تجربة فرنسية تمهد طريق تحقيق المتاجر لصفر نفايات

  • 8/12/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لابيج (فرنسا) - تفتح تجربة فرنسية لتقديم المنتجات في أحد المتاجر جنوب البلاد الباب أمام تحقيق سياسة صفر نفايات في هذا القطاع الذي يشكل أحد المجالات الكثيرة الداعمة للتحول الأخضر. ويخلو متجر سوبر تو نو الواقع في ضواحي تولوز من أي عبوات بلاستيكية، إذ تُعرَض المنتجات الغذائية من رافيولي ولوز وعجينة باف بيستري المورقة وسواها في أوعية زجاجية فقط. وداخل المتجر الذي وصفته الوزيرة المسؤولة عن شؤون المستهلك أوليفيا غريغوار بـ"أوّل متجر في فرنسا يعتمد مبدأ صفر نفايات"، وُضعت على الرفوف مئات الأوعية الزجاجية المملوءة بالكريما أو صلصة الطماطم أو ألواح الشوكولاتة أو سمك السلمون المدخن أو شرائح اللحوم المصنّعة. ويحصل الزبون على 10 سنتات لقاء كل وعاء يرجعه إلى المتجر، في خطوة ترمي إلى الحدّ قدر الإمكان من العبوات البلاستيكية. وتوضح المشاركة في تأسيس المتجر سالوميه جيرو لوكالة فرانس برس أن هدف هذا المتجر هو السعي إلى “تعزيز اعتماد الاستهلاك الذي لا تَنتج منه أي نفايات، وتبسيط إتاحته بصورة أكبر وجعله عمليا أكثر". وفي نهاية العام 2018 أطلقت جيرو مع زوجها بيار جيرو – ليريا خدمة بيع من السيارة أو عبر التوصيل إلى المنازل لمنتجات “محلية وعضوية ولا تُولّد نفايات”، قبل أن تفتتح في مايو الماضي هذا المتجر في لابيج بجنوب فرنسا. ويهدف مبدأ "صفر نفايات"، الذي ظهر في مطلع العقد الأول من القرن الحالي، إلى الحد قدر الإمكان من كل أنواع النفايات، من بينها نفايات التغليف وكل ما يُهدَر. سالوميه جيرو: هدف سوبر تو نو هو تعزيز الاستهلاك بلا بلاستيك سالوميه جيرو: هدف سوبر تو نو هو تعزيز الاستهلاك بلا بلاستيك وثمة دور رئيسي في هذا الإطار لمفهوم “فراك” الذي يلحظه القانون الفرنسي ويعرّفه بـ”بيع منتجات من دون تغليف للمستهلك بكميات يختارها بنفسه، داخل حاويات قابلة لإعادة الاستخدام”. وفي ممرات سوبر تو نو يعبّر عدد كبير من الزبائن عن قلقهم البيئي. ويقول نيكولا فوري، وهو طالب يبلغ من العمر 27 عاما، “من المهم جداً للكوكب أن ننتج أقل كميات ممكنة من النفايات. فالبيئة قضية رئيسية في المرحلة الراهنة”. ويقف الشاب طويلاً أمام قسم المنتجات الطازجة. فجبنة الموتزاريلا غير المتوفرة حاليا ستُصبح موجودة في المتجر قريبا. وتتولى إحدى الموظفات توزيع كرات الجبن في أوعية فردية. وهذه الأجبان التي تسلّمها المتجر بكميات كبيرة من دون تغليف داخل صندوق بلاستيكي كبير، أُنتجت قبل يومين في قرية تبعد 40 كيلومتراً وتشتهر بحقول دوّار الشمس. وفي هذه القرية ينشغل ريمي بريال وباستيان بورشيه لابروي، المشاركان في تأسيس شركة ألبان وأجبان بلانكا والبالغان من العمر 38 عاما، داخل مختبرهما. وبدأ الصديقان، اللذان أصبحا يعملان في هذا المجال بعد عشر سنوات من العمل في القطاع المالي، يعتمدان توزيع المنتجات من دون تغليف. ويعتبران أنّ طريقة التسليم هذه تنطوي على نقطتين إيجابيتين، وهو ما دفعهما إلى وضع سعر تحفيزي لهذه الطلبات أرخص بثلاثة يوروهات للكيلوغرام الواحد. ويقول بريال لفرانس برس إن “هذا الأسلوب أفضل من الناحية البيئية، لكن (…) ثمة أيضا فائدة اقتصادية، إذ أنّ التغليف مكلف ويطيل مدة عملية الإنتاج”. أما بالنسبة إلى أنواع أخرى ينتجانها من الأجبان، مثل سكامورزا، فيتسبب التغليف في خفض مدة صلاحية المنتج، وهو ما يمثل عائقا لبعض الزبائن. وفي متجر سوبر تو نو يظهر القليل من البلاستيك حول صدور البط المعبأة بتقنية التفريغ من الهواء (سو فيد)، أو في بعض منتجات التنظيف. وبات بيار جيرو – ليريا متأقلما مع الوضع، فعندما يكون تطبيق مبدأ “صفر نفايات” مستحيلا، يقوم ببعض الاستثناءات حتى يتمكن الزبائن من التسوّق في المتجر. أما بقية المنتجات فتُباع داخل أوعية زجاجية. وتقول ماري أنييس لانغليه، التي تتسوّق من هذا المتجر لأنها لم تعد قادرة على تحمّل منظر "أكوام النفايات المتراكمة"، إنّ "التسوّق هنا يعيد إلى ذهني زمن أجدادي". وتؤكد المدرّسة، البالغة من العمر 54 عاما، لفرانس براس "نبتعد عن البلاستيك لنعود إلى الأشياء التي تدوم مدة أطول". وحُظر منذ يناير 2022 التغليف البلاستيكي للفواكه والخضروات في فرنسا، مع أنّ جمعيات حماية البيئة نددت باستثناءات كثيرة تبلغ 29 في المجموع. وقد تُعتمد هذه الخطوة على المستوى الأوروبي بحلول عام 2030.

مشاركة :