«المجوز» يهزم «فيس بوك» ويوحد عائلة التسعيني ناصر

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يسمح اللبناني عبد الحسن ناصر ابن التسعين عاماً للتطور أن يسلبه المجوز، تلك الآلة التي يعزف عليها كل يوم بحضور أبنائه وأحفاده وجيرانه، ليستأنسوا بأغاني الأوف والميجانا. يكاد ناصر يكون الوحيد الذي يحفظ المجوز ويعزف عليه. في أحد أزقة بلدة ركاي الجنوبية، يقع منزل ناصر العتيق بغرفه الضيقة ومحتوياته القديمة التي تخبر عن تمسكه بالأصالة. وفيه يعيش مع زوجته زينب ابنة ال 86 عاماً، ولم يفترقا يوماً، فهي شريكته في كل شيء، حتى في الغناء والدبكة. يشكل مساء كل سبت ملتقى الأحبة، عند السابعة يلتئم شمل العائلة أبناء وأحفاداً، وأصهاراً وكنّات. 80 فرداً أكبرهم العم ناصر وأصغرهم ساجد حفيد حفيده ابن الأربع سنوات، الذي يعشق عزف جده والكل يشاركه الغناء عالاوف يابو الميجانا، جيب المجوز يا عبود، وغيرها من أغانٍ باتت شبه منسية، وفيها يؤكد العازف العتيق عشقه لآلته التي بفضلها تلتقي العائلة في سهرة رائعة تعيد ذاكرة الزمن الجميل. تعلم العم ناصر العزف وهو في الرابعة عشرة على أيدي أحد أبناء بلدته، وبعدها ذاع صيته في كل مكان لمهارته وقدرته على العزف لساعات من دون انقطاع. وحسبه، فإن المجوز حياة مختلفة، حكاية ماض وحاضر، أقلّه تعيش معه أصالة الماضي من دون تكلف. ما إن ينطلق العم ناصر بالعزف، حتى تتوالى رندحات الصغار قبل الكبار، تلمع عينا العم ناصر فرحاً، وهل أجمل من جمع العائلة؟ ويضيف: يجب أن تتوحد العائلة لتواجه هموم الحياة، ولا أخفي أن المجوز سبب لهذه اللقاءات العائلية، خصوصاً في زمن طغت فيه الفُرقة على الأسرة. ولا يتوانى العم ناصر عن القول إن المجوز روح العائلة، مريم ابنة ال 16 عاماً، إحدى حفيداته تشير إلى أن سهرتنا الأسبوعية تُنسينا فيس بوك، ونعيش لحظات مميزة، الكل يغني ميجانا وأوف. هذه الصورة لا نعرفها إطلاقاً، ولكن حذاقة وذكاء جدي ومجوزه، علمتنا كيف تكون الوحدة. في تلك الغرفة الضيقة التي تتسع لذكريات ناصر وزوجته وأولادهما الخمسة، نسمع أجمل الحوارات المباشرة، رأسمالها الميجانا، وميثاقها الأوف الكل يعيش أجواء معتقة، تخال نفسك في الخمسينات من القرن الماضي حين كان التلفاز غائباً، والهواتف غير متوافرة. وحدها الأحاديث تشكل نبض السهرات العفوية مع ذكريات وأخبار اجتماعية، اليوم بتنا نفتقد لتلك الجلسات، يقول العم ناصر. يضيف: أحمد ربي أن المجوز حي داخلي، وسأواظب العزف عليه حتى رحيلي، وأشعر بأني في سعادة مطلقة، حين أرى الصغير قبل الكبير يصفق ويغني بفرح، ولو ليوم واحد. على أريكته يجلس، وقربه يجلس الأحفاد يصغون إليه، علّهم يحفظون نغمات جدهم يوماً، يراقب ساجد حفيد الحفيد جده بصمت.. بحب جدو وهو يعزف عالمجوز.

مشاركة :