نشرت قناة "كان" الإسرائيلية مقطع فيديو لكبار الحاخامات اليهود يؤكدون فيه تحريم اقتحام المسجد الأقصى، عقب اقتحام وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء للمسجد. وتفصيلاً، قال الحاخام أفيغدور ليفينسال خلال الفيديو: "وقع كبار الحاخامات في إسرائيل على وثيقة تحظر الصعود إلى جبل الهيكل (الاسم العبري للمسجد الأقصى)". وظهر أيضًا الحاخام شموئيل بتسالئيل، مشيرًا إلى أن "كبار حاخامات إسرائيل أصدروا فتوى تحرم المس بقدسية المكان والصعود إلى جبل الهيكل". ومن جانب آخر، أكد الحاخام دافيد كوهين أن "لدينا واجبًا أخلاقيًا في الاحتجاج على هذا الأمر (اقتحام الأقصى)، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، فهؤلاء المتمردون البلطجية قد دنسوا هذا المكان المقدس، إن مثل هؤلاء الناس الذين يدّعون التقوى لا تعدو أفعالهم عن كونها تدنيسًا للهيكل وانتهاكًا لاسم الله، وهم بأفعالهم يدفعون إلى تأجيج مشاعر الناس والتحريض على الفتنة والتسبب في إيذاء يهود آخرين". وقال الحاخام يتسحاق يوسف: "أدعو أمم العالم إلى عدم رؤية هؤلاء كمن يمثلون شعب إسرائيل، إنهم لا يمثلون شعب إسرائيل، الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل وحول العالم لا يصعدون إلى جبل الهيكل. أناشدكم بالعمل على تهدئة الوضع، فجميعنا نؤمن بإله واحد ونريد السلام بين الشعوب، ولا يجب أن نسمح للمتطرفين بأن يقودونا". وأضاف الحاخام سميحا رابينوفيتش: "هذا تحريم قاطع على الجميع أن يلتزموا به، ومن الواجب علينا أن نحتج ونرفع صوتنا عاليًا ضد هؤلاء الذين يلهبون المشاعر، وضد كل من يستخف بهذا الأمر الجلل، مهما كان المقتحمون كبارًا أو مشهورين، هذا أمر يجب استنكاره، والتحريم بشأنه قاطع". يُذكر أن هذه الفتاوى وتأكيدها ليس حرصًا على حق المسلمين في المسجد الأقصى، وإنما لمنع اندفاع أتباع التيار الديني الحريدي للانضمام للوزير المتطرف بن غفير، الذي تتزايد شعبيته نتيجة كسبه لاتباع تلك الجماعات. وكانت نسبة الالتزام بحرمة اقتحام الأقصى بين أتباع هذه الطائفة نحو 100 % لكنها تراجعت الآن إلى 60-70 %، وإضافة إلى ذلك فإن التيار الديني الحريدي، يُعد إسرائيل دولة كافرة لأنها قامت بأيدي البشر وليس بيد الرب كما يظنون، وفقًا لروسيا اليوم. واقتحمت مجموعات من اليهود المتدينين، باحات المسجد الأقصى في ذكرى "خراب الهيكل"، وهي مناسبة دينية يهودية يستغلها المتشددون للاستفزاز وانتهاك المقدسات. ورافق وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وزميله في حزب "عوتسما يهوديت" الوزير إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب الليكود أميت هاليفي، مقتحمي المسجد الأقصى لإحياء ذكرى "تيشا بآف" (خراب الهيكل).