غزة.. فلسطينية تصنع قبور الشهداء من ركام المنازل

  • 8/19/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السيدة حياة أبو حطب: أعداد الشهداء في تزايد كبير مع استمرار الحرب والمجازر الإسرائيلية، وهناك حاجة ملحة لبناء وتجهيز القبور لدفن الشهداء والموتى. - نقوم بتكسير البلاط والحجارة من المنازل التي دمرتها إسرائيل إلى أحجام صغيرة كبديل للحصمة (حجارة صغيرة) غير المتوفرة جراء إغلاق المعابر. تعيش الفلسطينية حياة أبو حطب، ظروفا معيشية صعبة وتكافح مع أفراد عائلتها لتأمين لقمة العيش المغمسة بتحديات جمة في ظل استمرار حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة. وتعمل حياة (58 عاما)، مع أبنائها وأحفادها على إعادة تدوير ركام المنازل المدمرة من حجارة وأسياخ حديدية لتجهيز مستلزمات القبور لقتلى الحرب الذين تتزايد أعدادهم يومًا بعد يوم. وتقف السيدة الخمسينية التي تعكس يديها ووجهها التجاعيد الكثيرة والتي نزحت قسرا أكثر من مرة ، كتفا بكتف مع أبنائها وأحفادها في كافة مراحل تجهيز القبور، في ظل نقص شديد في مواد البناء اللازمة جراء سيطرة إسرائيل على معابر القطاع وإغلاقها. ويضطر الفلسطينيون للنزوح من مكان إلى آخر، بحثًا عن ملاذٍ آمن، في ظل التهديدات الإسرائيلية ببدء عمليات عسكرية في مناطقهم السكنية. وفي 5 مايو/ أيار الماضي، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد في جنوب القطاع، وفي 7 مايو/ أيار الماضي، سيطرت على معبر رفح الواصل بين القطاع ومصر وأغلقته، فيما تغلق معبر "إيرز" شمالي قطاع غزة المخصص للأفراد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. حاجة ملحة وتقول أبو حطب بصوت مليء بالألم والمرارة، لمراسل الأناضول: "أعداد الشهداء في تزايد كبير، مع استمرار حرب ومجازر إسرائيل، وهناك حاجة ملحة لبناء وتجهيز القبور لدفن الشهداء والموتى". وتضيف، وهي تحمل بيديها معدات بدائية بسيطة: "نقوم بتكسير البلاط والحجارة إلى أحجام صغيرة كبديل للحصمة (حجارة صغيرة) غير المتوفرة، لأن الأسمنت غالٍ جدا جراء ندرته في القطاع كان متوفر قبيل الحرب". وتشير إلى عدم وجود مواد بناء يمكن استخدامها في تجهيز القبور بالشكل المناسب بسبب إغلاق المعابر ومنع إسرائيل إدخالها، لذا أصبحت تبحث عن بدائل لتجهيزها واتجهت لاستخدام ركام المنازل المدمرة. وتتابع: "أحيانا كنا نضطر لدفن الشهداء في الرمال، نظرا لعدم وجود قبور مجهزة بسبب نقص المواد اللازمة لتجهيزها". وتجمع عائلة أبو حطب الحجارة من ركام المنازل المدمرة وتعيد استخدامها في تجهيز القبور بعد تكسيرها إلى قطع صغيرة كبديل للحصمة. وبينما يجمع حفيدها موسى( 14 عاما)، الحجارة المدمرة من أحد المقابر التي قام الجيش الإسرائيلي بتجريفها أثناء عملياته العسكرية في خانيونس سابقا، تقوم السيدة الفلسطينية بتجهيز الخلطة الأسمنتية لإنشاء بلاط القبور(قطعة تضع على سطح القبر). ويعمل الطفل بجد وحماس رغم الصعوبات، ممسكاً بيده الصغيرة حطامًا من ركام المنازل التي دمرتها الحرب ويضعها داخل دلوٍ بلاستيكي ويقطع مسافات طويلة لإيصالها إلى جدته وأعمامه. وتقول أبو حطب: "الأسمنت أسعاره مرتفعة للغاية لندرته، فنقوم بتجهيز الخلطة الإسمنتية ونفردها على شكل بلاط ونتركها حتى تجف، ومن ثم نغلق بها قبور الموتى والشهداء". عمالة الأطفال وتضيف أبو حطب: "لا يوجد هناك عدد كافٍ من العاملين في هذا المجال لتجهيز القبور والبلاط اللازم، نعتمد بشكل كبير على الأطفال الصغار من الأبناء والأحفاد لجمع الحجارة من الأماكن المدمرة وتكسيرها". ويجلس الأطفال الصغار مجتمعين بملابسهم البسيطة والرقه، بينما يمتلئ الجو بالغبار المتصاعد من عملية تكسير الحجارة المتناثرة. أوضحت السيدة المسنة، أنها تحصل على الحديد من ركام المنازل، حيث تقوم بتكسير الحجارة المحيطة به، ثم تعدله وتقصه بشكل مناسب كما تريد لاستخدامه في تجهيز القبور. وطالبت السيدة بفتح معابر قطاع غزة لإدخال الأسمنت والحصمة ومواد البناء اللازمة لتجهيز القبور في ظل زيادة أعداد القتلى بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :