تذبذبت الأسهم والسندات والدولار بعدما أظهرت بيانات التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة عدم حدوث تغيير كبير في التوقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. شهدت الأسهم تقلبات بين المكاسب والخسائر في مستهل التداولات ببورصة نيويورك، امس الأربعاء، بعدما سجل مؤشر "إس آند بي 500" أفضل أداء له خلال أربعة أيام في عام 2024. توقعات خفض الفائدة الأمريكية ارتفعت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف. قام متداولو المبادلات بتسعير خفض محتمل للفائدة بمقدار 40 نقطة أساس في سبتمبر، مع توقع خفض إجمالي يزيد عن 105 نقاط أساس هذا العام. بينما استقر الدولار بالقرب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر. قراءة التضخم في الولايات المتحدة ارتفع ما يُعرف بمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، بنسبة 3.2% في يوليو مقارنةً بالعام الماضي، ليظل بذلك عند أبطأ وتيرة له منذ أوائل عام 2021. أما على المستوى الشهري، فقد ارتفع المؤشر بنسبة 0.2%، وهو ارتفاع طفيف مقارنةً بقراءة يونيو التي كانت منخفضة بشكل مفاجئ، وفقًا لأرقام مكتب إحصاءات العمل التي صدرت امس الأربعاء. "التضخم لن يهز الأسواق بقوة" قال كريس لاركن من شركة "إي تريد" التابعة لبنك "مورغان ستانلي": "قد لا تكون النتائج باردة مثل مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الذي صدر أمس، لكن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الذي جاء وفق التوقعات اليوم لن يهز السوق بقوة حسب ظني". وأضاف: "الآن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس الشهر المقبل. إذا أشارت معظم البيانات خلال الأسابيع الخمسة المقبلة إلى تباطؤ الاقتصاد، فقد يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أكثر حدة." لم تتغير عقود مؤشر S&P 500 كثيراً. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساسيتين لتصل إلى 3.86%. مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين وخلال اول أمس الثلاثاء، تم الإعلان عن ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين - وهو مقياس لأسعار الجملة - بنسبة 0.1% في الشهر الماضي في الوقت الذي كان يتوقع فيه خبراء الاقتصاد أن تظهر القراءة زيادة شهرية بنسبة 0.2% في يوليو بما يتماشى مع قراءة الشهر السابق وفقًا لتقديرات داو جونز. إلى ماذا تشير البيانات؟ قال ديفيد راسل المحلل في "ترايدستايشن": "إن بيانات مؤشر أسعار المنتجين تقدم دليلاً إضافياً على أن هناك تغيرات كبيرة مقبلة، وخاصة في قطاع الخدمات ولهذا فقد يشعر المستثمرون الذين باعوا ما يملكونه من أسهم مؤخراً بالإحباط وذلك على أمل كان يراودهم في انخفاض الأسعار ولكن لا يزال هناك أمل في أن يتحسن الوضع".