أكد الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين اليوم (الأربعاء) خلال اجتماعات منفصلة أجراها مع مسؤولين لبنانيين أن "الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا لأننا نعتقد أن لا أحد يريد حربا شاملة بين لبنان وإسرائيل". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها هوكشتاين بعد اجتماعه مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وفي بيانين صدرا عن مكتبي بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وأكد هوكشتاين لبري أنه "في لبنان بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل انطلاق المفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، معتبرا "أن ذلك سينعكس إيجابا على لبنان". وأشار إلى "أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفاية وآن الآوان لدوامة الحرب أن تتوقف". كذلك أكد هوكشتاين لميقاتي "أن العمل يجري على مختلف المستويات الدبلوماسية وفي كل العواصم لإنجاح الحل الدبلوماسي الذي دعا إليه الرئيسان الأمريكي والمصري وأمير قطر، وستتم مناقشته في اجتماعات الدوحة التي تبدأ غدا وستستمر أياما عدة". وأعرب عن أمله "في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب"، معتبرا "أن القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب". وتتواصل المواجهات بين (حزب الله) اللبناني وإسرائيل منذ 8 أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين (حركة حماس) وإسرائيل في قطاع غزة وسط مخاوف من توسع المواجهات بعد اغتيال إسرائيل في 30 يوليو الماضي القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية ، حيث توعد الحزب بعدها إسرائيل "برد حقيقي ومدروس جدا." وكرر هوكشتاين أمام الصحفيين تصريحاته التي أدلى بها خلال زيارته إلى بيروت في شهر يونيو الماضي، وقال قلت للجميع عندما كنت في لبنان في آخر زيارة لي أننا نؤمن بأن النزاع قد استمر لفترة طويلة، وأن حلا دبلوماسيا ممكنا وملحا بات ضروريا. وأضاف "ما زلنا نؤمن بأن الحل الدبلوماسي ما زال يمكن الوصول إليه لأننا نعتقد ونؤمن أن لا أحد يريد حربا شاملة بين لبنان وإسرائيل". وأشار إلى أن "الصراع بين الطرفين قد تصاعد"، مشيرا إلى أنه تحدث مع بري عن "الوضع في لبنان والحاجة إلى خفض التصعيد عبر "الخط الأزرق" (على الحدود اللبنانية الإسرائيلية) وفي المنطقة". وتابع "الرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك ويركز عمله أيضا للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وطلب مني العودة إلى لبنان قبل معاودة المفاوضات". وقال "تحدثت مع الرئيس بري عن الإتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف إطلاق النار في غزة واعتقد أننا توافقنا أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول إلى الصفقة سوف يساعد أيضا في إيجاد حل دبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع من حصول انفجار أو حرب أوسع". وأضاف أن "الاتفاق سيخلق الظروف المناسبة لعودة النازحين إلى منازلهم وبالتالي سيتمكن الجانبان من العيش بأمان على طرفي الحدود، علينا الاستفادة من هذه النافذة في العمل الدبلوماسي والحل الدبلوماسي والوقت لذلك هو الآن". وردا على سؤال حول الرسالة التي حملها إلى لبنان، قال "اعتقد أن أمريكا تتوافق مع الشعب اللبناني الذي يريد أن يعيش حياته بأمن وسلام وإزدهار، وأن لا يعيش تحت التهديد المستمر الناجم عن النزاعات والحروب". وأضاف "هذه الرسالة نريدها للجميع في المنطقة التي عانت بما يكفي، فكلما مر الوقت بالتصعيد والتوتر والنزاع اليومي كلما تصبح إمكانية حصول حوادث يدفع ثمنها المدنيون وقد تخرج الأمور عن السيطرة". وتابع "رسالتي للشعب اللبناني وهو ما قاله الرئيس جو بايدن مؤخرا، العودة إلى المفاوضات كسبيل ملح لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى ووضع حد لما يجري، وهنا في لبنان نحن نؤمن بحاجة للوصول إلى نهاية لهذه الأزمة، وموقفنا لا يؤيد ربط الأزمات في المنطقة، ولكننا ندرك ونفهم أنه علينا العمل سويا لوضع حد للنزاع في قطاع غزة". بدوره جدد بري خلال اجتماعه مع الموفد الأمريكي المطالبة بـ"ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان". وأبدى بحسب بيان لمكتبه "قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية أو العاصمة اللبنانية ناهيك عن المجازر الاسرائيلية اليومية التي ترتكب في حق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخرها ما حصل في مدرسة التابعين في قطاع غزة". وأشار إلى أن "هذه السياسة تدلل على تصميم إسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب" . كذلك أكد بري "تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وفقا لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملا منذ اللحظات الأولى لصدوره عام 2006". أما ميقاتي فقد أكد خلال اجتماعه مع هوكشتاين "ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وأن مدخل الحل هو في وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب". وكان الموفد الأمريكي اجتمع في وقت سابق اليوم مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وتناول البحث، بحسب بيان لقيادة الحيش "الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية". كذلك التقى هوكشتاين في البرلمان مع وفد من نواب المعارضة اللبنانية، وصرح بعد الاجتماع النائب جورج عدوان "أننا أبلغنا الموفد الأمريكي أننا ضد توسيع الحرب والذهاب إلى تصعيد أكبر ويجب أن نضع كل جهدنا لعدم جر لبنان إلى حرب هو بغنى عنها ونحن ندعم أي مسعى بهذا الاتجاه." وأضاف أن "قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة ويتخذ انطلاقا من مصلحة لبنان فقط ولا يمكن ربط مصلحة البلد وكل اللبنانيين بأي مصلحة أخرى". وكان هوكشتاين قد قام بزيارات بين إسرائيل ولبنان منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي من أجل الحث للوصول إلى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان وإسرائيل. يذكر أن هوكشتاين كان قد قام بوساطة بين لبنان وإسرائيل أفضت إلى اتفاقية لترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية في أكتوبر 2022 وذلك بعد عامين من المحادثات غير المباشرة التي شاركت الأمم المتحدة برعايتها.
مشاركة :