قال مسؤولان أميركيان ومسؤولان إسرائيليان لموقع بوليتيكو إن الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء القتال في غزة على وشك الانهيار، وإنه لا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه ليحل محله. وقال المسؤولون إن الاقتراح الحالي – الذي توصلت إليه الولايات المتحدة ومصر وقطر على مدى عدة أسابيع في يوليو/تموز – هو أفضل أشكال الاتفاق حتى الآن، «لأنه يتضمن شروطاً تتناسب مع مطالب حماس وإسرائيل». وأبدى المسؤولون تخوفهم من رد فعل حركة حماس إزاء المقترح، قائلين إن هذا الأمر أثار قلق المسؤولين الأميركيين بشكل متزايد من أن هذا الاقتراح سوف يتعثر كما حدث مع الاقتراحات السابقة، في ظل الخلاف بين حماس وإسرائيل وعدم وجود مسار واضح لإنهاء القتال أو إعادة المحتجزين إلى ديارهم. وقالت الصحيفة إن هذا التقييم أكثر تشاؤما من التقييم الذي يقدمه المسؤولون الأميركيون علنا. فحتى حين يصرون على ضرورة إلزام حماس بالموافقة، فإنهم يؤكدون مرارا وتكرارا في الأيام الأخيرة أنهم أقرب من أي وقت مضى إلى إقناع الجانبين بالموافقة. وأضافت أنه قبل بضعة أسابيع فقط، كان مسؤولو إدارة بايدن يشعرون بالتفاؤل. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن حماس أشارت سراً إلى أنها مستعدة للموافقة على الصفقة المقترحة. وعلى الرغم من أن البعض في البيت الأبيض لا يزالون متفائلين، إلا أن كثيرين يشعرون الآن بالإحباط من الخطاب العام للحركة وغير متأكدين مما إذا كانت تصريحات حماس مجرد تهديد أو تكتيك تفاوضي أو ما إذا كانت تعارض الاتفاق بصدق. بحسب بوليتيكو. الفرصة الأخيرة وفقا للصحيفة، يتجه المفاوضون، ومن بينهم مستشار البيت الأبيض الكبير لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إلى القاهرة هذا الأسبوع لمحاولة التوصل إلى تفاصيل الاتفاق. وإذا لم يتمكنوا من إقناع حماس بالموافقة، فقد لا يكون أمامهم أي خيارات، وهو ما يزيد من احتمالات تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله والمواجهة المباشرة بين إسرائيل وطهران. وقال أحد المسؤولين المطلعين على موقف إسرائيل في المفاوضات الجارية: «لا نعرف ما إذا كان السنوار يريد هذه الصفقة، ولكن إذا لم نحصل عليها، فهناك احتمال أن تشن إيران هجوماً، ويتصاعد هذا الهجوم إلى مواجهة كاملة». وأشارت الولايات المتحدة في وقت سابق إلى أنها قريبة من التوصل إلى اتفاق. كانت المرة الأولى في الربيع ثم مرة أخرى في مايو/أيار عندما أعلن الرئيس جو بايدن عن صفقة متعددة المراحل تسمح بالإفراج عن عشرات المحتجزين ومئات الأسرى الفلسطينيين. ومع ذلك، في كل مرة، تنهار المحادثات، مع فرض إسرائيل وحماس شروطًا جديدة لم يكن الجانب الآخر على استعداد لمناقشتها أو قبولها. وقال أندرو ميلر، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية حتى يونيو/حزيران: «لقد رأينا السنوار يعترض أو يفسد ما تم الاتفاق عليه، ورأينا نتنياهو يضيف شروطًا إضافية. يبدو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود، لكنه أحد تلك المواقف حيث حتى لو كانت احتمالات التوصل إلى اتفاق ضئيلة، فمن الصعب التفكير في استراتيجية أفضل». وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في صورة من رويترز «ربما يكون الأفضل» وأول أمس الإثنين خلال زيارته لإسرائيل، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاتفاق المعروض حاليا بأنه «ربما يكون الفرصة الأفضل، وربما الأخيرة» للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين. روجت واشنطن لأسابيع للشكل الحالي للاتفاق باعتباره نجاحًا كبيرًا، قائلة إنه يسد العديد من الخلافات الطويلة الأمد بين إسرائيل وحماس. وفي الأيام الأخيرة، قال المسؤولون الأميركيون إنهم متفائلون، حيث قال بايدن للصحفيين في 16 أغسطس/آب «نحن أقرب من أي وقت مضى». وأضاف ميلر أن التوصل إلى اتفاق نهائي «سيتطلب تحركا إضافيا من جانب حماس وإسرائيل». وقال مسؤول إسرائيلي إن الاقتراح يركز في المقام الأول على إطلاق حماس سراح المحتجزين المتبقين وجثث القتلى. كما يتناول الاقتراح كيفية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وما إذا كانت ستنسحب أم لا. وتختلف إسرائيل وحماس بشأن عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم من القطاع. وكان الاتفاق الأصلي الذي طرحه بايدن في مايو/أيار يتضمن الإفراج عن العشرات. ومن غير الواضح ما هو العدد الذي يشمله الاقتراح أو عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة من المحتجزين. وتقول حماس إن «ما تم عرْضه مؤخرًا على الحركة، يشكل انقلابًا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو/تموز الماضي، والمرتكز على إعلان بايدن نفسه في 31 مايو/أيار، وقرار مجلس الأمن رقم 2735 (11 يونيو/حزيران)، وهو ما يُعَدّ استجابة ورضوخًا أميركيًا لشروط الإرهابي نتنياهو الجديدة». كما يختلف الطرفان بشأن الوجود الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، وهو شريط من الأرض على الحدود بين مصر وغزة، وفي طريق رئيسي يؤدي إلى شمال غزة. وتقول إسرائيل إنها تريد الحفاظ على موقعها لضمان عدم تمكن حماس من تهريب البضائع عبر مصر وإعادة تموضع معاقلها. ويريد مسؤولو بايدن أيضًا التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لتجنب المزيد من التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل متزايد. دبابات جيش الاحتلال داخل معبر رفح من الجانب الفلسطيني – أ ف ب مخاطر اتساع الصراع على مدى أشهر، حاولت إدارة بايدن التعامل مع المحادثات بشأن غزة والحدود الشمالية بشكل منفصل من خلال تعيين مبعوثين ومفاوضين رئيسيين مختلفين. لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بشكل متزايد أنه إذا تمكنوا من التوصل إلى اتفاق في غزة، فيمكنهم التفاوض على مخرج للصراع بين إسرائيل وحزب الله. وإذا استمر الصراعان، فإن احتمالات تنفيذ طهران لتهديداتها تزداد، بعد أن أشارت منذ أسابيع إلى استعدادها لمهاجمة إسرائيل. وسيكون من الصعب على تل أبيب تجاهل أي ضربة ضخمة داخل إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يشعل مواجهة مباشرة بين البلدين. وقال أحد المسؤولين الأميركيين: «من الواضح أن هذا هو مصدر القلق الأكبر هنا وهو أمر كنا نحاول تجنبه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لكن فرص حدوث ذلك تزداد بشكل كبير إذا لم توافق حماس على هذا الاقتراح». بلينكن يختتم جولته واختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته التاسعة في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة دون تحقيق أي انفراجة في سبيل اتفاق لوقف إطلاق النار، وحذر يوم الثلاثاء من أن «الوقت هو جوهر الأمر»، في حين أشارت كل من إسرائيل وحركة حماس إلى أن التحديات ما تزال تراوح مكانها. عقب اجتماعات في مصر وقطر، قال بلينكن إنه بسبب قبول إسرائيل لمقترح لسد الفجوات مع حركة حماس، فإن التركيز يتحول إلى بذل كل ما هو ممكن «لإشراك حماس» وضمان موافقة الجانبين على التفاصيل الرئيسية بشأن التنفيذ. وأضاف للصحفيين قبيل مغادرته قطر «رسالتنا بسيطة. إنها واضحة وعاجلة. نحن بحاجة إلى دفع اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين إلى محطته الأخيرة، ونحن بحاجة إلى القيام بذلك الآن. الوقت هو جوهر الأمر». لم يتم الكشف عن تفاصيل كثيرة حول ما يسمى بـ«مقترح سد فجوة الخلافات» الذي طرحته الولايات المتحدة ومصر وقطر، وقال عنه بلينكن إنه «واضح للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع الانسحابات (العسكرية الإسرائيلية) من غزة». وأمس الثلاثاء، وصفت حماس المقترح الأحدث بأنه يمثل تراجعا عما وافقت عليه، متهمة الولايات المتحدة بالرضوخ لشروط جديدة من جانب إسرائيل. ولم يصدر رد فعل بعد عن الولايات المتحدة في هذا الصدد. كانت تعليقات بلينكن بشأن إنهاء مهمته الأخيرة للسلام بين إسرائيل وحماس خالية بشكل ملحوظ من التفاؤل الذي عبر عنه مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل بدء جولته، وكذلك في وقت سابق. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :