وقال سيجورنيه بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري إن بلاده "تدعم لبنان، وفي هذا السياق وفي إطار السلام في المنطقة، نأمل كذلك بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة" معتبراً ذلك "عنصراً هاماً وضرورياً لضمان السلام في المنطقة". وتأتي زيارة سيجورنيه الى بيروت في إطار "دعم الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل خفض التصعيد في المنطقة"، وفق ما أورد في تعليق على منصة اكس قبيل وصوله الى بيروت. وتزامنت الزيارة التي التقى خلالها مسؤولين لبنانيين بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونظيره عبدالله بو حبيب، مع انطلاق جولة جديدة من التفاوض إزاء هدنة في قطاع غزة بوساطة قطرية وأميركية ومصرية، فيما تجاوز عدد قتلى الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر الأربعين ألفا، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني. وجاء استئناف المفاوضات على وقع تصعيد إقليمي بين اسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، بينهم حزب الله، وخشية من اندلاع حرب اقليمية. وأعقبت تصريحات سيجورنيه تأكيد المبعوث الأميركي آموس هوكستين من بيروت الأربعاء أنه "لم يتبقَ وقت لإضاعته ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي" إزاء التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبراً أن ذلك سيساعد "على التوصل إلى حلّ دبلوماسي" في لبنان. ووصف نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الخميس، في تصريحات لقناة المنار، زيارة هوكستين بأنها "استعراضية" مشيراً الى ان الأميركيين "يريدون القول إنهم يتحركون لكن في الفراغ". ولطالما كرر حزب الله، الذي يتبادل القصف وإسرائيل منذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، أن وقف هجماته من جنوب لبنان مرتبط بالتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وأوضح سيجورنيه الذي زار بيروت مرات عدة منذ بدء التصعيد، "رسالتنا بسيطة للغاية تتعلق بخفض التصعيد، موجهة هنا الى السلطات اللبنانية بوضوح وسيتم كذلك توجيهها الى دول أخرى في المنطقة، ما يسمح لنا أن نرى في المستقبل وضعاً أكثر هدوءاً في هذه اللحظة الحساسة". وأكد المسؤول الفرنسي "دعم قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) وتعزيز الجيش اللبناني في الجنوب" مشيراً الى سعي بلاده داخل مجلس الأمن لتمديد مهام اليونيفيل لعام إضافي. وفي بيان عن مكتبه الإعلامي، أكد بري لسيجورنيه "حرص لبنان على ضرورة التمديد" لمهام اليونيفيل وفق "نص القرار الأممي 1701". وأنهى القرار حرباً مدمرة خاضها حزب الله وإسرائيل صيف 2006، وعزز انتشار قوة اليونيفيل في الجنوب. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها. وشدد حزب الله في بيان الخميس، في ذكرى مرور 18 عاماً على انتهاء الحرب، على أن "المقاومة... بالرغم من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة وحاملات الطائرات الأميركية والاغتيالات.. ستواصل بكل شجاعة وحكمة وبكل ما أوتيت من قوة ومقدرات وما تملك من مفاجآت الدفاع عن لبنان". ومع أن حزب الله وإسرائيل يتبادلان القصف منذ عشرة أشهر، إلا أن منسوب التوتّر ارتفع مؤخّرا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي إن حزبه وإيران "ملزمان بالرد" على اسرائيل، مؤكداً المضي في هذا الخيار "أياً تكن العواقب". وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 570 شخصا على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً و373 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.
مشاركة :