أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة خالدة، ليست منتهية المفعول، أو محددة الزمان والمكان، بل ستظل ماثلة أمام التاريخ البشري بما احتوته من أحداث وعبر، وستظل منهلاً عذباً تستفيد منه الأمة الإسلامية في معالجة قضاياها الراهنة. وأكدوا أن الرحلة كانت تكريماً وتتويجاً لرسالة الإسلام العالمية والخاتمة، وجاءت هذه المعجزة لتطلع النبي صلى الله عليه وسلم على كبرى الآيات. معجزة لن تتكرر د. علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أوضح أن معجزة الإسراء والمعراج علم غيب جعله الله شهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم، فكان الغيب مرئياً مشاهداً في عين وبصر النبي تراه عينه، ويدركه عقله، ويستنير به فهمه، ويستوعبه قلبه، وتعيه مدركاته لتعلم الخلائق جمعاء أنه في أعلى مراتب الإيمان واليقين، فالرحلة التي قام بها صلى الله عليه وسلم في إسرائه إلى بيت المقدس، ثم معراجه إلى السماوات السبع لينتهي به المطاف عند سدرة المنتهى في وقت محدود ليعود فيجد فراشه ما زال دافئاً، كل هذا معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون، إنما هي استثناء مرة أخرى مع بشر، مما يدل على تميز هذه الحادثة في التاريخ الإنساني. ويضيف: وفيما يتعلق بإسرائه صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالي: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»، وهي معجزة زمانية ومكانية، ومنحة إلهية وتسرية ربانية للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث تجلى علم الغيب للرسول فأصبح شهادة، وذلك في انتقاله اللحظي من مكة إلى بيت المقدس. ... المزيد
مشاركة :