حزب «العمال» البريطاني يواجه عاصفة بعد جدل حول معاداة السامية

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه زعيم "حزب العمال" البريطاني جيريمي كوربن قبل أسبوع من انتخابات حاسمة، ضغوطاً كبيرة على خلفية اتهامات بمعاداة السامية، أدت إلى تعليق عضوية رئيس بلدية لندن السابق كين ليفينغستون في الحزب. وفي محاولة لتطويق الأزمة، أكد كوربن أمس (الجمعة) انه «لا مكان لمعاداة السامية أو أي شكل من أشكال العنصرية في حزب العمال أو أي مكان آخر في المجتمع»، مضيفاً «سنعمل على التأكد من ترحيب حزبنا بأفراد كل الأقليات». وكانت 48 ساعة كافية للزج بأكبر حزب معارض لحكومة المحافظ ديفيد كامرون في عاصفة إعلامية عنيفة وإثارة شكوك بميل إلى معاداة السامية من جانب عدد من شخصيات الجناح اليساري للحزب يصعب معاقبتهم. وبعد ضغط استمر أيام عدة، علق الحزب الأربعاء الماضي، عضوية النائبة ناز شاه لأنها حمّلت على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» صورة في عام 2014، تُظهر إسرائيل داخل خارطة للولايات المتحدة، كُتب تحتها «حل النزاع الإسرائيلي -الفلسطيني: انقلوا إسرائيل إلى الولايات المتحدة ... حُلّت المشكلة». وتولى ليفينغستون الدفاع عن ناز شاه، قائلاً: «عندما فاز هتلر في انتخابات عام 1932، كانت سياسته أنه يجب نقل اليهود إلى إسرائيل. كان يدعم الصهيونية قبل أن يصاب بالجنون وينتهي به الأمر إلى قتل ستة ملايين يهودي». وأضاف: «أنا عضو في حزب العمال منذ أربعين عاماً، لم أسمع أحداً يقول شيئاً معادياً للسامية. سمعت الكثير من الانتقادات لدولة إسرائيل وتجاوزاتها ضد الفلسطينيين، لكنني لم أصادف أحداً معادياً للسامية». وسرعان ما انتشرت تصريحاته عبر كل وسائل الإعلام البريطانية، وحمل النائب العمالي جون مان بعنف على ليفينغستون عندما التقاه في إحدى شبكات التلفزيون، واصفاً إياه بأنه «يكيل مديحاً مقززاً للنازية». ولم يتأخر رد فعل قيادة الحزب الذي علق عضوية ليفينغستون. وقال متحدث بإسم الحزب أنه «أضر بالحزب»، مضيفاً انه على رغم أن تعيلقاته «مبالغ فيها» بالتأكيد، لكنها «ليست معادية للسامية». وشدد كوربن على أن الحزب «لا يواجه أزمة» رغم تصاعد الجدل. وكان كوربن حقق فوزاً كبيراً في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنه يواجه معارضة من جانب عدد من كوادر الحزب. وعنونت صحيفة «ذا دايلي ميل» اليسارية أمس ان "حزب العمال" في أوج «حرب أهلية»، بينما اختارت صحيفة «ذا تلغراف» اليمينية رسماً لوردة تشكل جذورها تحت الأرض كلمة «لا سامية». ولم يفوت المحافظون فرصة تعميق الأزمة قبل أسبوع من انتخابات محلية ستشمل خصوصاً منصب رئيس بلدية لندن الاستراتيجي وأعضاء برلمانات اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية. وقال كامرون: «من الواضح أن لدى حزب العمال مشكلة مع معاداة السامية». وفي محاولة لتطويق الحريق نظراً إلى عجزهم عن إخماده على الفور، وعد "العماليون" بمراجعة بعض إجراءات العمل الداخلي للحزب. وقال الرجل الثاني في قيادة الحزب تومي واتسون لشبكة «بي بي سي» أمس أن الهدف هو إظهار «عدم التسامح» مع معاداة السامية. وأضاف: «ما قاله كين ليفينغستون ينم عن لؤم وعدوانية وسوقية وجيريمي علق عضويته بشكل مبرر تماماً». واعتبرت «هيئة النواب البريطانيين اليهود»، أكبر منظمة لليهود في المملكة المتحدة ان «تصريحات كين ليفينغستون شائنة وغير مشرفة»، مضيفةً «يجب طرده الآن من حزب العمال». وصرح رئيس الهيئة جوناثان أركوش «أريد أيضاً أن يعترف جيريمي كوربن بأن لقاءاته السابقة مع معادين للسامية قبل أن يصبح رئيساً للحزب، لم تكن لائقة». واعترف كوربن بأنه التقى أعضاء في «حزب الله» وحركة «حماس» خلال مؤتمر في لبنان للبحث في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال حينذاك: «هل هذا يعني أنني متفق مع (حماس) وأفعالها؟ لا. هل هذا يعني انني متفق مع (حزب الله) وأفعاله؟ لا».

مشاركة :