تكافح الشقيقتان الفلسطينيتان لمى وديما عقل من مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة من أجل البقاء على قيد الحياة وسط نقص الأدوية في القطاع الساحلي المحاصر الذي مزقته الحرب. وكانت الشقيقتان الناجيتين الوحيدتين من أسرتهما المكونة من ثمانية أفراد والتي قتلت في غارة جوية إسرائيلية هاجمت منزلها في يونيو الماضي. وتتذكر ديما في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلة: "كنا نؤدي صلاة العشاء عندما قصف الجيش الإسرائيلي منزلنا، رأيت انفجارا ضخما يحيط بنا ثم تحول كل شيء إلى اللون الأسود". ثم أغمي على الفتاة البالغة (16 عاما) ولم تشعر بأي شيء لساعات وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها ملقاة على أرضية مستشفى الأقصى في دير البلح بجوار أفراد عائلتها. وقالت "لقد أصبنا جميعًا بحروق في أجسادنا وكان الجميع يصرخون من الألم ولم نتمكن حتى من العثور على مكان معقم ومناسب للعلاج". واضطرت ديما وأفراد عائلتها إلى البقاء لساعات طويلة قبل تلقي العلاج نتيجة ارتفاع أعداد المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفى جراء الهجمات المختلفة على غزة. لكن الدواء في المستشفى لم يكن كافياً لإنقاذ والدي ديما وخالتها وجدتها وحتى شقيقها. بذل الأطباء في المستشفى قصارى جهدهم لإنقاذهم جميعا لكن والدهما وجدتهما وشقيقهما لم يجدوا العلاج اللازم لهم وحالتهم الصحية كانت تسوء يوما بعد يوم، مما أدى إلى وفاتهم واحدا تلو الآخر. يؤلم ديما ولمى أن تعيشا لوحدهما، من دون أهلهما أو منزلهما أو حتى صحتهما ويعاني كلاهما من كسور وحروق في نحو 65% من جسدهما. ومن أجل استعادة صحتهما، تحتاج الشقيقتان إلى السفر خارج غزة لتلقي العلاج. وقالت لمى (12 عاما) لـ ((شينخوا)) بينما كانت ترسم لوحة: "لقد قتل الجيش الإسرائيلي أفراد عائلتي وآمل أن أعيش على قيد الحياة". وكان أفراد عائلة ديما ولمى من بين مئات المرضى، غالبيتهم مصابون بحروق شديدة جراء القصف بالصواريخ والذين قتلوا بسبب عدم توفر العلاج المناسب لهم، بحسب يوسف مهاني وهو جراح في مستشفى الأقصى. وقال مهاني لـ ((شينخوا)) "في الواقع، تستخدم إسرائيل عمدا الأسلحة المحرمة دوليا، مما يجعل من الصعب جدا علينا التعامل مع الضحايا ومحاولة إنقاذهم". وأضاف أن "مستشفيات غزة تعاني من نقص العلاج الطبي وكذلك الكادر الطبي، وإذا لم يتم السماح للأدوية والعلاج بدخول غزة ، فمن المؤكد أننا سنفقد المزيد والمزيد من الضحايا المصابين". وتشن إسرائيل هجوما واسع النطاق ضد حماس في قطاع غزة للرد على هجوم الحركة عبر الحدود الجنوبية لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي قتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز أكثر من 200 آخرين كرهائن. وقالت السلطات الصحية في غزة اليوم إن عدد القتلى الفلسطينيين بسبب الصراع ارتفع إلى 40139 شخصا والإصابات إلى أكثر من 92 ألف جريح. وفي 7 مايو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته على الجانب الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين، تم إغلاق الحدود. ويعتبر معبر رفح، الذي يقع بين غزة ومصر، البوابة الرئيسية لنقل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج ولإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع. ونتيجة لإغلاق معبر رفح توفي حوالي 1000 مريض متأثرين بجراحهم، حيث لم يتمكنوا من مغادرة غزة لتلقي العلاج بحسب ما أفاد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وقال الثوابتة لـ ((شينخوا)) إن هناك نحو 25 ألف مريض آخرين، في ظروف صحية خطيرة، بحاجة إلى مغادرة غزة في أسرع وقت ممكن لتلقي العلاج". وحذر من أن الأفراد المتبقين يواجهون خطر الموت بسبب حرمانهم من الحصول على العلاج الطبي. وحمل الثوابتة السلطات الإسرائيلية والإدارة الأمريكية المسؤولية عن نتائج لإغلاق معبر رفح بما في ذلك عرقلة الإمدادات الطبية والوفود الصحية والمساعدات الإنسانية".
مشاركة :