محاولات شق الصف العربي لن تفيد

  • 4/30/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إجماع على رفض التدخلات الخارجية.. وزير الإعلام في ندوة بصحيفة الأخبار المصرية: الزيارة تبعث برسالة مفادها أن مصيرنا واحد ومحاولات شق الصف لن تفيد أكد وزير شؤون الاعلام علي بن محمد الرميحي أن الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة الى مصر تؤكد على مدى اهتمام البحرين بتوطيد علاقاتها بمصر، مشيرًا الى أن حجم الوفد الكبير المرافق لجلالة الملك يُعد مؤشرًا على مدى أهمية الزيارة وأنها تتعدى توقيع مذكرات التفاهم بين البلدين. وأضاف وزير شؤون الاعلام خلال مقابلة مع صحيفة الأخبار المصرية أن زيارة جلالة الملك المفدى تعكس مستوى العلاقة التاريخية بين البلدين، وتؤكد أن مصر والبحرين بلد واحد ومواقفهما التاريخية واحدة، مشيرًا الى أن مصر دائمًا كانت بجوار العرب ووقفت بجوار التحالف العربي الإسلامي. وفيما يلي نص الحوار: كيف ترى زيارة الملك حمد بن عيسى للقاهرة وهي الخامسة منذ عام 2013، ولكنها الزيارة الرسمية الأولى؟ - الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي في توقيت مهم بسبب ظروف المنطقة المشتعلة، والوفد الرسمي المرافق للملك حمد بن عيسى خلال زيارته يؤكد على مدى اهتمام البحرين بتوطيد علاقاتها بمصر، وهناك وفد إعلامي يضم ممثلي الصحف ووفد اقتصادي يضم أكثر من 40 رجلَ أعمال، وهذا مؤشر على أن الزيارة مهمة جدًا وتتعدى فكرة توقيع مذكرات التفاهم بين البلدين، كما أنها تعكس مستوى العلاقة التاريخية بين البلدين، وتؤكد أن مصر والبحرين بلد واحد ومواقفهما التاريخية واحدة.. ومصر دائمًا كانت بجوار العرب ووقفت بجوار التحالف العربي الإسلامي والفترة الماضية عكست حرص دول مجلس التعاون على دعم القاهرة وهو ما تمثل في زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، فالكل حريص على دعم مصر لقيادة المنطقة العربية وضمان نجاحها سياسيًا واقتصاديًا. هل الزيارة الثالثة لزعيم عربي خليجي للقاهرة خلال أسبوع، والقمة الخليجية - المغربية التي عقدت مؤخرًا جزء من إعادة ترتيب البيت العربي؟ - بالتأكيد، التساؤل دائمًا عند وسائل الإعلام يُبنى على أساس تحليل سياسي، وخلال الأسبوع الماضي الملك سلمان حضر القاهرة وعقد قمة ثنائية مع الرئيس السيسي أيضًا الشيخ محمد بن زايد تلاه في الزيارة واليوم جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة، وهذه كلها دلالات ومؤشرات وخطوات على تأكيد التوافق التام فيما يتعلق بكافة القضايا التي تمر بها المنطقة، وترسل العديد من الرسائل للأطراف الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي بأن هذه الدول مصيرها واحد مهما اشتدت الأزمات ومهما أحيط بنا من مخاطر وإننا نسعى لتقريب وجهات النظر والتوحد وكل محاولات شق الصف العربي لن تفيد. هل العرب أثبتوا قدرتهم على التعامل مع التحديات في المنطقة رغم تخوّف البعض من الانسحاب الأمريكي من أغلب أزماتها؟ - نحن ملتزمون باتفاقيات دولية وتحالفاتنا ولكن اليوم نحن نتحدث باسم منظومة مجلس التعاون الخليجي ولا نستغني عن المظلة العربية الأكبر جامعة الدول العربية، فعند الحديث خلال الفترة الماضية للترويج لفكرة فشل التعامل العربي باءت بالفشل وهناك خطوات عملية، فعند الحديث عن العلاقات المصرية الخليجية لن نتحدث عن بيانات أو تصريحات ولكن نتحدث عن اتفاقيات وتعاون ملموس على أرض الواقع، فمن يتحدث عن اختلاف في وجهات النظر لم ينجح، وبالتالي فإن المسؤولية أصبحت على القطاع الإعلامي العربي للوصول للهدف الذي يتمناه المواطن البسيط وإيصال الصورة بالشكل الأفضل بأن العرب اليوم في مركب واحد والخطر الذي نواجهه جميعًا يجب مواجهته. كيف ترى الخطاب العربي الإعلامي في الوقت الحالي؟ - الشهر المقبل من المقرر أن يجتمع وزراء الإعلام العرب وأبرز ما سنطالب به الوزراء العرب ترك البيروقراطية في التعامل مع القضايا العربية وتسريع وتيرة العمل العربي، خاصة أن المجتمع الدولي لن ينتظرنا بالوسائل التقليدية التي نتبعها في التعامل الأزمات.. الخطر واحد والهدف واحد ويجب أن تترجم العلاقات العربية لتحقيق هذا الهدف وحتى العلاقات الثنائية يجب أن تستغل في تحقيق تلك الأهداف وتوحيد الخطاب الإعلامي. كيف يمكن تبادل الخبرات بين القاهرة والبحرين فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب خاصة أن المنامة لها تجربة في مواجهة الإرهاب؟ - الإرهاب تفشى في المنطقة بسبب الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام التي أصبحت في متناول يد الجميع وعن طريقها أصبحت عملية الوصول للشباب واستغلال أوضاعهم الاجتماعية والسياسية وتجنيدها لصالح جماعات إرهابية لتقويض بلادهم وسلخهم من ثقافتهم وعادتهم بسبب غياب الوعي الإعلامي، وبالتالي فيجب التركيز على المرجعية السليمة التي يرجع إليها الشباب لتصحيح اتجاهاتهم ونزع الأفكار الهدامة التي يحاول البعض زرعها فيهم وزرع الولاء لديهم ويجب تعزيز الهوية العربية والانتماء للوطن، وتجربة الخمس سنوات التي شهدتها الدول العربية خلال الفترة الماضية نتيجة التدخلات الخارجية والإيرانية بشكل خاص في الشؤون العربية، وأعتقد أننا استطعنا تجاوز الخطر في المرحلة الحالية وإن كانت التدخلات مازالت مستمرة.. الإرهاب ليس شخصًا تحاربه ولكنه فكر يجب مواجهته. كيف يمكن البحث عن رؤية متكاملة لعلاقة سوية بين المنطقة العربية وإيران؟ - عندما نتحدث عن علاقة سوية بين طرفين يجب أن نرى حسن نوايا منهما في البداية، والبحرين تحترم الجار وترفض التدخل في سياسات الدول الأخرى في المقابل نرى إيران تتدخل بشكل مستمر، وهناك العديد من الأدلة التي تثبت على تدخلها في الشأن البحريني، وعندما قررنا اعتبار منظمة حزب الله منظمة إرهابية في 2013 كانت بسبب مواقف إيران واليوم نرى وزراء الداخلية العرب ودول مجلس التعاون الخليجي يقررون اعتباره أيضًا منظمة إرهابية، وبالتالي فإن هناك قناعة بأن التدخلات الإيرانية مستمرة ويجب أن تتوقف. السعودية أعلنت رؤيتها 2030، والبحرين أطلقت رؤيتها أيضًا 2030 مبكرًا، كيف تتعامل البحرين مع ظاهرة قلة الموارد مقارنة بدول الجوار، وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية؟ - البحرين تسعى لمرحلة ما بعد النفط؛ لأن الاعتماد عليه في الفترة الماضية أثبت مدى خطورته ولدينا كثير من الدراسات والرؤية الواضحة للعمل على الاعتماد على موارد أخرى ولدينا مجلس التنمية الاقتصادية يعمل على خلق مصادر جديدة للدخل. كيف استطاعت البحرين في ظل تركيبتها السكانية أن تخلق لنفسها مناعة سياسية أو اللحمة الوطنية؟ - للأسف الشديد التدخلات الخارجية كانت تحاول أن تسوّق مصطلحات تهدف من خلالها اختراق تلك الوحدة من خلال تسمية المواطن بديانته أو مذهبه ونحن رفضنا ذلك واستطعنا أن نؤكد للمواطن أن الجميع واحد وله حقوق وواجبات دون النظر لديانة أو مذهب، والمواطنون شركاء في بناء البحرين ووسائل الإعلام الأجنبية حاولت تسويق عكس ذلك وبحكمة القيادة تحملنا الكثير من الهجمات على البحرين والخليج والوطن العربي، ونحن نعمل على تعزيز الهوية البحرينية وتعزيز ربط المواطن البحريني بإخوانه في دول مجلس التعاون الخليجي وإخوانه في الدول العربية تحت مظلة واحدة، فلدينا من التاريخ ومن الحضارة التي يجب أن نفخر بها ومحاولة تكفير المواطن العربي بعروبته وحضارته وتاريخه باءت بالفشل ويجب على الجميع أن يسعى لحماية هذا المواطن لنضمن ولاءه ويعمل بجد لحماية وخدمة بلده، وليس لخدمة أجندات خارجية. هل تعتقد أن العالم العربي ضحية لفكرة التمييز الطائفي التي لم نستشعرها قبل 1979م منذ قيام ثورة الخميني في إيران؟ - الصورة واضحة لا تحتاج لتحليل سياسي فقبل هذا التاريخ لم نعرف هذه المصطلحات ولم نسمع بها، ولكن محاولات تفتيت المنطقة من خلال هذه المصطلحات نرى نتائجها اليوم في لبنان وسوريا والعراق وكانت محاولات لاختطاف اليمن وباءت بالفشل بفضل عاصفة الحزم، وهذه المحاولات كانت مستمرة حتى تصل لجميع الدول، لكن لله الحمد بالهدوء والحكمة والصبر تجاوزناها، هل يعني أن الآخر توقف؟ لا يوجد مؤشر على أنه توقف التصريحات مستمرة الهجمة الإعلامية مستمرة القنوات الفضائية، هناك قنوات فضائية اليوم غير ربحية، لا نعلم من وراءها ما هي أجنداتها؟ ماذا تريد ماذا تستهدف مصادر تمويلها، كلها علامات استفهام، اليوم محاولاتنا لإيقاف بث بعض القنوات الطائفية كانت منذ سنوات منذ 2011 تقدمنا لإيقاف مجموعة من القنوات، واليوم إدارة النايل سات أوقفت عددًا من القنوات التي تبث السموم في الشأن العربي، وفي أوروبا عندما يري الغرب في قناة أنها غير متوافقة مع سياساته تقوم بغلقها بينما الدول العربية عندما نتحدث في هذا الموضوع نتهم بقمع الحريات. هل تؤمن بأن المشروع الإيراني ينحصر في المنطقة؟ - ما نراه اليوم أنهم لم يتوقفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية العربية، والحصار المفروض عليهم وبلا شك أن كل الخطوات العربية التي اتخذت مثل عاصفة الحزم وغيرها تؤكد أن المنطقة في يد أمينة خاصة في ظل تقارب الشعوب مع حكامها والإجماع على رفض التدخلات الخارجية وإفشال كل محاولات تسويق الأفكار الهدامة. هل تتفق على ضرورة تغيير الآلية العربية للتعامل مع الملف الإيراني؟ - اعتقد أن قرارات حاسمة اتخذت منها قطع العلاقات وهناك ردود حاسمة ضد كل هذه التدخلات بداية من عاصفة الحزم ونحن نحترم الجوار ونرفض اي تدخل، الاتفاق الأمريكي الإيراني ترى فيه الإدارة الأمريكية أنها تحتوي إيران وهي وجهة نظر تحترم، ولا ننتظر ان تتوقف التدخلات اليوم أو غدًا ولكننا لدينا القدرة على حماية وطننا بأيدينا ونتمنى من الجميع أن يعي حجم المخاطر التي نواجهها جميعًا. لماذا تكون العلاقات الثنائية العربية قوية، بينما الصورة العربية والعمل الجماعي غير واضحة بالنسبة للموطن العربي؟ - اعتقد أن الإعلان عن القوة العربية الأخير مؤشر على أن هناك نواة لتوحيد القوى العربية المشتركة، بالنسبة للعلاقات الثنائية دائمًا نرى نتائجها بشكل أكبر، ونحن داعمون للجامعة العربية على الرغم من محاولات البعض تكفير المواطن البسيط بدورها في الفترة الماضية ولكننا نرى أن المسؤولية بدأت الآن توضح بصورة أكبر، خاصة أن المخاطر لم تكن تصل للمواطن العربي البسيط بينما الآن وسائل التواصل والإعلام قربت المواطن من كافة المشاكل التي تواجهها المنطقة، ونحن مؤمنون أن الجامعة العربية هي المظلة التي نعمل من خلالها الفترة المقبلة، والعلاقات الثنائية تؤسس لهذه العلاقة العربية المكتملة.

مشاركة :