فقدت الساحة الإعلامية الرياضية المغربية أمس الثلاثاء أحد أعمدتها البارزة بوفاة الصحافي الحسين الحياني عن عمر يناهز 83 عاما. الحياني، الذي ولد في عام 1941، كان شاهدا على تاريخ حافل من الإنجازات في مجال الإعلام الرياضي، حيث شكل بصمات لا تمحى على مدى أكثر من ستة عقود. بدأ الحسين الحياني مسيرته المهنية في الصحافة المكتوبة بمجلة الإذاعة الوطنية الأسبوعية "صوت المغرب" الأسبوعية عام 1961، وهي الخطوة التي نقلته بعد ذلك إلى قسم الرياضة بالإذاعة الوطنية. لم يكن الحياني مجرد إعلامي ينقل الأحداث الرياضية؛ فقد كان مؤرخا وناقدا ومحللا. صدر له عدة كتب تعتبر من المراجع الهامة في المجال، منها "الرياضة المغربية: شواهد وأسرار" في عام 1992، و"العربي بنمبارك لاعب القرن" في عام 2002، ورواية "صهيل منتصف الليل" في عام 2008. كانت مؤلفاته تتجاوز حدود الرياضة لتلامس قضايا المجتمع والسياسة بجرأة. تميز الحياني باحترافه جميع ألوان الصحافة، من المكتوبة إلى المسموعة والمرئية، حيث أبدع في كافة الأجناس الصحفية. الصحافي الرياضي، سعيد زدوق، الذي جاور الراحل الحسين الحياني تطرق لهذا الأمر في تعزيته له عبر صفحته بـ"فايسبوك" حيث قال: "من الصعب جدا بل من المستحيل أن تغوص في مسار دام قرابة ستين سنة لتبرز إسهاماته أولاً في إرساء دعائم إعلام رياضي فتي وثانياً في تطويره عبر مختلف الأجناس المهنية التي كانت طوع يديه باقتدار كبير. الحسين الحياني الأستاذ ، الكاتب ،الناقد ، الواصف ، مقدم البرامج ،المعلق ،المؤرخ ، والإنسان." https://www.facebook.com/zeddouk.Said/photos/%D8%A5%D9%86%D8%A7-%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A5%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%AA-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D9%85%D8%AF/1024697555769567/ الراحل عرف أيضا بشجاعته ودفاعه عن قناعاته إلى أبعد نقطة، وهو ما أكسبه احترام زملائه وتقديرهم. في هذا السياق، قال عنه الصحافي الرياضي حسن الحريري: "ذات يوم وفي زمان كان الفرسان قليلون، كانت لي شهادة على أيقونة الإعلاميين المغاربة، كان المرحوم رجلاً وطنياً حتى النخاع، فصيح اللسان، لا يخاف في قول الحق. الميكروفون الرياضي أصبح يتيماً يا الحسين." https://www.facebook.com/adam.kebir.73/videos/1634405993784948 الحسين الحياني لم يكن مجرد صحافي، بل كان مدرسة إعلامية قائمة بذاتها، يجمع بين الخبرة والجرأة والإبداع. ترك إرثا كبيرا للأجيال القادمة، سيظل محفورا في ذاكرة الإعلام الرياضي المغربي. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.
مشاركة :