بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن اليوم (الجمعة) جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأخر تطورات جولة التفاوض بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في القاهرة. وقال السفير أحمد فهمي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقي مساء اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن، موضحا أن الاتصال أتى في إطار جهود الوساطة المكثفة التي تبذلها الدولتان لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين. وأضاف فهمي أنه تم في هذا الصدد استعراض آخر تطورات جولة التفاوض التي تستضيفها القاهرة حالياً، حيث أكد الرئيسان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق. وحرص السيسي على التأكيد أن التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة. وكان إعلان سابق صدر عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية مساء أمس (الخميس) عن وصول رئيسي جهازي الشاباك رونين بار والموساد ديفيد برنيع إلى القاهرة، للمشاركة في المفاوضات الدائرة من أجل التوصل إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن. وبحسب مصادر في مكتب رئيس الوزراء، فأنه من المنتظر أن تتطرق المفاوضات لمحور فيلادلفيا، فيما أشارت ذات المصادر إلى أن رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وليام بيرنز من المنتظر أن يصل إلى المنطقة قريبا. وأعلن مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلي مساء أمس تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بموقفه حول الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا الفاصل بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية ورفض تواجد قوات دولية بدلا من الجيش الإسرائيلي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أول أمس الأربعاء على خلفية المفاوضات حول الصفقة. وأوضحت قناة ((كان)) الإسرائيلية أمس أن الرئيس الأمريكي سوف يوفد مبعوث الشرق الأوسط بيرت مكجورك إلى القاهرة من أجل ضمان انعقاد القمة في القاهرة واستمرار المفاوضات. وبالرغم من عدم الاتفاق حول ملف محور فيلادلفيا بين الجانبين الإسرائيلي والمصري، إلا أن إسرائيل تستعد للقمة، في وقت أشار فيه طاقم المفاوضات الإسرائيلي إلى اعتقاده بأنه يمكن إبداء مرونة في هذا الصدد. وأعلنت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة الماضية، أنهم سيواصلون العمل في الأيام المقبلة بشأن تفاصيل تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وقالت الدول الثلاث، في بيان مشترك، إن كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع. ولم تتوقف اتصالات مصر وقطر مع مختلف الأطراف - خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحماس - للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعًا على الأرض. وبدأت جولة المفاوضات الجديدة بالدوحة يوم الخميس قبل الماضي استجابة لقادة مصر وقطر والولايات المتحدة الذين دعوا أخيرا في بيان مشترك إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأسبوع قبل الماضي على إرسال وفد إلى قطر لبحث التهدئة في غزة مع منح الوفد صلاحيات كاملة. وتصاعدت التوترات والمخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو الماضي، إذ اتهمت إيران وحماس إسرائيل وتوعدتا بالرد، بينما لم تعلق إسرائيل على الاغتيال. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى القتلى إلى مقتل أكثر من 40 ألفا، ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :