أكدت وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس الجمعة، اكتشاف مبنى مرصد فلكي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد. ووفقًا لما نشرته الوزارة المصرية عبر حسابها الرسمي على منصة فيسبوك، كشف عن هذا المرصد في محافظة كفر الشيخ، تحديدًا في موقع معبد بوتو، الذي يعد أحد أبرز المواقع الأثرية في دلتا النيل. وقالت السياحة المصرية في بيانها: "تمكنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة في معبد بوتو، من الكشف عن أول وأكبر مرصد فلكي يعود لهذا العصر، وتم بناء المرصد باستخدام الطوب اللبن، وكان يستخدم لرصد حركة الشمس والنجوم وتسجيل الأرصاد الفلكية في المعبد". ومدينة بوتو، التي كانت عاصمة الوجه البحري في مصر قبل توحيد الملك مينا للبلاد، تعد موقعًا تاريخيًّا هامًّا، وتقع بالقرب من مركز دسوق في محافظة كفر الشيخ، وتعرف باسم "تل الفراعين"، وقد شهد هذا الموقع على مدار السنوات العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة. أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، وصف المرصد المكتشف بأنه أكبر مرصد فلكي يعود للقرن السادس قبل الميلاد، بمساحة تقارب 850 مترًا مربعًا. وأوضح عشماوي أن تصميم المرصد يتضمن مدخلًا من الجهة الشرقية، حيث شروق الشمس، بالإضافة إلى صالة أعمدة وسطى مفتوحة على شكل الحرف الإنجليزي "L" يتقدمها جدار ضخم من الطوب اللبن. وخلال عمليات الحفائر داخل المرصد، عثرت البعثة على ساعة شمسية حجرية منحدرة، والتي كانت تستخدم لقياس الوقت في العصور القديمة، بالإضافة إلى كتل حجرية لقياس ميول الشمس. كما تم اكتشاف عدد من التماثيل، من بينها تمثال للكاهن "بسماتيك سمن"، وتمثال للمعبود أوزير مصنوع من الغرانيت الرمادي يعود لعصر الملك "واح إيب رع" من الأسرة السادسة والعشرين. وشهدت مصر في السنوات الأخيرة عددًا كبيرًا من الاكتشافات الأثرية في مختلف المناطق، أبرزها في منطقة سقارة غرب القاهرة، حيث تم الكشف عن أكثر من 150 تابوتًا أثريًا يعود تاريخها لأكثر من 2500 عام في عام 2022.
مشاركة :