أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن انتشار جدري القردة في إفريقيا بات يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة. فما المقصود بحالة طوارئ صحية عالمية؟ لماذا يثير انتشار جدري القرد قلقا عالميا؟ وهل المغرب مهدد؟ الجواب في الحوار التالي مع الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي: ماذا يقصد بحالة طوارئ صحية عالمية؟ حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن حالة الطوارئ هي حدث استثنائي يُحدّد على أنه يشكل خطراً محتملاً يحدق بالصحة العمومية في الدول الأخرى بسبب انتشار مرض ما دولياً، وقد يقتضي استجابة دولية منسقة. بالتالي فإن إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، باعتبارها أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه منظمة الصحة العالمية يقتضي إجراءات دولية فورية، وتظافر الجهود المالية، البشرية، والعلمية لمحاصرة انتشار الفيروس. لماذا يثير انتشار جدري القرد قلقا عالميا؟ ظهر جدري القردة أول مرة سنة 1958 في الدنمارك، تم اكتشافه على بعض الحيوانات القادمة من وسط أفريقيا، بينما تم تسجيل أول إصابة في صفوف البشر سنة 1970. كان وسط انتشار الفيروس محدودا خاصة في مناطق الغابات الكثيفة الإفريقية وينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، قبل أن تظهر السلالة الثانية سنة 2022 والتي تمت محاصرتها عالميا. بخصوص السلالة المنتشرة حاليا، والتي رصدت في جمهورية الكونغو الديموقراطية في شتنبر من سنة 2023، فهي تثير قلقا دوليا لأنها أكثر انتشارا من السلالات السابقة، حيث تنتقل عن طريق العلاقات الجنسية، وكذا عن طريقة الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة، والأطفال معرضون للإصابة أيضا. كما أن هذه السلالة هي الأكثر فتكا، حيث يقدر معدل إماتة الحالات المصابة ب3 في المائة وهو رقم أولي، فيما تتوزع أعراض الإصابة بين ارتفاع درجات حرارة الجسم، تضخم الغدد الليمفاوية، وظهور طفح على الجلد يتشبه بثور أو بثور مليئة بحبوب، وتظهر في كامل الجسم.ظهر الفيروس في الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة، اليوم انتقل إلى 15 دولة إفريقية، وكدا خارج القارة الإفريقية. هل المغرب مهدد؟ المغرب كغيره من بلدان العالم، بما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن حالة طوارئ صحية عالمية بالتالي فهو مهدد، ويجب أن يتطبق إجراءات الوقاية واليقظة الصحية، وأن يشارك في المجهود العالمي لمحاصرة الفيروس. وفي المغرب، تم وضع وتفعيل مخطط وطني استباقي مند يونيو 2022. وقد مكن هذا المخطط من رصد 5 حالات إلى غاية شهر مارس من هذا العام. جلها كانت واردة ولم ينتج عنها حالات عدوى لدى المخالطين، كما تميزت بكونها هينة من الناحية الطبية وتعافت تماما دون أية مضاعفات.
مشاركة :