تطوير التبادلات التجارية بين الصين وأفريقيا لمستوى أعلى

  • 8/20/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بلغت صادرات الصين إلى الدول الأفريقية 1.19 تريليون يوان خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بزيادة نسبتها 5.5% على أساس سنوي، بحسب بيان الإدارة العامة للجمارك الصينية. وقال تقرير نشره موقع صدى البلد المصري تعليقا على ذلك البيان إن التعاون الصيني الأفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة حقق إنجازات مثمرة وينبض بالحيوية مع مواصلة تعميقه، مشيرا إلى إمكانية رؤية الفواكه المتنوعة من أفريقيا على موائد الصينيين. وبالمقابل، عندما قرر المستهلكون الأفارقة شراء سيارة كهربائية، تقدم الشركات الصينية لهم خيارات اقتصادية متنوعة. التعاون الاقتصادي والتجاري عامل استقرار للعلاقات بين الصين وأفريقيا بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية في عام 2023 نحو 282.1 مليار دولار، بزيادة 1.5% على أساس سنوي، ليسجل رقما قياسيا يظهر قوة ومرونة حركة التبادل التجاري بين الجانبين، حيث زاد حجم واردات الصين من الدول الأفريقية من المكسرات والخضروات والزهور الطازجة والفواكه بنسبة 130% و32% و14% و7% على أساس سنوي كل على حدة. وفي الوقت نفسه، سجلت صادراتها من السيارات الكهربائية وبطاريات أيون الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية نموا كبيرا بنسبة 291% و109% و57% على أساس سنوي. وقال مدير معهد الاقتصاد الدولي بجامعة الأعمال والاقتصاد الدولي في بكين، الدكتور سانغ باي تشوان، إن الفقزة التي حققها التعاون الصيني الأفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة قائمة على المصالح المشتركة وتمثل نتيجة مباشرة لجهود الجانبين الرامية إلى المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، مضيفا أن هذا التعاون لا يمثل برهانا على الإنجازات الإيجابية التي حققها الاقتصاد في الصين عبر تنميتها العالية الجودة فحسب، بل يلعب دورا كبيرا في تحفيز التنمية الاجتماعية ورفع مستوى معيشة الشعوب المحلية في الدول الأفريقية. وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 15 عاما متتالية، وبلغت مؤشرات التجارة الصينية الأفريقية 990.55 نقطة في عام 2023، بحسب بيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، ما أظهر زخم التطور السريع لحركة التبادل التجاري بين الصين والدول الأفريقية نحو التحسن. التعاون التجاري الصيني الأفريقي يحافظ على زخم تطور طويل المدى قال الدكتور سانغ إن الاقتصادين الصيني والأفريقي يتمتعان بتكامل قوي، حيث تمتلك الصين المعدات والتقنيات الحديثة والقابلة للتطبيق وكذلك الأموال الوفيرة نسبيا. وفي الوقت نفسه، تتمتع الدول الأفريقية بمزايا في مجال الموارد البشرية والطبيعية. فلا شك أن تكثيف أنشطة التبادل التجاري بين الجانبين يساعد على الاستفادة من مزايا وأسواق الجانبين لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. ومن الملاحظ أن التعاون الصيني الأفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة يواصل رفع تنافسيته مع سعي الصين لتحقيق التنمية العالية الجودة وتعزيز القوى المنتجة الجديدة النوعية. وتحظى المنتجات والتقنيات الصينية بشعبية كبيرة في الدول الأفريقية، حيث تنتشر إعلانات "تكنو" على شوارع المدن الأفريقية، بوصفها من أوائل الشركات الصينية لتصنيع الجوال التي وجدت موضع قدم في الدول الأفريقية واكتسبت مزايا تنافسية بفضل نجاحها في تطوير عدد كبير من المنتجات والتقنيات المميزة والخاصة للدول الأفريقية. وبدءا من توسيع التعاون في مجال التجارة الإلكترونية بين الدول المطلة على طريق الحرير، مرورا بالاستعانة بتقنيات البث المباشر لتنظيم مهرجان تسوق افتراضي لترويج المنتجات الأفريقية المميزة، حتى حملة "ترويج المتاجر الإلكترونية للمنتجات الأفريقية على الانترنت"، توسع التعاون الصيني الأفريقي ليشمل الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والمنخفض الكربون والطيران والفضاء والخدمات المالية وغيرها من المجالات الناشئة، في حين تنامى حجم التبادل التجاري بين الجانبين في القطاعات التقليدية، مثل الصناعات الكثيفة العمالة والصناعات الأولية، مما أضفى حيوية جديدة على التعاون الصيني الأفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة. ونوه نائب رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي السابق، ايراستوس موينشا، إلى أن الصين حولت ملامح أفريقيا وحسنت معيشة شعوبها من خلال تعزيز التواصل والترابط من حيث مشاريع البنية التحتية الرقمية وغيرها. سوق الصين الكبيرة فرص جديدة للعالم تعمل الصين على تقاسم فرص انفتاحها على الخارج بنشاط، من خلال اتخاذ إجراءات عديدة تشمل إعفاء 98% من المنتجات الخاضعة للضريبة من الدول الأفريقية الأقل نموا، وإنشاء ممر أخضر لصادرات الدول الأفريقية من المنتجات الزراعية إلى الصين لخفض تكلفة التجارة الخارجية، واستقطاب مزيد من الشركات الأفريقية للمشاركة في منصة تجارة إلكترونية عبر الحدود أنشأتها الصين لتسهيل حصول المنتجات الأفريقية على خدمات لوجستية دولية أفضل، وذلك بهدف مساعدة المنتجات الأفريقية المميزة على توسيع قنوات تسويقها والدمج في السوق الصينية بشكل أفضل وأسرع. وتمثل الصين أكبر دولة نامية في العالم، وتُعد أفريقيا أحد أكبر القارات لتجمع الدول النامية، ويشكل إجمالي عدد السكان في الصين والدول الأفريقية ثُلثا التعداد العالمي. ورغم المسافة الطويلة التي تفصل بينهما، يشتركان في السراء والضراء، وثمة إمكانات واسعة للتعاون بينهما. ومع تعزيز جودة التعاون الصيني الأفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة وترقية مستواه ومواصلة تعميقه، أطلقت إمكانات جديدة، حيث تنامى حجم تجارة السلع الوسيطة بين الصين والدول الأفريقية، وطرحت خطة العمل بشأن التعاون الرقمي بين الصين والدول الأفريقية. وقال مدير إدارة تحليل الإحصائيات بالإدارة العامة للجمارك الصينية، ليوي دا ليانغ، إن أنشطة التبادل الاقتصادي الصيني الأفريقي نشطة، حيث أن الصين تحتاج إلى مزيد من المنتجات الأفريقية، في حين أن الأخيرة في حاجة إلى مزيد من المنتجات الصينية، وتنتظرهما آفاق أوسع في تنمية تبادلاتهما التجارية. ومع اقتراب موعد افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2024، من المرتقب مواصلة تعميق تعاونهما في مجال الاقتصاد والتجارة على نحو متزايد.

مشاركة :