مدينة الثقافة والتاريخ وسحر الشرق والغرب

  • 4/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر جزيرة سانتوريني الوجهة السياحية الأولى بين الجزر اليونانية، وتتميز بكونها الأكثر شعبية أيضاً بين المحليين الذين يفضلون قضاء إجازة الصيف فيها على السفر خارج البلاد. غنية مدينة إسطنبول بمعالمها الثقافية والسياحية والتاريخية، على الرغم من أنها ليست العاصمة لكنها أكبر المدن التركية وتصنف الأولى في المركز الاقتصادي والسياحي والثقافي والمالي، وفي عام 1985 وضعت على قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو. تعتبر إسطنبول من أهم مدن العالم للأهمية الجغرافية والتاريخية التي تتمتع بها، فضلاً عن مكانتها الدينية والثقافية وطبيعتها الساحرة والخلاّبة، حيث تقع في إقليم مرمرة ومن الشمال يحدها البحر الأسود، وبحر مرمرة من الجنوب، أما مضيق البوسفور فيقسم المدينة إلى قسمين: واحد شرقي والثاني غربي. أما الجزء الشرقي من المدينة فيغلب عليه طابع الهدوء والمباني الحديثة والجديدة التي تتخللها الأشجار والمسطحات الخضراء، فضلاً عن البنية التحتية السياحية المتمكنة، بينما يكتظ الجزء الغربي من إسطنبول بالسياح العرب والأجانب، لما يكتنزه هذا الجزء من معالم سياحية وتاريخية عريقة. الزائر إلى إسطنبول سيلحظ على الفور أهمية هذه المدينة ومقوماتها الكبيرة في الجذب السياحي، ذلك أنها تقدم للزائر تنوعاً ثقافياً تاريخياً سياحياً، وبنيتها التحتية السياحية مؤهلة لاستقبال ما يزيد على 12.4 مليون سائح، ضمن أكثر من 35 مليوناً يترددون إلى تركيا في العام الواحد. طقس إسطنبول وبيئتها يعتبران أحد أهم العوامل التي تجذب السياح إلى هذه المدينة، حيث إن مناخها معتدل، فهو مرتفع الحرارة قليلاً في الصيف وبارد في الشتاء، ومعتدل في الربيع والخريف، أما طعامها فيشكل أيضاً عامل جذب بحكم غنى أطباقها ووجباتها، إلى جانب شهرتها في الحلويات والحلقوم التركي والشاي. هذا عن المناخ والطعام، أما عن الثقافة والسياحة فإن إسطنبول تشكل كنزاً تاريخياً للمولعين بالسياحة والاستزادة التاريخية، حيث تتداخل عوامل الطبيعة والمناظر الخلابة بالأبعاد التاريخية المكانية التي تضفي إطلالة وسحراً بانورامياً لهذه المدينة الجميلة. المتجول في المدينة حين يمر في شوارعها تأسره المساجد والشواهد المعمارية الأثرية والتاريخية القديمة، إذ تشتهر إسطنبول بمساجدها ذات السمات العثمانية كجامع الشيخ زادة والسليمانية والسلطان أحمد والفاتح ومسجد أبو أيوب الأنصاري. كما تشتهر أيضاً بحدائقها التي تتوزع وتتربع على مناطق جغرافية متنوعة. ومن أهم المعالم السياحية منطقة السلطان أحمد ومنطقة التقسيم، حيث إن أي زائرٍ إلى مدينة إسطنبول لا بد له من الذهاب إلى هاتين الساحتين، ففي ساحة السلطان أحمد توجد العديد من المعالم السياحية والتاريخية مثل مسجد السلطان أحمد ومتحف آيا صوفيا وقصر توب كابي الذي يطل على البوسفور. أما ساحة التقسيم فلها دلالة تاريخية مهمة لدى الأتراك، ويتفرع منها العديد من الشوارع التي تأخذك إما إلى قصر دولما بهجه أو المولات والأسواق الحديثة مثل جواهر، فضلاً عن شارع الاستقلال الذي يشكل مصدر جذب للسياح من مختلف دول العالم ويستقطب إلى جانب ساحة التقسيم نحو 3 ملايين زائر يومياً. جامع السلطان أحمد فور أن يصل الزائر إلى منطقة السلطان أحمد حتى تخطفه جمالية المكان، وفي القلب منه جامع السلطان أحمد الذي يشكل تحفةً معمارية تاريخية ثقافية ذات مدلولات عميقة، فهذا الجامع بناه السلطان أحمد الأول في الفترة بين 1609 إلى 1616، مستعيناً بالمعماري محمد آغا الصدفي. الجامع يسمى أيضاً المسجد الأزرق، نسبة إلى قطع البورسلان الأزرق الذي يغطي معظم المسجد من الداخل، وحيث يتألف من 6 مآذن وقبة مركزية كبيرة، إلى جانب باحة خارجية واسعة وقباب صغيرة كثيرة تغطي الأروقة الخارجية. متحف آيا صوفيا يعتبر متحف آيا صوفيا من أهم معالم الجذب السياحية على مستوى العالم، فقد كان لنحو 916 عاماً كنيسة وأيضاً لمدة 481 عاماً جامعاً، ومنذ ما يزيد على الثمانين عاماً، تحول إلى متحف يمتلك