قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنَّه يتعيَّن على الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أنْ يقرر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزَّة مع إسرائيل.ووصف بلينكن، السنوار بأنَّه «كان -ولا يزال- صانعَ القرار الرئيس في ما يتعلَّق بإبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في القطاع».فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى «تصفيته بشكل سريع». وحث بلينكن الثلاثاء، كلًّا من إيران وإسرائيل على تجنُّب «التَّصعيد» في ظلِّ تأهب طهران وحلفائها لتوجيه ضربات انتقاميَّة للدولة العبريَّة، إثر اغتيال إسماعيل هنيَّة.وحضَّ بلينكن، إيرانَ وإسرائيلَ على عدم تصعيد النزاع في الشرق الأوسط. وقال في مؤتمر صحافي، إنَّ «أحدًا يجب ألَّا يصعِّد هذا النزاع. نحن منخرطون في (جهود) دبلوماسية مكثَّفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل».وقال بلينكن: «إنَّ التزامنا أمن إسرائيل راسخ. سنواصل الدفاع عن إسرائيل ضدَّ هجمات جماعات إرهابيَّة، أو جهات راعية لها، كما سنواصل الدفاع عن قواتنا».لكنَّه لفت إلى أنَّ «الجميع في المنطقة يجب أنْ يدركوا أنَّ شنَّ مزيد من الهجمات لن يؤدِّي إلَّا لإطالة أمد النزاع، وانعدام الاستقرار، وانعدام الأمن للجميع».وأدلى بلينكن بتصريحه عقب محادثات أجراها مع وزيري الخارجية والدفاع الأستراليين في أكاديمية سلاح البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ميريلاند.وقال: إنَّ الولايات المتحدة تعمل «بشكل مكثَّف على خفض التوترات في الشرق الأوسط، ومنع تمدد النزاع».وشدَّد على أنَّ شنَّ مزيد من الهجمات «لن يؤدِّي إلَّا مفاقمة مخاطر الوصول لنتائج خطيرة لا يمكن لأحد التنبؤ بها، أو السيطرة عليها بالكامل».ودعا كلَّ الأطراف في المنطقة إلى «إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة، واتِّخاذ قرارات لتهدئة التوترات وليس مفاقمتها».وفي تقرير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال 3 مسؤولين من الدول المنخرطة في المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل، إنَّ «فريق التفاوض الإسرائيلي يعاني من فقدان مصداقيته في المحادثات، حيث وصل الأمر إلى أنَّ المفاوضين قدَّموا تطمينات بشأن نقاط معينة، قبل التراجع عن تلك الالتزامات بعد التشاور مع نتنياهو».وقال أحد المسؤولين الثلاثة للصحيفة إنَّ «الوسطاء بالفعل نجحوا في إقناع حماس بالتراجع عن هذا المطلب، الشهر الماضي، ولم يتبقَ سوى قضايا هامشيَّة للتسوية، وحينها أشار فريق التفاوض الإسرائيلي إلى أنَّه من الممكن المضي قدمًا نحو اتفاق».وأجمع المسؤولون الثلاثة في حديثهم، على أنَّ «نتنياهو عاد وأصدر سلسلة من المطالب الجديدة في أواخر يوليو الماضي، ما تسبَّب في تقويض التفاهمات السابقة التي وافق عليها المفاوضون بالفعل».وأوضح المسؤولون أنَّ «نتنياهو يرغب في تأسيس آلية جديدة لمنع المسلَّحين الفلسطينيين من الوصول إلى شمال غزَّة، والاحتفاظ بحق الفيتو على أسماء السجناء الفلسطينيين الذين تسعى حماس لإطلاق سراحهم مقابل 115 رهينة في غزة».وختم أحد المسؤولين في تصريحاته للصحيفة، بأنَّ «ما يحدث في المفاوضات، أنَّ المفاوضين الإسرائيليين يقولون للوسطاء شيئًا في غرفة المفاوضات، ثم يقول نتنياهو عكس ذلك في العلن».ويوم السبت الماضي، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض، من القاهرة إلى إسرائيل، بعد ساعات قليلة من مغادرته تل أبيب، بغرض استكمال محادثات صفقة تبادل المحتجزين مع الفصائل الفلسطينية، نتيجة خلافات مع نتنياهو.وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برر تعثُّر المفاوضات بشأن تبادل الأسرى بأنَّه ينتظر تقديم الولايات المتحدة ضمانات لاستئناف الحرب في حال تعثَّرت الصفقة.وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، إنَّ الرسالة الأمريكيَّة تتعلَّق بإمكانية استمرار الحرب بين المرحلتين الأولى والثانية من صفقة «تبادل الأسرى»، إذا لم تسر الاتصالات على ما يرام، لافتة إلى أنَّ نتنياهو ينوي المطالبة بنزع سلاح حركة حماس، وإبعاد قادتها، كشرط للانتقال للمرحلة الثانية من الصفقة، إلى جانب عدة مطالب أُخْرى.وصرَّح نتنياهو في اجتماع مع قادة الحرب الإسرائيليَّة، بأنَّ الرسالة التي يريد تقديمها إلى الجمهور الإسرائيلي تتعلَّق بإعطاء ضمانة لإسرائيل بأنَّها غير ملزمة بوقف إطلاق النار بشكل دائم.وكان نتنياهو كان قد أضاف شروطًا جديدة لصفقة تبادل المحتجزين المقترحة مع حركة حماس الفلسطينية، بما في ذلك إبعاد قرابة 150 أسيرًا فلسطينيًّا من البلاد، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيليَّة.ومن بين شروط نتنياهو، ترحيل بعض السجناء الفلسطينيين، الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية إلى دول أجنبيَّة، حسبما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر لم تسمها.وبحسب المصادر، فإنَّ هؤلاء المحتجزين، الذين يبلغ عددهم نحو 150، متَّهمون بقتل إسرائيليين، وأوضحت أنَّ نتنياهو يقترح ترحيلهم إلى دول مثل تركيا أو قطر، وعدم عودتهم إطلاقًا إلى قطاع غزَّة، أو الضفَّة الغربيَّة.الإعلام الإسرائيلي: «تعيين السنوار مفاجئ ورسالة بأنَّه حيٌّ»سلَّطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأربعاء، الضوء على إعلان حركة المقاومة الفلسطينيَّة «حماس» اختيار يحيى السنوار خلفًا لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران الشهر الفائت.وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إنَّ «تعيين السنوار مفاجئ، ورسالة لإسرائيل بأنَّه حيٌّ، وأنَّ قيادة حماس في غزَّة قويَّة وقائمة وستبقى».أمَّا قناة «كان» التلفزيونية، فقالت إنَّ اختيار السنوار يُظهر أنَّ حركة حماس في غزَّة لا تزال قويَّة.من جانبها، قالت صحيفة «معاريف» إنَّ اختيار السنوار يُمثِّل ما وصفتها بمناورة من جانب «حماس»، وهي رسالة أنَّ الحركة في غزَّة هي الجناح الأقوى.لكنَّ وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس، قال إنَّ تعيين السنوار زعيمًا لحماس «سببٌ آخر للقضاء عليه، ومحو ذاكرة هذه المنظَّمة من على وجه الأرض».وفي المؤسسة العسكريَّة الإسرائيليَّة، قال المتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيا هاغاري، إنَّ مكان السنوار بجانب القائد العام لـ«كتائب القسام» محمد الضيف، في إشارة إلى إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال الضيف في خان يونس قبل أكثر من أسبوعين.سموتريتش: «قد يكون من العدل والأخلاق» تجويع مليوني مواطن في غزَّةاعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أنَّه «قد يكون من العدل والأخلاق» تجويع مليوني مواطن في غزَّة، حتى تتم إعادة الرهائن الإسرائيليين، ولكن «لا أحدَ في العالم سيسمح لنا بذلك».وفي خطاب ألقاه، في مؤتمر للمسؤولية الوطنية في بلدة ياد بنيامين، قال الوزير اليميني المتطرِّف إنَّ إسرائيل يجب أنْ تتولى السيطرة على توزيع المساعدات داخل غزَّة، وزعم أنَّ «حماس» تسيطر على قنوات التوزيع داخل القطاع.وقال سموتريتش: «من المستحيل في الواقع العالمي اليوم شن حرب. لا أحدَ في العالم سيسمح لنا بتجويع وتعطيش مليوني مواطن، على الرغم من أنَّ ذلك قد يكون عادلًا وأخلاقيًّا حتَّى يعيدوا رهائننا»، مضيفًا إنَّه إذا كانت إسرائيل قد سيطرت على توزيع المساعدات بدلًا من «حماس»، فإنَّ الحرب كانت لتنتهي الآن، وكان الرهائن قد عادوا، حسب قوله.وقال وزير المالية الإسرائيلي: «لا يمكنك محاربة (حماس) بيد، وإعطاؤهم المساعدة باليد الأُخْرى. إنَّها أموالهم (حماس) ووقودهم وسيطرتهم المدنية على قطاع غزَّة. هذا ببساطة لا يعمل».وتسعى المدَّعية العامَّة للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهمة «استخدام التجويع سلاحًا في الحرب»، من بين اتِّهامات أُخْرى.الولايات المتحدة تعلن إفشال «مخطط إيراني» لاغتيال مسؤولين حكوميينقالت الولايات المتحدة إنَّها أحبطت مخطط اغتيال تورط فيه باكستاني مرتبط بإيران، كان يستهدف مسؤولين حكوميين أمريكيين انتقامًا لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في 2020.وتم اعتقال المتهم آصف ميرشانت في يوليو بعدما حاول استئجار قتلة مأجورين عبر عملاء سريين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).وقال وزير العدل ميريك جارلاند في بيان، إنَّ «وزارة العدل تعمل منذ سنوات بلا كلل للتصدِّي لمحاولات إيران الانتقام من مسؤولين أمريكيين لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني».وأوضح البيان، الذي نقله عن جارلاند ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كريستوفر راي، والمدَّعي العام الفيدرالي في مدينة بروكلين بولاية نيويورك بريون بيس، أن المواطن الباكستاني المرتبط بإيران آصف ميرشانت أوقف، ووجهت إليه تهمة محاولة ارتكاب جريمة «قتل بواسطة قتلة مأجورين».وأضاف البيان إنَّ ميرشانت أوقف في 12 يوليو على أيدي عملاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي، أوهموه بأنَّهم قتلة محترفون، وقد حاول استئجارهم لتنفيذ مخططه.وأكَّد المدَّعي العام بيس أنَّ «ميرشانت، الذي يعمل لصالح آخرين في الخارج، يشتبه بأنَّه خطط لقتل مسؤولين حكوميين أمريكيين على أراضي الولايات المتحدة».«فتح» تؤيد اختيار السنوار كان يردِّد شعارات ياسر عرفاتاعتبر نائب أمين سر حركة «فتح»، سرحان سرحان، الأربعاء، أنَّ «حركة «حماس» أثبتت باختيارها، يحيى السنوار، بالإجماع أنَّ إسرائيل غير قادرة على إنهاء الحركة الفلسطينيَّة».وشدَّد سرحان في حديث لإذاعة «سبوتنيك» على أنَّ «قوة الرسالة تكمن في أنَّ السنوار موجود في الميدان بين شعبه، وهي خطوة مهمَّة جدًّا».وبارك سرحان اختيار السنوار، وأكد تأييد «فتح» لاختيار السنوار «باعتباره قائدًا ملتزمًا بالوحدة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، ولطالما كان يردِّد في خطاباته السَّابقة شعارات القيادي الراحل، ياسر عرفات»، وأعلن أنَّه يُعوِّل أيضًا على السنوار «لإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني إلى الأبد؛ لمواجهة المشروع الإسرائيلي، وتحقيق ما تم الاتفاق عليه في موسكو وبكين بين الفصائل الفلسطينية».وكشف سرحان عن تعاون بين حركتي «فتح» و»حماس» حتَّى ما قبل تعيين السنوار وقبل عملية «طوفان الأقصى»، وبتكليف من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مشيرًا إلى أنَّه كانت قد أُجريت العديد من الاتصالات وأقيمت لقاءات تهدف إلى إنهاء الانقسام».
مشاركة :