يشكل الخرف تهديدًا متزايدًا يهدد ملايين الأرواح حول العالم، إذ كشفت منظمة الصحة العالمية عن إحصائية صادمة تفيد بأن شخصًا واحدًا يصاب بالخرف كل ثلاث ثوانٍ. هذه الزيادة المطردة في حالات الإصابة بالخرف، والتي لا تعتبر جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، تدق ناقوس الخطر وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حلول فعالة لمواجهة هذا المرض العصبي المزمن. وقالت الدكتورة كاترين سيهر أخصائية الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية، خلال حلقة "العلوم في خمس"، التي تبثها منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، إن "معدلات الإصابة بالخرف في زيادة، رغم أن المرض لا يعد جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة". وأضافت سيهر، أنه "لا يوجد علاج للخرف حاليًا، لكن هناك بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعراض لفترة من الوقت، إنما لا تعالج السبب الكامن وراء الخرف". وأكدت أن الوصول إلى العلاج سيستغرق بعض الوقت، بشرط الحصول على تشخيص مبكر. يساعد ذلك على فهم الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص نفسه أو أحد أفراد أسرته، ومن ثم يمكنه التخطيط للمستقبل. وأشارت إلى أن الخرف لا ينتقل بالوراثة داخل العائلات. ومن بين أشهر أسبابه ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو التدخين أو اتباع نظام غذائي غير صحي. وأوضحت أن هناك أشياء يمكن القيام بها لمنع أو تقليل خطر الإصابة بالخرف، ومنها اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب، وأن يكون الشخص نشطًا بدنيًا، وأن يتناول طعامًا صحيًا، وأن يهتم بعلاج حالات مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري. ومؤخرًا، ربط تقرير جديد استهلاك اللحوم المصنعة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وفقًا لدراسة موسعة تابعت أكثر من 100 ألف شخص على مدى أربعة عقود. وفي هذه الدراسة، التي نشرتها صحيفة "الغارديان"، اكتشف باحثون أمريكيون وجود ارتباط محتمل بين تناول اللحوم الحمراء المصنعة والإصابة بالخرف. وأظهرت الدراسة أيضًا أن استبدال الأطعمة الصحية مثل المكسرات والفاصوليا أو التوفو باللحوم الحمراء المصنعة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف. وتعد هذه النتائج ذات أهمية كبيرة، خاصة في ظل التوقعات بأن يتضاعف عدد الأشخاص المصابين بالخرف إلى ثلاثة أمثاله بحلول عام 2050 ليصل إلى 153 مليون شخص على مستوى العالم. شاهد أيضًا:
مشاركة :