خصوصية ثقافية ودينية كبيرة. يذكر المؤرخون البيزنطيون أن آيا صوفيا جرى بناؤه من قبل الإمبراطور قسطنطينيوس الأول بين 324 و337 م، وفي عهد الإمبراطور قسطنطينيوس الثاني تم الانتهاء من بنائه في عام 360، حيث سمي في البداية ميغالي اكليسيا أي الكنيسة الكبيرة، ومن ثم تحول إلى اسم هاغيا صوفيا أي مكان العلم المقدس. وللعلم فإن مبنى آيا صوفيا حرق في إحدى حركات التمرد ولم يتبق منه أي شيء، ومن ثم جرت إعادة بنائه من جديد على يد الإمبراطور تيودوروس الثاني الذي افتتحه للعبادة عام 415م. أيضاً تعرض المبنى للحرق مرة أخرى، حيث قرر الإمبراطور ايوستينيانوس الثاني في الفترة من 527 إلى 565 م بناءه بطريقة أجمل وأكثر وساعة، وفتحه للعبادة، إلى أن جاء عهد الفتح العثماني على يد السلطان محمد الفاتح في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، ليحول كنيسة آيا صوفيا إلى جامع. قصر توب كابي بني قصر توب كابي أو الباب العالي بين الأعوام 1459 و1478م على يد السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية، إذ جعله مركز إدارة الإمبراطورية العثمانية، حتى يكون شاهداً على قوة هذه الإمبراطورية في مواجهة الاعتداءات والأطماع الخارجية. في هذا القصر تداول السلاطين العثمانيون الحكم وكان مقراً لهم لمدة 400 عام، وحدثت توسعة للقصر إلى أن وصلت مساحته نحو 700 ألف متر مربع، ويتمتع بإطلالة مميزة على البوسفور، إلى جانب وجود باحات واسعة أمام القصر وخلفه. الزائر إلى متحف توب كابي، أول ما يلاحظه سور القصر الخارجي الذي يرتفع لعشرات الأمتار، يتبعه باحة تطل على البوسفور وكانت تشكل فيما مضى حديقة للسلاطين، ومن ثم يمكن الدخول إلى قصر السلاطين الذي يقع على يمينه ركن مخصص لحريم السلطان وعلى يساره ركن للولائم الكبيرة. في داخل القصر غرف كثيرة تحاكي ملابس السلاطين وتحفاً ومقتنيات ذهبية وفضية وأسلحة تعود للعهد العثماني والعديد من المجوهرات وخلاف ذلك، إلى جانب حجرة خاصة للأمانات المقدسة كسيف النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وأثر قدمه وقوسه وشعرات من لحيته الشريفة، وبعض أغراضه الشخصية، إضافة إلى سيوف الخلفاء الراشدين. جامع أورطاكويلا عجب في أن جامع أورطاكوي (لؤلؤة البوسفور) يثير فضول السياح لزيارته وإلقاء نظرة عليه، فهذا الجامع الذي بناه السلطان عبد المجيد عام 1854، يطل مباشرة على شاطئ مضيق البوسفور، وهو على مقربة من قصر دولما بهجه، والهندسة المعمارية المبدعة في تصميمه تدلل على فخامته، حيث تعلوه قبة ضخمة، توازيها مئذنتان. ليست هذه جميع معالم مدينة إسطنبول، ذلك أن من يحتاج إلى التعرف إلى هذه المدينة الساحرة والاستفاضة في معرفة المعالم التاريخية والثقافية، يحتاج إلى أيام عديدة، لأنه سيجد الكثير من الشواهد التاريخية هناك، وسيجد أيضاً الخضرة والماء والوجه الحسن. قصر دولما بهجة يقع قصر دولما بهجة في منطقة بشكطاش بإسطنبول، ويطل على البحر مباشرة، وفي مقابله تقريباً يقع ميناء اسكودار في الشطر الشرقي، والمعروف أن هذا القصر الذي بدأ بناءه السلطان عبد المجيد الأول عام 1843 واستغرق الانتهاء منه نحو 13 عاماً، كلّف خزانة الدولة العثمانية نحو 5 ملايين ليرة في ذلك الوقت. دولما بهجة أحد أجمل وأفخم القصور التركية ويشكل واحداً من أهم العناوين السياحية في مدينة إسطنبول، خاصة وأن بناءه يأتي من أهمية الجغرافيا التركية، بمعنى أن السلطان عبد المجيد لمّا بنى هذا القصر، جعله معلماً شرقياً يحاكي القصور الأوروبية في فخامتها. وهذا بالضبط ما تشكله الأهمية الجغرافية لتركيا التي يلتقي فيها الشرق مع الغرب. هذا القصر الذي بني على الطراز الأوروبي، أقام فيه 6 سلاطين عثمانيين، وفيه أيضاً قضى مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذي استخدمه في أوقات الراحة والاستجمام، ويتألف من أكثر من 230 غرفة، فضلاً عن غرف خاصة لاستضافة الدبلوماسيين وكبار المسؤولين، وقاعات رئيسية فخمة مزينة بالكريستال الأصلي الفاخر المستجلب من فرنسا، فضلاً عن التحف والجدران المزينة والمزخرفة والمُطعّمة بالذهب.

مشاركة :