كيف كشف غياب الخنوس في لقاء إسبانيا عن معدنه الحقيقي؟ (إحصائيات)

  • 8/14/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واجه المنتخب المغربي الأولمبي صعوبات كبيرة في التقدم بالكرة خلال مواجهته لنظيره الإسباني في دور نصف نهائي أولمبياد باريس 2024. مباراة إسبانيا كانت الوحيدة التي واجه فيها رجال طارق السكتيوي صعوبات كبيرة في هذا الجانب، وهي المباراة التي شهدت أيضا غياب بلال الخنوس بسبب جمعه الإنذارات. كيف أثر غياب الخنوس على المنتخب الأولمبي أمام إسبانيا؟ فرض المنتخب الإسباني في شخص فيرمين رقابة فردية على أسامة ترغالين في معظم لحظات المباراة. تسبب هذا الوضع في عزل ترغالين وتعطيل أدواره على مستوى التقدم بالكرة. حاول أمير ريتشاردسون إنقاذ الموقف في مجموعة من اللحظات وقدم مستوى لافتا خاصة على مستوى الاحتفاظ والتقدم بالكرة إلا أن ذلك لم يكن كافيا. أمام هذا الوضع، ظهر الدور الكبير لبلال الخنوس في المباريات السابقة إذ كان في كل مرة يساند ترغالين وريتشاردسون من خلال طلب الكرة في وضعيات تساعد على التقدم بالكرة أو من خلال نزوله بنفسه لمنتصف الملعب من أجل تحمل مسؤولية منح تمريرات تقدمية. ثنائي وسط الميدان هذا الدور الذي كان يقوم به الخنوس تؤكده أيضا الإحصائيات، فهو ثاني أكثر لاعب توصلا بالتمريرات في كل 90 دقيقة في الألعاب الأولمبية وثالث أكثر لاعب منحا للتمريرات التقدمية في كل 90 دقيقة. لماذا لم ينجح بنصغير في تعويض الخنوس؟ بدون كرة، يتميز الخنوس بذكاء كبير في تحركاته، فهو يجيد التموضع بين الخطوط، رصد وضعيات الرجل الثالث وخلق هياكل مع زملائه تمكن من التقدم بالكرة بسلاسة. في مقابل ذلك، بنصغير يبحث دائما عن إيجاد حلول وهو يمتلك الكرة، كما يبحث عن التواجد في وضعيات تمكنه من التوصل بالكرة وخلق الفارق بها، وهذا ما حصل أمام إسبانيا وما أخل بتوازن وسط ميدان المنتخب المغربي. هذا يظهر جليا من خلال مقارنة متوسط مراكز كل من بنصغير في لقاء إسبانيا والخنوس في المباريات السابقة. لماذا تعرض الخنوس لانتقادات عديدة قبل لقاء إسبانيا؟ رغم الأدوار الكبيرة التي كان يقوم بها الخنوس مع المنتخب الأولمبي إلا أنه تعرض للانتقاد من بعض المتابعين. سبب هذه الانتقادات هو أن البعض يقيم أداء لاعب نادي جينك البلجيكي فقط أثناء امتلاك الكرة ويغفل عن الأدوار التي ذكرناها سلفا. الأسطورة الهولندية كرويف في مقولة شهيرة قال: "في المعدل يتوصل اللاعب بالكرة لمدة 3 دقائق في المباراة بأكملها. ما يحدد إن كان لاعبا جيدا هو ما يقوم به خلال 87 دقيقة المتبقية." تنطبق خلاصات هذه المقولة على بلال الخنوس، إذ يغض العديد النظر عن المميزات العديدة التي يتمتع بها والتي ساعدت المنتخب الأولمبي كثيرا في مبارياته. في نفس الوقت، هذا لا يعني أن إضافة الخنوس تكمن فقط بدون كرة. هو أيضا لاعب مميز أثناء امتلاك الكرة وهو ما تظهره أرقامه مع جينك البلجيكي خلال الموسم الماضي. الاحتفاظ بالكرة والتمريرات أبرز مميزات الخنوس تظهر مقارنة بلال الخنوس مع لاعبي الوسط الهجومي داخل الدوري البلجيكي، الهولندي، البرتغالي ودوريات أخرى أنه مميز على مستوى الاحتفاظ بالكرة حتى في المساحات الضيقة. هذا تؤكده أرقامه على مستوى حمل الكرة واللمسات في الثلث الأخير. كذلك هو جيد على مستوى صناعة الفرص عن طريق التمرير إذ لديه أرقام جيدة في التمريرات المفتاحية والحاسمة. كيف تظهر الأرقام سبب الانتقادات الموجهة لخنوس؟ تظهر أرقام بلال الخنوس مع جينك البلجيكي أنه مازال بحاجة للتطور على مستوى حمل الكرة للأمام دون اللجوء للتمريرات، فهو أفضل فقط من 25% من اللاعبين الذين يشغلون نفس مركزه. النقص الذي يعاني منه الخنوس في هذه النقطة يظهر سبب الانتقادات الموجهة له من البعض، خاصة وأن صانع الألعاب اشتهر سابقا بقدرته على إقصاء الخصوم بالمراوغات وبالمهارات الفردية، قبل أن تتغير أدواره تدريجيا مع تطور كرة القدم.

مشاركة :