أحيت سلطات حركة طالبان اليوم الذكرى الثالثة لعودتها إلى السلطة في قاعدة باغرام الجوية الأميركية السابقة، مؤكدة أنه على البلاد «مواصلة تطبيق أحكام الشريعة». وبعد ثلاث سنوات على حكمها، تعاني أفغانستان «ركودا اقتصاديا كاملا»، فيما يغرق سكانها في الفقر وسط أزمة إنسانية متفاقمة، بدون أمل في تحسن الأوضاع بالمستقبل المنظور. وقال رئيس الوزراء حسن أخوند، في كلمة ألقاها رئيس مكتبه، إن على البلاد «مواصلة تطبيق أحكام الشريعة»، مضيفا: «في هذا التاريخ، منح الله الأمة الأفغانية المجاهدة نصرا حاسما على قوة دولية محتلة ومتغطرسة». وسيطر مقاتلو طالبان على العاصمة كابول في 15 أغسطس 2021 بعد انهيار الحكومة المدعومة من واشنطن وفرار قادتها إلى المنفى. وعززت الإجراءات الأمنية في العاصمة وفي قندهار، المعقل الروحي لطالبان، قبيل «يوم النصر»، فيما يتواصل تهديد هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد. وخلال السنوات الثلاث، التي أعقبت عودتها إلى السلطة بعد خوضها تمردا استمر 20 عاما، عززت حكومة طالبان قبضتها على البلاد، وفرضت قوانين تستند إلى تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية. وقالت طالبة جامعية تدعى مادينا (20 عاما) في كابول، لـ«فرانس برس»، «مرت ثلاث سنوات منذ دفن أحلام الفتيات». وشهدت العاصمة كابول أيضا احتفالات في استاد غازي الكبير، حيث حضر مئات من الرجال لمشاهدة عرض رياضي وقتالي، ولم تشارك أي امرأة في الاحتفالات، ومُنعت الصحافيات من تغطية احتفالات الذكرى. وعُزّزت الإجراءات الأمنية في مدينة قندهار (جنوب)، المعقل الروحي لطالبان وموطن الزعيم هبة الله أخونزاده الذي يعيش في عزلة ويحكم عبر الفتاوى الدينية. ورغم تعامل الصين وروسيا وإيران وباكستان مع الحركة، ما يشير الى انفكاك جزئي لعزلتها، لم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، مع بقاء القيود المفروضة على النساء بموجب سياسات أطلقت عليها الأمم المتحدة «الفصل العنصري بين الجنسين». ويشير الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، إلى أن طالبان منذ استيلائها على الحكم للمرة الثانية في أفغانستان وهي تمارس «التضييق على هامش الحريات، فضلا عن موقفها المتشدد من المرأة الذي لم يتغير»، ويرى أن «أفغانستان لم ينلها سوى وضع اقتصادي صعب ومتدهور، وعزلة دولية، وأزمات حقيقية تمس المواطن الأفغاني من رجال أو نساء أو حتى بعض الأقليات الدينية والعرقية». وينفي المدير السابق لإدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، عبدالعزيز النجار، ارتباط الإجراءات التي تتخذها طالبان والقوانين التي تفرضها الحركة بـ«الشريعة الإسلامية»، ويقول لموقع «الحرة» إن «الفتاوى اجتهاد بشري تتغير بتغير الزمان والمكان، وليست شريعة إسلامية، ولا يوجد في الدين ما يمنع عمل وتعليم النساء»، وشدد على أن الدين الإسلامي «لا يمنع المرأة من الحياة، ولا يحرم ولا يجرم تعليم النساء أو عملهن».
مشاركة :