اعتاد سكان قطاع غزة مشاهدة جثامين أحبائهم ملقاة على الطرقات منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكما باتت المناطق الآمنة محدودة، أصبحت أماكن الدفن هي الأخرى تعد على الأصابع، ما يثير التساؤلات حول استهداف الاحتلال للمقابر في سياسة ممنهجة. أكبر مقبرة جماعية بداية، قال عائد ياغي، مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية بغزة، إن القطاع تحول إلى أكبر مقبرة جماعية حول العالم بسبب العدوان الإسرائيلي، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني. وأضاف ياغي خلال مشاركته في برنامج مدار الغد أن قوات الاحتلال أقامت عددًا من المقابر الجماعية في المستشفيات، مؤكدا أنه تم اكتشاف هذه الجرائم بعد انسحاب قوات الاحتلال منها. وأوضح ياغي أن قطاع غزة كان يعاني في الأساس قبل بدء العدوان، وكانت هناك مطالبات بضرورة تخصيص مناطق بعيدة عن المواطنين لدفن الأموات. كما أكد أنه مع بداية العدوان اضطر العاملون الصحيون لدفن العديد من الشهداء داخل المستشفيات خوفا من انتشار الأمراض في صفوف النازحين. وقال عائد ياغي إن هناك انهيارا تاما للمنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة للعدوان المستمر منذ أكثر من 10 أشهر. كما أكد أن هناك تقديرات تقول إن أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض، منهم شهداء منذ أكثر من 225 يومًا. الأمراض المعدية ومن بيروت، قال غسان الأعور، استشاري الأمراض المعدية، إن تأخير دفن الشهداء يعتبر السبب الرئيسي في انتشار الأمراض المعدية، وخصوصا انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي والسل. وأضاف الأعور أن قواعد النظافة العامة ليست متوفرة بسبب عدم توفر مياه نظيفة، موضحا أن احتمال انتقال العدوى مرتفعة للغاية. كما أوضح أن هناك خطورة في التعاطي مع الجثامين التي تحللت لدفنها، حيث يتعرض المتطوعون للجراثيم. وأشار إلى أن أزمة دفن الشهداء في قطاع غزة تدفع إلى القلق. وقال إن انهيار الخدمات الصحية والبنية التحتية تساعد على انتشار الأمراض عبر المياه وهو ما يقلق وينبئ بانتشار مرض الكوليرا وشلل الأطفال. تحلل جثامين الشهداء وقالت حركة حماس مطلع أغسطس/ آب الجاري إن تسليم الاحتلال جثامين الشهداء بحالة التحلُّل الكامل لأكثر من ثمانين يوما من ودون أي قدرة على تحديد هوياتهم؛ يسلّط الضوء على سادية الاحتلال ومستوى الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني. وأكدت الحركة، في بيان، أن هذه الانتهاكات، تأتي في إطار حرب الإبادة ومحاولات حكومة الاحتلال تدمير وإحباط سبل الحياة في قطاع غزة. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن رضيعا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما مما أثار مخاوف من انتشار المرض على نطاق أوسع في ظل افتقار السكان الذين يعيشون وسط الحطام لخدمات الصرف الصحي المناسبة. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :