شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً وإطلاق سراح جميع الرهائن، مع ضرورة إيصال المساعدات بشكل فوري إلى سكان غزة، الذين بحاجة ماسة إلى تلك المساعدات دون عوائق. وقال قادة الدول الثلاث، في بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية، أمس: «نشعر بقلق بالغ إزاء التوترات المتصاعدة في المنطقة، ومتحدون بشأن التزامنا بوقف التصعيد وتحقيق الاستقرار الإقليمي». وأوضحوا أنهم عملوا مع جميع الأطراف لتجنب التصعيد، مؤكدين أنهم لن يدخروا أي جهد لتهدئة التوترات وإيجاد طريق نحو الاستقرار. وفي هذا الصدد، أعرب قادة الدول الثلاث عن قلقهم العميق إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، داعين إلى الامتناع عن أي تصرفات من شأنها زيادة التوترات وتهديد فرص السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وأشادوا بالعمل الدؤوب الذي تقوم به مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الرهائن، مؤكدين تأييدهم لدعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والرئيس الأميركي جو بايدن إلى استئناف المفاوضات فوراً. وأكدوا استعدادهم كوسطاء - إذا اقتضت الضرورة - لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات الأطراف كافة. وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، استعداد بلاده للمساهمة في أمن قطاع غزة حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بحسب ما نقلته وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أمس. وقال تاياني في تصريحات صحفية: «كل هذا بطبيعة الحال بالتعاون مع إسرائيل ومع السلطة الوطنية الفلسطينية التي هي محاورنا والمعترف بها دولياً، وبالتأكيد ليس مع حركة حماس». ورداً على سؤال حول مطالب قوى معارضة بموقف أكثر حسماً من جانب الحكومة إزاء إسرائيل وبسحب السفير الإيطالي من تل أبيب، قال تاياني: «لم أفهم بعد موقف المعارضة، فكل حزب يقول شيئاً مختلفاً عن الآخر ويتحرك بمفرده». وأضاف تاياني: «خطنا واضح جداً: نحن نطلب بقوة من إسرائيل أن توقف الهجمات التي تؤدي إلى سقوط عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي. هناك عملية جارية، وهناك وساطات، ونحن ضد أي عمل يزيد من التوتر ويطال الأبرياء. لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار». إلى ذلك، قالت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز، إن منع المساعدات الإنسانية عن المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الأطفال يشكل «جريمة حرب». جاء ذلك في منشور لها على منصة «إكس»، أمس، رداً على دعوة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لقطع المساعدات الإنسانية عن غزة. وقالت غينيز: «إن هذه الدعوات تخرب أي فرصة للتوصل إلى حل سلمي، وتهدد أمن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأمس الأول، طالب بن غفير بتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة باحتلال أراضيهم بدلاً من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقال: «إذا احتللنا الأراضي في قطاع غزة وأخبرناهم أن كل ما فعلوه سيدفعون ثمنه من الأرض، وأوقفنا إدخال الوقود، وشجَّعنا الهجرة الطوعية، أعتقد أنه في النهاية يمكننا تحقيق الانتصار الكامل، هذا ما فعلناه في تاريخ إسرائيل ليس مرة واحدة وليس مرتين ويمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى».
مشاركة :