من خلال عناصر الحياة الإماراتية والتراث المحلي، كالسدو والغوص والصيد، تصوغ الفنانة الإماراتية عائشة حاضر أعمالها الفنية لتبرز جمال التراث المحلي، ولتحافظ عليه في عالم الفن والإبداع. وعملت حاضر مديرة إبداعية لحفل عيد الاتحاد الـ52، وسلطت الضوء من خلاله على حرفة السدو، كما أنها عملت ضمن فريق عام الاستدامة، وأطلقت برنامج «زمالة مختبر المواد» الذي يحتضن الموهوبين والمبدعين لإنتاج أعمال فنية بمواد جديدة من أجل تغيير خط الإنتاج الفني في دولة الإمارات ليصبح أكثر استدامة. وعن العلاقة التي تجمع بين فنها والتراث، استهلت عائشة حاضر حديثها مع «الإمارات اليوم» فقالت: «ركزت من خلال ممارستي الفنية على العناصر المادية الموجودة في الحرف اليدوية الإماراتية، وأحب أن أروي من خلال العمل الفني الكثير عن الحرف المحلية، كي يكون التراث حاضراً لتقديمه للجيل الجديد وللحفاظ عليه». ومن أبرز المشاريع التي تقدم التراث المحلي كان عمل حاضر على حفل عيد الاتحاد الـ52، الذي وصفته بالقول: «كان هذا العمل أبرز الأعمال التي قدمتها عن التراث الإماراتي، حيث انطلقت في الحفل من حرفة السدو وتوارثها من جيل لآخر، وقدمت كيفية حياكته وجمالياته، كما تعمدت قبل بدء العرض وضع أغنية تراثية تبرز تعامل النساء مع الحرفة وكيف كن يغنين وهن يحكن السدو، فضلاً عن إبراز الاختلاف في كيفية تقديم السدو عبر الزمن، وصولاً إلى التكنولوجيا واستخدامها في الحياكة». وإلى جانب العرض وهو أحد أضخم المشاريع الفنية الوطنية، حرصت حاضر على إشراك الفنانين الشباب ودعوتهم للعمل على منتجات خاصة بهذا اليوم وعرضها للجمهور في رحلة استمرت ستة شهور، لافتة إلى أن هذا المشروع كان من أجمل التجارب الفنية التي قدمتها، لاسيما أنه كرّس حصولها على الثقة لتقديم أفكار تبرز تراث الإمارات في مناسبة وطنية مهمة، وقد حرصت على تقديم منتجات تعبر عن الثقافة المحلية، منها الكراسي المستوحاة من السدو، معبرة عن طموحها إلى زيادة عدد الفنانين المشاركين في هذه العروض عاماً بعد آخر. والى جانب التراث عملت عائشة حاضر مدير إنتاج وتصميم في فريق عام الاستدامة، حيث أطلقت برنامج «زمالة مختبر المواد»، وتحدثت عن عملها في هذا الإطار، فقالت: «يحمل عملي العناصر المستدامة، وأحب التعمق في طبيعة المواد، ومن هنا أتت فكرة البرنامج الذي من خلاله نلتقي بمن يمتلكون الشغف نفسه، ويعملون على مواد مستدامة، وقد عملت معهم على العديد من الأفكار التي يمكن تطبيقها في المستقبل من أجل تغيير خط الإنتاج الفني في الإمارات، كي يكون أكثر استدامة، ولكن هذا التغيير يتطلب العديد من السنوات». ونوهت حاضر بأنها من خلال البرنامج تقوم بالتواصل مع العديد من الأكاديميين الجامعيين الذين يدرسون علوم المواد، وتقوم بعدها بدمج أفكار العلم مع التصميم، موضحة أن الفنانين الشباب يعملون بشكل جدي على تغيير الإنتاج بنحو مستدام، حيث يقدم البرنامج المزيد من التحفيز لهم، لاسيما أنهم من مجالات مختلفة، سواء التصميم أو حتى العمارة وغيرها. وشددت حاضر على أنه لا توجد حدود في الفن والمواد المستخدمة، مبينة أن التفكير في إنتاج عمل من مواد موجودة يحمل دائماً قصة مختلفة عن الأعمال التي تنتج من مواد غير مستدامة، ولهذا فإن رواية القصة تكون أحياناً من خلال المواد وتاريخها. أما فن الأماكن العامة، فقد قدم تجربة عائشة حاضر للجمهور من خلال مشاركتها في «منار أبوظبي»، حيث قدمت عملاً مشتركاً مع روضة الكتبي وشيخة الكتبي، يحمل عنوان «دوران»، ولفتت إلى أن العمل عبارة عن ثلاثة مجسمات تم وضعها في وسط البحر، ومن أجل رؤية العمل لابد من أخذ جولة بحرية بالسفينة، مشيرة إلى أن فكرة العمل مرتبطة بالبحر، وكونها تنتمي لعائلة من بيئة ساحلية فقد شعرت كأن العمل كان بمثابة تواصل مع الأجداد. ونوهت بأن أحد المجسمات الموجودة في العمل يحمل شكل النساء اللاتي يحملن أشياء على رؤوسهن، إضافة إلى مشهد ارتداء الكندورة، مشيدة بتلقي الجمهور المميز للعمل، لأن فن الأماكن العامة يثير فضول الجمهور ويعزز ثقافته البصرية. أما المواد المستخدمة في العمل، فنوهت حاضر بأنه تم الاعتماد على مواد تطفو على الماء، كما تم استخدام مواد يمكن إعادة استخدامها من جديد، مع الابتعاد عن المواد ذات الوزن الثقيل. وتستعد حاضر لمجموعة من الأعمال الفنية، منها أعمال لفن «الأماكن العامة»، مشيرة إلى أن تجربة الفن في الأماكن العامة كانت محملة بالكثير من النجاح والحماس، لاسيما حين ذهبت إلى مكان العمل برفقة أولادها، فقد أثار فضولهم وفرحهم. وأكدت أنها ستعمل على أعمال فنية تتوجه من خلالها للأطفال كي يكونوا أكثر قرباً وفهماً للفن، لاسيما أن الفن يمكن أن يزيد وعي الأطفال الفني وكذلك الاجتماعي. دعم المرأة تحتفي الإمارات بالمرأة الإماراتية وإنجازاتها في 28 أغسطس من كل عام، وفي السياق تؤكد عائشة حاضر أنها منذ أن بدأت رحلتها في الفن، أي منذ تخرجها من الجامعة وحتى اليوم، حصلت على الكثير من الفرص لتقديم أعمالها للجمهور، مشيدة بدعم الإمارات اللامتناهي للمرأة والفنانة من خلال تقديم الفرص المتنوعة والمهمة. وأشارت إلى أن الدعم مهم جداً، وهو الذي جعلها كفنانة تدفع عجلة إنتاجها إلى الأمام، موضحة أن الإمارات كونتها كفنانة وقدمت لها الفرص التي صاغت تجربتها. عائشة حاضر: • من خلال العمل الفني أروي الكثير عن الحرف المحلية ليكون التراث حاضراً للجيل الجديد. • فن الأماكن العامة يثير فضول الجمهور ويعزز ثقافته البصرية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :