طلبة «الإعدادي» يبتكرون مشاريع صديقة للبيئة

  • 4/30/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن يرمي حسين مشطه القديم وفرشاة أسنانه المهترئة في سلّة المهملات، أتته فكرة سريعة. رجع بالمشط والفرشاة وقرّر أن يصنع منهما مكنسة كهربائية صديقة للبيئة، وكان له ما أراد. وبعد أن جرّب مكنسته أمام زملائه الطلبة في مدرسة البلاد القديم الإعدادية للبنين، لمح في أعينهم علامات الانبهار من أداء المكنسة وقدرتها على شفط الأجسام المعدنية من الزوايا الضيّقة، وصفّقوا له طويلاً أثناء تكريمه في الطابور المدرسي وانضمامه إلى قائمة الطلاب المبتكرين الصغار. شارك الطالب حسين علي بمكنسته في مسابقة علماء غلوب التي نظمها مركز العلوم والبيئة التابع لوزارة التربية والتعليم، والتي ضمّت أيضاً 86 مشروعاً بيئياً آخر قام بتصميمها وتنفيذها وتجريبها الطلبة من المراحل الدراسية المختلفة. ولقد تمّ عرض جميع هذه الابتكارات في معرض كبير أقيم في صالة شريفة العوضي بالرفاع. إلى جوار مكنسة حسين، كانت هناك مروحة كهربائية صديقة للبيئة تعمل بواسطة الخلايا الشمسية ووحدات تخزين الطاقة، وقام بابتكارها طلبة مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية للبنين لتكون صالحة لاستخدام العمال في المواقع المكشوفة، ولقد تمّ تجريبها وأثبتت فاعليتها لكونها خفيفة الوزن وملطّفة للجو وتساعد العمال على زيادة معدلاتهم الإنتاجية. وفي الجهة المقابلة في المعرض كان هناك تجمّع كبير للطلاب أمام مشروع طلابي مبتكر صديق للبيئة أيضاً. إنه المشروع الذي ابتكرته طالبات مدرسة قرطبة الإعدادية للبنات، وهو عبارة عن ملابس تقوم بتوليد الحرارة عن طريق المغناطيس وتسهم في تخفيف الآلام التي يشعر بها مريض السكلر في مفاصله أثناء تعرّضه للنوبات. ولقد استلهمت الطالبات هذه الفكرة من خلال معاناة زميلاتهن فقمن بالبحث والتنقيب عن حل ملائم وذي تكلفة منخفضة. وترى الطالبات أن ابتكارهن المقدم سيمكن المصابين من مزاولة حياتهم بشكل طبيعي كما سيخفف من اعتماد المرضى الكلي على المسكنات ويقلل من نسب الغياب بالنسبة لطلبة المدارس المصابين بالسكلر خاصة في فصل الشتاء. ولم تقتصر ابتكارات طلبة الإعدادي على تلك المشاريع وحسب، فطالبات زنوبيا الإعدادية للبنات كانوا يعرضن في المعرض ابتكارا يساعد الأشخاص في إيجاد الأغراض اليومية التي تتعرض للفقدان بشكل متكرر كالمفاتيح وأجهزة التحكم وحقائب اليد. ويتكون الابتكار الذي يحمل اسم دليلي من جهازين أحدهما مرسل والآخر مستقبل يتم تثبيته بالأجسام المختلفة، ويصدر المستقبل حال تفعيله أصواتًا وأضواء يستدل المستخدم من خلالها على مكان ضالته. وتبحث الطالبات إمكانية تطوير الجهاز الحالي بإضافة جهاز لتحديد المواقع يتيح للأهل معرفة أماكن الأطفال في المرافق العامة والمزدحمة كما يمكن استخدام الجهاز لتذكير الأشخاص بمواعيد تناول الدواء عن طريق الاستعانة بموقت الى جانب قيامه بالبحث عن علب الأدوية وإيجادها. مركز العلوم والبيئة أخذ على عاتقه منذ إنشائه مهمة تمكين الطلبة من المهارات العلمية المطلوبة لإجراء الدراسات العلمية والبيئية وخلق بيئة تعلم مفيدة تحفز الطلبة وتثير فضولهم من ناحية تعلم العلوم والتكنولوجيا، وتشجع على التفكير الإبداعي بابتكار مشاريع صديقة للبيئة. ولقد درج المركز على الاحتفاء كل عام بأفضل المشاريع والبحوث البيئية المبتكرة.

مشاركة :