خاص الرؤية – بيروت – أجرى مراسل صحيفة الرؤية في بيروت حواراً مع رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية الدكتور هيثم مزاحم حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران والرد المتوقع من قبل إيران على إسرائيل، واحتمالات الحرب الإقليمية. وهذا نص الحوار: -هناك تكهنات بأن من قتل إسماعيل هنية لم تكن إسرائيل بل خصوم فلسطينيون داخليون. وهناك أيضا بعض الشائعات التي تقول بأن إيران نفسها هي من قتلته. ما رأيك في هذا؟ *هذه تكهنات غير واقعية وغير منطقية وتخالف حقيقة أن إسرائيل عبر وسائل إعلامها وبعض مسؤوليها قد كشفوا أن إسرائيل تقف وراء اغتيال إسماعيل هنية ولم تنفِ قيامها بذلك وإن كانت لم تتبنّ الاغتيال رسمياً. ثم لماذا سيغتال هنية خصوم فلسطينيون الآن في ذروة العدوان على قطاع غزة وهل يملك هؤلاء إمكانية اغتياله في طهران وبهذه الطريقة؟ طبعاً هذا أمر شبه مستحيل. أما إيران فما مصلحتها في قتل حليف رئيسي لها خلال حرب مستعرة وهي تقوم بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق؟ هذا كلام سخيف ولا يستحق الرد. - لم تغامر إيران قط بالدخول في صراع مباشر مع أي دولة منذ الحرب الإيرانية - العراقية. وحتى في إبريل/نيسان عندما ألقت باللوم على إسرائيل في الهجمات على بعثتها في دمشق، رأينا ضربات محدودة للغاية على إسرائيل، وكانت مترددة تقريباً. هل تعتقد أن إيران ستشن هجوماً حقيقياً على إسرائيل في المستقبل القريب؟ *إيران تستخدم الصبر الاستراتيجي في صراعها مع إسرائيل وكانت تفضل الحرب بالواسطة بسبب عدم وجود حدود مشتركة لها مع فلسطين أو تلجأ إلى الحرب السرية أو السبرانية مع إسرائيل. لكن بعد قصف قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قيادات الحرس الثوري قامت برد محدود لكنه ذو دلالة رمزية بأنها قادرة على ضرب عمق إسرائيل في أي وقت من جهة، وأنها لن تسمح بانتهاك سيادتها سواء أراضيها أو مياهها أو أجوائها أو بعثاتها الدبلوماسية من جهة أخرى. لذلك أعلنت إيران أنها سترد لكنها ليست مستعجلة في الرد ولن تحدد التوقيت والمكان بل تتركه لجهوزية الهدف إضافة إلى أن هناك مساعي دبلوماسية لإقناع طهران بعدم الرد في مقابل وقف العدوان على قطاع غزة وهو ما تعطيه إيران فرصة كي تتأكد من صحته. -كيف سيتعامل الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان مع الأزمة مع إسرائيل من ناحية ومع الغرب من ناحية أخرى. لقد وعد بتحسين علاقات إيران مع الغرب وحتى التخلص من العقوبات. *مسألة الموقف من إسرائيل ودعم حركات المقاومة لا يقرره وحده رئيس الجمهورية في إيران بل مجلس الأمن القومي والذي يخضع لإشراف المرشد آية الله علي خامنئي. وكذلك الأمر بالنسبة العلاقة مع الغرب والملف النووي الإيراني. لذلك الأولوية الآن بالنسبة للرئيس والنظام الإيرانيين هي للمواجهة مع إسرائيل والانتقام من انتهاك سيادتها مجدداً واغتيال ضيفها إسماعيل هنية من أجل إيجاد توازن ردع مع إسرائيل، كي لا تكرر اعتداءاتها واغتيالاتها داخل إيران. فما الذي يمنع إسرائيل من اغتيال قادة إيرانيين كبار داخل البلاد مجدداً إن مر اغتيال هنية من دون رد. أما مسألة العلاقة مع الغرب ورفع العقوبات فمرتبطان بالتفاوض حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وسيكون ذلك من خلال رغبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعودة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد أو إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. -كيف تعتقد أن اغتيال إسماعيل هنية سيؤثر على حركة حماس؟ *بالطبع إن استشهاد إسماعيل هنية خسارة كبيرة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية وهو سيترك فراغاً. لكن حركة حماس يمكنها ملء هذا الفراغ بسبب وجود قيادات أخرى كفوءة ومخلصة. كما أن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة رسالة بأن حماس مستمرة في نهج المقاومة ولن تتنازل عن مبادئها وشروطها لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار. - هل سيدخل حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل في أي وقت في المستقبل؟ إذا لم يحدث ذلك، فلماذا؟ *حزب الله لا يريد الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل حالياً بسبب عواقبها على لبنان والمنطقة وإيران إذ يريد نتنياهو توريط أميركا في هذه الحرب. لكن إن شنت إسرائيل هذه الحرب فحزب الله جاهز لخوضها وسيجعل إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً بسبب قدرات الحزب العسكرية المتطورة. ولا ينبغي أن تكون قيادة حزب الله والقيادة الإيرانية محكومتين بالضغوط الإعلامية والشعبية للرد بسرعة وكيفما كان على اغتيال هنية والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، خاصة أن إسرائيل قد تكون أرادت من هذين الاغتيالين توريط إيران وحزب الله في حرب شاملة مع الولايات المتحدة والغرب، فلماذا تستجيب إيران وحزب الله لتحقيق هدف نتنياهو. إنها حرب مفتوحة وطويلة والمواجهة جارية في الميادين المختلفة بين محور المقاومة والكيان الإسرائيلي والانتصار في الميادين هو خير انتقام للقائدين.
مشاركة :