباحة 2019، وقد تم العمل على أكمل وجه وابدع فنان العرب كعادته حفظه الله وعافاه، وأضاف الباهوت أنه قبل إطلاق العمل لم يتصور حدوث هذه الشهره الواسعة والإنتشار السريع لأغنية ديرتي خضراء وعبارتها الشهيرة أنشودة باحة تعالي للضباب وختم الباهوت حديثه ببشارة لعمل مقبل بقوله: سوف نستمر في كتابة الشعر ونتغنى في تراب هذا الوطن الغالي وقيادتنا الرشيدة والعمل القادم سوف يكون للوطن أيضاً ومن منظور نوعي تراثي في هذه المره ، ممثلًا في أغنية بعنوان “بيت الحجر”، من كلماتي وألحاني أيضًا، حيث وظّفت مشاهد وصورًا من التراث العمراني للعمارة التقليدية الجبلية في منطقة الباحة في نص غنائي عاطفي، وبلحن جذاب يوحي بطريقة ما إلى أصوات وأهازيج الفلاحين القدامى في حقول منطقة الباحة مع مزيج من الموسيقى الغربية المنتقاة في التوزيع الموسيقي، والغاية من هذا العمل هي أن يلهم وبطريقة ناعمة من خلال اغنية عاطفية المهتمين من المسؤولين والأهالي والمستثمرين للتفاعل مع التراث العمراني، والعمل على اعادة ترميم البيوت الأثرية، وتأهيلها والإستفادة منها ، بما يسهم في ترسيخ الهوية العمرانية وتعزيز التنمية السياحية والاقتصادية، ويمثل مردودًا إيجابياً يحقق الأهداف المتعلقة بإحياء واستغلال وتوظيف التراث العمراني المرسومة في رؤية المملكة 2030 ،وقد تسلّم العمل فنان العرب منذ فترة وأشاد به، وهو حريص حفظه الله على أن يُنفذ هذا العمل ويرى النور قريبًا. تكريم مستحق من جانبه قال أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمّد السواط لقد درجنا في أمانة المنطقة منذ سنوات على توظيف الثقافة والأدب والفن في تعزيز الأعمال والخدمات والمشاريع البلدية كقوة ناعمة مؤثرة ونحرص على مقابلة كل جهد وعطاء بما يستحقه من تقدير وتكريم واحتفاء، وبالتالي فأن تكريمنا لهذين الهرمين الكبيرين الشاعر الباهوت وفنان العرب محمد عبده يصب في هذا الإطار، فهما قد فتحا على الباحة من خلال هذه الأنشودة الجميلة نافذة واسعة عرّفت بها بشكل أكبر وبطبيعتها الأخاذة وجبالها وضبابها وسحابها، ومن هنا جاءت فكرة اختيار النوافذ القديمة ذات القيمة التاريخية العالية برمزيّتها التراثية لتكون هي الهدايا المقدمة، مضيفاً بأن هذة الاغنية أسهمت بشكل كبير في الترويج والتسويق لأهدافنا السياحية والتنموية في المنطقة والمنسجمة مع مستهدفات رؤية المملكة، بخاصة وأن هذه المنطقة هي من ضمن الوجهات السياحية الرئيسية الثمان في رؤية المملكة 2030 وأضاف السواط أن رسالة الفن الغنائي الحقيقية تتجلى بوضوح في عمل محمد عبده والباهوت الغنائي، فهو من جهة قد قدم متعة سمعية وبهجة ووجبة موسيقية شهية داعبت ولامست ذائقة المتلقي ومن جانب آخر فأن الأغنية قد عملت على التسويق للسياحة والتعريف بمنطقة الباحة على نطاق أوسع، وهنا تتجاوز الأغنية الناجحة والمتقنة والمبتكرة حدودها التقليدية المألوفة لتعمل كقوة ناعمة ومؤثرة تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة وبرنامح جودة الحياة وتشجع على التنمية المستدامة وتعظم من احترام الطبيعة وتحث على تحسين المشهد الحضري والإرتقاء بالذائقة البصرية المتخيلة أثناء الاستماع لمحتوى الأغنية، فلهما -محمد عبّده وخالد الباهوت- منا جزيل الشكر والتقدير على هذا العطاء الكبير، ونتطلع في المستقبل القريب بإذن الله إلى المزيد من الأعمال المماثلة في صيغ وقوالب ابداعية أخرى تخدم منطقة الباحة وسياحتها وتنميتها واقتصادها الحضري.
مشاركة :