الجزائر: الخليج على طريق الكورنيش بين مدينتي جيجل وبجاية شرقي الجزائر، يقع أحد المعالم الطبيعية المغرية في المنطقة والبلاد عموماً، يطلق عليه اسم غار الباز، وهو واحد من سلسلة كهوف كبيرة عددها 10، اكتشفت عام 1917 وسميت الكهوف العجيبة. يوجد بهذه المغارة قاعة كبيرة مساحتها تزيد على 3 آلاف متر، وارتفاعها مائل ومتدرج يتراوح بين 20 و32 متراً، وأدت عوامل التآكل إلى تشكيل فتحة تسمح بالتمتع بالأشكال الصخرية الكلسية العجيبة. كما تحتوي 9 كهوف الأخرى على أشكال غريبة مجسدة في الطبيعة عبر العالم على غرار قصر الكرملين في روسيا وبرج بيزا الإيطالي وتمثال الحرية بأمريكا، وكأس العالم وأفاريز أخرى على غرار السمكة المجمدة البويا، وضرس كبير بجذوره يحمل لفظ الجلالة الله بالعربية، وشكل جنين في بطن أمه، ومجسم لأرجل جمل عملاق، وقردة تمثل رمز الحكمة: الصم، والبكم، والعمي، وأشكال أخرى أبدعت فيها تغيرات الطبيعة السلسة. ويفسّر مختصون ارتسامات هذه الظواهر بما أنتجته ترسبات كلسية لمياه الأمطار التي عادة ما تكون معبأة بأملاح معدنية. لكن غار الباز هو الوحيد الذي يخلو تقريباً من تلك المجسمات ربما لأن المياه لا تتسرب إليه من سقفه إلى داخله بقدر كاف، لأسباب مجهولة حتى الآن. وظل ربما من ملايين السنين هكذا ساحة فسيحة متصلة بنفق يمتد إلى طول لا أحد يعلم نهايته. كما أن درجة حرارة المكان ثابتة طوال فصول السنة (18 درجة) في حين تبقى الرطوبة بحدود 60. وبالإضافة إلى كل ما رسمته الطبيعة عبر القرون داخل المغارة، أضافت الجهات المسؤولة إليها عدة نماذج تمثل الحياة القديمة. ووضع مجسم ديناصور على اعتبار أن هذا الحيوان عاش بالمنطقة قديماً. وأيضا نماذج للإنسان القديم الذي احتمى بالكهف وسكنه في زمن ما. يدخل المغارة آلاف من الجزائريين والأجانب يومياً، خصوصاً في مواسم السياحة الشاطئية كونها إحدى التحف الطبيعية التي تقع على بعد أمتار من شواطئ ولاية جيجل الجميلة.
مشاركة :