في خطوة تاريخية، قبلت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، رسميًا ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال فعاليات المؤتمر الوطني للحزب اليوم الثلاثاء، 23 أغسطس 2024. بهذا الإعلان، تدخل هاريس السباق الرئاسي رسمياً ضد منافسها الجمهوري الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض. البدايات والتكوين وُلدت كامالا ديفيز هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا، في 20 أكتوبر 1964، لأبوين مهاجرين؛ والدتها شيامالا غوبالان هاريس، الباحثة في مجال علاج السرطان والناشطة المدنية من الهند، ووالدها دونالد هاريس، أستاذ الاقتصاد الجامايكي. نشأت هاريس في بيئة متعددة الثقافات تحت إشراف والدتها، التي كان لها تأثير كبير في تكوين شخصيتها وهويتها. التعليم أكملت هاريس دراستها الجامعية في جامعة هوارد، إحدى الجامعات التاريخية التي تركز على تعليم السود في الولايات المتحدة، حيث تخصصت في العلوم السياسية والاقتصاد. ثم حصلت على شهادة في القانون من كلية هاستينغز للقانون بجامعة كاليفورنيا. كان لتعليمها في هذه المؤسسات تأثير عميق على وعيها الاجتماعي والسياسي. المسيرة المهنية بدأت هاريس مسيرتها المهنية كمدعية عامة في أوكلاند، حيث عملت بجد في مكافحة قضايا الاتجار بالمخدرات والاعتداء الجنسي. بفضل جهودها وتفانيها، تم ترقيتها في عام 2003 إلى منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو، مما جعلها أول امرأة وأول شخص من أصول أفريقية تشغل هذا المنصب في الولاية. في عام 2010، حققت هاريس نقلة نوعية في حياتها المهنية عندما تم انتخابها كمدعي عام لولاية كاليفورنيا، حيث أظهرت استقلالًا سياسيًا ورفضت ضغوط إدارة الرئيس باراك أوباما في تسوية قضايا وطنية ضد مقرضي الرهون العقارية. أسلوبها الحازم وخطابها القوي في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2012 رفعا من مكانتها الوطنية، ما مهد الطريق لترشحها لمجلس الشيوخ الأمريكي. مجلس الشيوخ في عام 2016، انتُخبت هاريس عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا. ركزت حملتها على إصلاح الهجرة، والعدالة الجنائية، وحماية حقوق المرأة الإنجابية، وسرعان ما أصبحت من أبرز الأصوات في الحزب الديمقراطي. خلال عملها في مجلس الشيوخ، شاركت في لجنتي القضاء والاستخبارات، واكتسبت شهرة واسعة بأسلوبها الصارم في استجواب الشهود خلال جلسات الاستماع. الشراكة مع بايدن في عام 2019، أعلنت هاريس ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكنها انسحبت في ديسمبر من نفس العام بسبب صعوبات في توضيح رؤيتها السياسية. رغم ذلك، دعمت بقوة حملة جو بايدن، مما أدى إلى اختيارها كنائبة له في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. بعد فوز بايدن، أصبحت هاريس أول امرأة، وأول أمريكية من أصول أفريقية وآسيوية تتولى منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة. الرؤية والمستقبل خلال عملها كنائبة للرئيس، لعبت هاريس دورًا مهمًا في استجابة الإدارة لجائحة كوفيد-19 وسعت إلى استعادة مكانة أمريكا على الساحة العالمية. حملتها الحالية للرئاسة تركز على تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، ومعالجة الانقسامات العميقة داخل البلاد. من خلال خبرتها الواسعة وتاريخها في الدفاع عن حقوق الأقليات والفئات المهمشة، تسعى هاريس إلى أن تكون رمزًا للتغيير والتقدم في الولايات المتحدة. كامالا هاريس ليست مجرد سياسية عادية، بل هي امرأة كافحت للوصول إلى القمة، كاسرة بذلك العديد من الحواجز التي كانت تقف في طريقها. ترشيحها للرئاسة يعكس التغيرات الكبيرة التي يشهدها المجتمع الأمريكي، وهي اليوم تقف على أعتاب التاريخ فقد تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة، مقدمة رؤية جديدة لمستقبل البلاد. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :