أوضح الكاتب والمستشار الإعلامي "جيلاني الشمراني" أن الإعلام أصبح بصفته المنظومة التي تضطلع بحفظ ونقل الهوية من جيلٍ إلى آخر، فإذا كان الإعلام يستقي من معين الهوية الوطنية وبما تضمنته رؤية المملكة 2030؛ فمخرجاته بالتأكيد سيكون لها تأثير كبير في تعزيز هذه الهوية وتنميتها في ظل ما نشهده من تحولات وتغييرات عالمية متسارعة ومشروعات تنموية كبيرة تشهدها المملكة. وفي التفاصيل، قال "الشمراني" لـ "سبق" إن الإعلام يتأثر بالثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال الرقمي التي أسهمت بشكل أو بآخر في تكوين وسائل إعلام جديدة، وأصبحت في متناول عدد كبير من المجتمعات، المرئية والمسموعة كالبودكاست وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ونحوها، فهذه (النوافذ) المُسماة (الإعلام الرقمي أو الجديد) أصبح لها دورٌ وتأثير كبير في تكوين الاتجاهات والمواقف؛ لأنها الطريق إلى المعرفة، ولها دور فاعل في التنمية وتغيير الوعي المجتمعي بشكل إيجابي. وأضاف أن إطلاق مسرعة الأعمال الإعلامية من قِبل وزارة الإعلام - ممثلة في أكاديمية الإعلام السعودية - برعاية الوزير سلمان الدوسري، خلال منتدى رواد الأعمال الإعلاميين السعودي الصيني، خير دليل على أهمية أن يكون الإعلام بسائر أشكاله منسجمًا مع ما وصل إليه العالم ومع مخرجات الجهات الحكومية في شتى المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية وغيرها؛ إذ لابد من توفير موارد كافية، وتبادل للخبرات بين السعودية والصين. وبيّن "الشمراني" أن ذلك يأتي ولاسيما أن المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة، تعمل على صياغة أكبر رؤية للمستقبل في هذا القرن، والإعلام له دورٌ كبير ومحوري فيها، وهذا بلا شك يجعلنا نسعى إلى تعزيز الصناعات المتعلقة بقطاع الإعلام وتطويرها بشكل مستمر، واستثمار التقنية بكل صورها، كونها أداة مهمة وضرورية للمسابقة في الوصول إلى المستقبل وقراءته بشكل صحيح. وأكمل: نحن اليوم بحاجة إلى تبادل الخبرات مع الآخرين خصوصًا من لديه تاريخ وإرث ثقافي متجذر مثل الصين، وهو ما يجعل التحديات التقنية الإعلامية متقاربة بين البلدين، والتي تفرض واقعًا تجب مواكبته، من خلال التكامل؛ وهذا ما يزيد من أهمية هذه الشراكة ممثلة بهذه "المسرعة" للتعاون وتطوير المشروعات الإعلامية المشتركة، بما يمتلكه البلدان من نقاط قوة. وتابع: أن مسرعة الأعمال رائدة في تعزيز الابتكار، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة في البلدين من تحقيق مخرجات إعلامية تتفق وثقافة البلدين؛ كما أن الإعلام أصبح اليوم صناعة واستثمارًا فضلاً عن كونه واجهة تعكس ثقافة الشعوب ونافذة لما تمتلكه الدولتان من مقومات سياحية وجغرافية، وهذا ما نصت عليه رؤية المملكة في تسليط الضوء على ما تمتلكه السعودية من مقومات وتنوع ثقافي وجغرافي وإرث تاريخي كبير. وقال إن مسرعة الأعمال الإعلامية تضمنت العديد من المراحل؛ كالإرشاد وإقران الشركات الناشئة مع مرشدين ذوي خبرة في الصناعة، وورش عمل وتدريب تقدم خلالها دورات تعليمية حول موضوعات أخرى تجارية وتقنية مختلفة، وعرض الأفكار، والتواصل لتسهيل الاتصالات مع قادة الصناعة والشركاء المحتملين والعملاء. واختتم أنه لا بد أن نتفق على أنه يجب على الإعلام، والإعلام الرقمي اليوم أن يحمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخها في نفوس أبناء الوطن، وهو واجبٌ وطني على وسائل الإعلام، خصوصًا في ظل التطورات الحاصلة في ميدان الثورة المعلوماتية والإعلامية، ما يجعلها تسابق لتواكب مخرجات الوزارات والهيئات الحكومية لتسير معًا وجنبًا إلى جنب بما يسهل من وصولنا لمستهدفات هذه الرؤية وجعلنا نرى إعلامنا متواكبًا مع نجاحاتنا المتتالية في سائر المجالات.
مشاركة :