فيما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيِّين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزَّة لليوم 305 على التوالي، إلى 39653 شهيدًا، ونحو 91535 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، يخوض المجتمع الدولي سباقًا مع الزَّمن لتجنُّب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهةٍ أُخْرَى، معَ تأكيد واشنطن أنَّها تعمل «ليلًا ونهارًا» لمنع اندلاع حرب إقليميَّة.وأفادت وزارة الصحَّة الفلسطينية، أمس، باستشهاد 30 فلسطينيًّا، وإصابة 66 بجروح مختلفة، بعضها خطيرة، وارتكاب مجازر ضد العائلات، خلال الساعات الـ24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزَّة، مؤكدةً وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمَّرة في كافَّة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم؛ لعدم توفر الإمكانيَّات والوقود اللازم لتشغيل المعدَّات.من جهةٍ أُخْرى أعلنت وزارة الصحَّة الفلسطينيَّة والهلال الأحمر الفلسطيني، أنَّ تسعة فلسطينيِّين قُتلوا الثلاثاء، خلال توغل لقوات إسرائيليَّة في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، كما أُصيب أكثر من عشرة أشخاص بجروح. فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنَّ طائراته ضربت «خلايا إرهابيَّة مسلَّحة» في منطقة جنين.سياسيًّا، عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين اجتماعًا طارئًا في البيت الأبيض، طالب خلاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوقف لإطلاق النار في قطاع غزَّة، حيث أدَّت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط.وقال بلينكن: «نحن منخرطون في دبلوماسيَّة مكثَّفة ليلًا ونهارًا لتوجيه رسالة مفادها -بكل بساطة- أنَّه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التَّصعيد»، مضيفًا «من الأساس أنْ نكسر هذه الحلقة، من خلال التوصُّل إلى وقف لإطلاق النَّار في غزة».وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنيَّة في طهران، في 31 يوليو بعد ساعات من مقتل القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيَّة لبيروت.وأشارت إسرائيل إلى أنَّ «شكر» كان مسؤولًا عن قصف صاروخي على بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتلِّ، أودى بحياة 12 طفلًا في 27 يوليو.ولم تعلِّق اسرائيل على اغتيال هنيَّة، لكنَّها تعهَّدت القضاء على «حماس» بعد هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر على أراضيها، والذي أدَّى إلى ردٍّ عسكريٍّ إسرائيليٍّ مدمِّرٍ في قطاع غزَّة.وتعَّهد القادة الإيرانيون، وكذلك «حزب الله» اللبناني، و»حماس» الفلسطينية، الانتقام لمقتل (هنيَّة، وشكر).وتوعَّد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإنزال «عقاب قاسٍ» بإسرائيل، متَّهمًا إيَّاها باغتيال «ضيفنا العزيز في بيتنا».وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الاثنين، إنَّ إيران «لا تسعَى بأيِّ حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب، والأزمة في المنطقة»، لكنَّ إسرائيل «ستتلقَّى -بالتأكيد- الردَّ على جرائمها وغطرستها».وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأحد: «نحن مصمِّمون على مواجهة إيران وحلفائها، على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة».والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل؛ لتقييم الوضع الأمني وسط التوترات في المنطقة، فيما وصل موفد روسي إلى طهران.ومن المقرر أنْ تعقد منظَّمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعًا بناء على طلب «فلسطين وإيران» للتوصل إلى «موقف إسلامي موحَّد» في المنطقة، حسبما أفاد مسؤول في المنظمة.وبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني -عبر الهاتف- التطورات الإقليمية، فيما تحدَّث بلينكن مع رئيس وزراء قطر، ووزير خارجية مصر، وهما اللاعبان الرئيسان في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.وشدَّد بلينكن أيضًا، على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.من جهته، اتَّهم وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، أمس، «إسرائيل بشنِّ حرب شعواء على الفلسطينيِّين في قطاع غزَّة».وقال عبدالعاطي -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب-: إنَّ «مصرَ تُدين الاعتداءات المتكرِّرة على لبنان، وأبرزها التي استهدفت الضاحية الجنوبيَّة لبيروت»، مشيرًا إلى تأكيد الموقف الثابت بدعم لبنان ووحدة أراضيه، وسلامته، واستقراره.وكشف أنَّ مصرَ تتواصل مع وزراء خارجية روسيا وأمريكا وإيران والصين؛ للعمل على وقف التَّصعيد في المنطقة، محذِّرًا من أنَّ «السياسات التَّصعيديَّة بالمنطقة قد تؤدِّي لخروج الأمور عن السيطرة».أمَّا إسرائيل فتقول إنَّها «تستعد لجميع السيناريوهات، هجوميًّا ودفاعيًّا».غير أنَّ دبلوماسيًّا أوروبيًّا مقيمًا في تل أبيب لفت لوكالة فرانس برس إلى أنَّ عدم تغيير التوجيهات التي يصدرها الجيش الإسرائيلي للمدنيين يعني، من الناحية النظرية، أن ليس هناك هجوم وشيك.السنوار رئيس لحركة حماسأعلنت حركة (حماس) أمس أن يحيى السنوار أصبح رئيساً للحركة خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران قبل أيام.والسنوار هو سياسي فلسطيني وقيادي في حماس، ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017، وهو أحد مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس عام 1985، وهو الجهاز المخول بملاحقة جواسيس الاحتلال. وولد السنوار في خان يونس في 29 أكتوبر 1962.مقتل عناصر من «حزب الله» اللبنانيإصابة 5 جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة عين الأسدذكر مصدر أمني لبناني، أنَّ أربعة مقاتلين من «حزب الله» قُتلوا خلال غارة إسرائيلية على جنوب لبنان الثلاثاء، وأوضحت وزارة الصحَّة اللبنانية أنَّ الغارة استهدفت منزلًا «في بلدة ميفدون».إلى ذلك، تعرَّضت قاعدة عين الأسد العسكريَّة في العراق لهجوم صاروخي، أدَّى إلى إصابة خمسة جنود من الأمريكيين، من بينهم جندي يعاني من إصابات خطيرة.ويأتي الهجوم وسط تصاعد التوترات الإقليميَّة، وازدياد المخاوف من ردود إيرانية محتملة على إسرائيل، بعد اغتيال إسماعيل هنيَّة في طهران، وكذلك القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت قبل أيام.وفي محادثة تليفونيَّة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، اتفق الرجلان على أنَّ الهجوم على القاعدة يمثِّل «تصعيدًا خطيرًا».التحقيق في اغتيال هنيَّة إيران تؤكد عدم تنفيذ «أيِّ اعتقال» حتَّى الآنأعلن القضاء الإيراني أمس، أنَّ إيران لم تنفِّذ -حتَّى الآن- «أيَّ اعتقال» في إطار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيَّة في طهران الأسبوع الماضي، في عملية نُسبت إلى إسرائيل.وقال أصغر جهانجير، المتحدِّث باسم السلطة القضائية، إنَّ «التحقيقات اللازمة بدأت»، وسيتم الإعلان عن نتائجها فور الانتهاء منها.وأكَّد «حتى الآن، لم يتم أي اعتقال في هذه القضية» مشيرًا إلى أنَّ التحقيقات تشمل مسؤولين عسكريين إيرانيين.وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت السبت، أن إيران اعتقلت «أكثر من عشرين شخصًا، بينهم ضباط كبار في الاستخبارات»، على خلفيَّة مقتل هنيَّة.ونفى جهانجير هذه الأنباء، ووصفها بأنَّها «شائعات»، و»أخبار كاذبة».وقال: «من المؤكَّد أنَّ اغتيال هنيَّة سيعقبه رد شجاع من الجمهوريَّة الإسلاميَّة».
مشاركة :