سبقت السعودية جدول رؤية 2030 بـ7 سنوات وتجاوزت مستهدف 100 مليون سائح، إذ جذبت 106 ملايين، 80 % منهم محليون وقادمون من المنطقة، حسبما قالت أنيتا مينديراتا، المستشارة الخاصة للأمين العام في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، في لقاء مع "بلومبرغ". وقالت إن السعودية حققت ذلك ماديا عبر الربط الجوي والبري والبحري ومعنويا من خلال الترحيب الحار بالعالم. تستثمر السعودية بقوة في السياحة وتمهد الطريق للسياح المحليين إضافة إلى القادمين من دول الخليج، والخارج عموما. ردا على سؤال كيفية التغلب على المنافسين مثل جزر المالديف، قالت إن ذلك يكون بالذكاء والقيادة المتميزة وهذا ما شهدته خلال عملها في السعودية منذ 2018، قبل عام واحد فقط من انفتاحها على العالم. في 2019 أطلقت وزارة السياحة تأشيرة الدخول الإلكترونية للسعودية لإتاحة الفرصة أمام السياح والزوار من 66 دولة لاستكشاف ما تمتلكه المملكة من وجهات وإمكانات سياحية هائلة، والمشاركة في الفعاليات السياحية. ومنذ إطلاق الرؤية استثمرت الرياض في البرمجيات وتطوير رأس المال البشري لأنها تريد أن يتمتع الزوار بمعايير عالمية بأسلوب سعودي، إذ تريد أن يشعر شعبها أنه جزء من اقتصاد السياحة، وأنه يرسم معالم مستقبله. ورغم أن السياح العالميون مهمون من ناحية الإيرادات والسمعة العالمية، لكن السياح المحليون هم دائما عصب السياحة، لأنهم ينتشرون في المناطق ويرتادونها باستمرار وبذلك يتحرك اقتصاد السياحة على مدار العام، وهذا مسعى ذكي لأي وجهة تريد بناء اقتصاد سياحي قوي. يعد الطيران أيضا جزءا أساسيا من إستراتيجية السعودية استقطاب السياح، لا سيما أن البلاد لديها موقع جغرافي متوسط بين الشرق والغرب، وبهذا الشأن أعلنت إطلاق "طيران الرياض" التي تستهدف جذب 100 مليون زائر بحلول 2030. وردا على سؤال حول الصورة الذهنية عن السعودية قالت: قادة البلاد صادقون جدا في قولهم إن العالم يراقبنا، ويتطلع إلى رؤية جديتها، ليس هناك كثير ليقال لإقناع الآخرين، الأفعال أبلغ من الكلام. يحتاج العالم إلى الإلهام. يحتاج إلى إثبات وجود بيئة ومجتمع ومكان في العالم يركز حقا على المستقبل ويريد ضم العالم ليكون جزءا منه، ولهذا السبب تجلب السعودية المستثمرين الدوليين والعلامات التجارية الفندقية الدولية والوافدين من أنحاء العالم.
مشاركة :