شهد أولمبياد باريس 2024 إنجازات غير مسبوقة للرياضيين العرب، حيث حققوا أكبر حصيلة من الميداليات الذهبية في تاريخ مشاركاتهم بالألعاب الأولمبية. وهذا النجاح يعكس مدى التطور الذي شهده الأداء الرياضي العربي في مختلف الألعاب. باريس - تألق التونسيون في رياضتي التايكوندو والسلاح، حيث نجح فراس القطوسي في إحراز الذهب، بينما أضاف فارس فرجاني ومحمد خليل الجندوبي ميداليتين فضية وبرونزية. الجزائر: ذهبية: كيليا نمور (الجمباز)، ذهبية: إيمان خليف (الملاكمة)، وبرونزية: جمال سجاتي (ألعاب القوى). وحققت الجزائر نجاحات كبيرة مع فوز كيليا نمور بذهبية الجمباز، وإيمان خليف بذهبية الملاكمة، بينما أضاف جمال سجاتي برونزية في ألعاب القوى. البحرين: ذهبية: يافي وينفريظ (ألعاب القوى)، وذهبية: أحمد تاج الدين (المصارعة)، وفضية: سلوى عيد ناصر (ألعاب القوى)، وبرونزية: غور ميناسيان (رفع الأثقال). تصدرت البحرين المشهد في ألعاب القوى والمصارعة، حيث أحرز يافي وينفريظ وأحمد تاج الدين ميداليتين ذهبيتين، بينما حصدت سلوى عيد ناصر وغور ميناسيان ميداليتين فضية وبرونزية. المغرب: ذهبية: سفيان البقالي (ألعاب القوى)، وبرونزية: منتخب المغرب الأولمبي (كرة القدم) واصل المغرب تفوقه في ألعاب القوى مع ذهبية سفيان البقالي، وأظهر فريق كرة القدم الأولمبي مستوى عاليا بإحراز البرونزية. مصر: ذهبية: أحمد الجندي (الخماسي الحديث)، وفضية: سارة سمير (رفع الأثقال)، وبرونزية: محمد السيد (السلاح). أثبتت مصر قدرتها على المنافسة القوية، حيث فازت سارة سمير بالفضية في رفع الأثقال، وأحرز محمد السيد برونزية في السلاح. قطر: برونزية: معتز برشم (ألعاب القوى)، واصل معتز برشم تألقه في ألعاب القوى بإحراز ميدالية برونزية، مما يعزز مكانة قطر في المنافسات الدولية. الأردن: فضية: زيد مصطفى (التايكوندو). وحقق زيد مصطفى إنجازا كبيرا للأردن بحصوله على الميدالية الفضية في التايكوندو. تشكل هذه الإنجازات التاريخية خطوة هامة في مسيرة الرياضة العربية، وتبرز مدى التطور والتحسن في الأداء الرياضي على المستوى العالمي. الرياضة العربية باتت الآن قادرة على المنافسة في أعلى المستويات وتحقيق ميداليات أولمبية مهمة، وهو ما يبشر بمستقبل مشرق للرياضيين العرب في الدورات الأولمبية المقبلة. وتحدت دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس كل الصعاب وخرجت بما هو منتظر منها من نجاح. الرياضة العربية باتت قادرة على المنافسة دوليا ◙ الرياضة العربية باتت قادرة على المنافسة دوليا لكن قبل أسابيع قليلة فحسب، كانت فرص نجاح تلك الألعاب في مدينة النور ضئيلة، إذ كانت فرنسا تمر بأزمة سياسية وعبر مسؤولون أمنيون عن قلقهم البالغ من احتمال وقوع هجوم. أما الكثير من الفرنسيين فبدا أنهم غير مكترثين أو لا يعرفون كيف هو شعورهم تجاه الألعاب. ولم يكن في طاقة اللجنة الأولمبية الدولية أن تتحمل مشكلات أخرى في تلك الألعاب في ظل ضغوط تعرضت لها من رعاة ومحطات بث بعد أن أدى تفشي جائحة كوفيد إلى إقامة دورتين سابقتين في بكين وطوكيو بحضور أعداد أقل بكثير من المشجعين. وفي رأي مايكل بين، الرئيس السابق لإدارة التسويق في اللجنة الأولمبية الدولية، الذي عمل أيضا مع مدن سعت لاستضافة الألعاب من قبل ورعاة، فإن “فرنسا فاجأت الناس”، خاصة بعد المشكلات التي واجهت أحداثا رياضية أقيمت مؤخرا في باريس، مثل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2022. وأضاف “نجح الأمر بما يفوق أقصى توقعات الجميع". حوّل المنظمون الفرنسيون باريس إلى ساحة ألعاب أولمبية مفتوحة الجميع مدعوون لها، سواء بتذكرة أو دون تذكرة، بجوار أبرز مزاراتها السياحية الشهيرة وذلك بعد أن تجنبوا ما هو مكلف وعديم القيمة وأعطوا الأولوية لملاعب مؤقتة بخلفيات أيقونية ساحرة. ومع بزوغ النهار، يتجمع الجمهور حول ضفاف نهر السين لمشاهدة السباحين بعد أن تكلف إعداد النهر وتنظيفه لهذا الحدث ما يقرب من 1.5 مليار يورو (1.64 مليار دولار). وقرب الغروب، تدفق عشرات الآلاف من السائحين على حديقة التويلري وهم يلتقطون الصور الذاتية (سلفي) قبل أن يسدل الظلام أستاره على منافسات الألعاب المبهرة. يبدو أن ألعاب باريس نالت إعجاب المكلفين بمتابعتها. وقال كيسي واسرمان الرئيس التنفيذي لدورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في لوس أنجلس في 2028 لرويترز “قاموا بعمل رائع… التجربة في الملاعب، وهي كل ما يهم الرياضيين والمشجعين، من الطراز العالمي”. وأضاف أن ألعاب لوس أنجلس لن تحاول مجاراة أولمبياد باريس من ناحية الشكل والمضمون بل من حيث “الأصالة والتنفيذ” وهي وجهة نظر عبر عنها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ أيضا. وقال باخ "إذا رغبت لوس أنجلس في تقليد برج إيفل، فستكون النتيجة كارثية على الأرجح”. وتابع “يجب أن تتسم كل دورة ألعاب أولمبية بالأصالة والإبداع وتعكس ثقافة البلد المضيف". وأقرت كارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلس بأن باريس رفعت السقف وأن مشاكل التشرد في لوس أنجلس ستشكل تحديا يجب التغلب عليه. لكن المدينة لديها عنصر عالمي لا يمكن لأحد منافسته، فقد قالت لرويترز "لدينا هوليوود، لذلك أتوقع الكثير من الفرص السحرية". على الرغم من تفادي السيناريو الأسوأ المتمثل في وقوع هجوم مسلح، فإن لغز عملية التخريب الغامضة التي استهدفت السكك الحديدية والاتصالات في بداية الأولمبياد لم يحل بعد. وقال بعض سكان سين سان دوني، أفقر منطقة إدارية في فرنسا حيث تقع القرية الأولمبية، إنهم شعروا بالتهميش على الرغم من جهود المنظمين لتقريبهم من الألعاب. كما قال بين إن الأمطار الغزيرة خلال حفل الافتتاح كانت عائقا، لكنها كانت أقل ضررا مقارنة بما بدت أنها محاكاة ساخرة للوحة ليوناردو دافنشي "العشاء الأخير" والتي أثارت حفيظة بعض الكاثوليك. كما سلط الضوء على شكاوى الرياضيين بشأن الطعام المقدم في القرية الأولمبية. وأضاف "لكن إذا كانت هذه هي المشاكل الوحيدة، فيمكن التعامل معها". ومنحت دورة الألعاب دفعة معنوية للرئيس إيمانويل ماكرون الذي أدخل فرنسا في حالة من الفوضى السياسية عندما دعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة قبل أسابيع فقط من انطلاق الأولمبياد. ولكن هذه الأوقات السعيدة لن تستمر طويلا. إذ لا تزال فرنسا تحت إدارة حكومة مؤقتة، ولم تسفر الألعاب الأولمبية إلا عن تأجيل الأزمة السياسية. فهناك ما ينتظر الساحة السياسية الفرنسية بعد الأولمبياد، وسط خفض الميزانية وتحالفات برلمانية غريبة واستياء الناخبين.
مشاركة :