متابعة خطة العلاج تنقذ مريض السكري من المضاعفات

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت إحدى الشركات المتخصصة، نتائج دراسة جديدة شهدت مشاركة 200 طبيب متخصص، توضح حدة الصراع الذي يخوضه العديد من الناس مع الأعباء الناجمة عن علاج السكري وتفويتهم للجرعات الدوائية، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب صحية خطرة، كما سلّط التقرير في الوقت ذاته الضوءَ على الحاجة الملحّة لابتكار استراتيجيات جديدة لدعم المرضى. يهدف الاستبيان الذي أُجري لصالح شركة أسترازينيكا، والذي تضمن مقابلات موسّعة مع أطباء مقيمين في الإمارات، إلى رسم صورة أوضح عن ماهية العلاجات التي يخضع لها الناس، ومدى السيطرة على مرض السكري في المنطقة. وأظهرت هذه النتائج انقساماً ملحوظاً، تباعا لمرضى لمجموعة متنوعة من العلاجات واستمرار معاناة نصفهم من تراوح مستويات الهيموجلوبين السكري (HbA1c) ضمن نطاق 6 - 8% بحسب تحليل السكر التراكمي. ويقوم الأطباء بقياس مستوى الهيموجلوبين السكري في فحوص الدم الخاصة بالمرضى لاختبار مستوى السيطرة على مرض السكري لديهم، نظراً لكونها تعتبر مؤشراً عن كمية السكر الموجودة في الدورة الدموية. وتعتبر نتيجة 5.6% أو أقل لتحليل السكر التراكمي نتيجةً طبيعيةً، في حين تعتبر نتيجة 5.7% إلى 6.4% إشارة إلى كون الشخص بمرحلة ما قبل السكري، وأي صعود لمستويات الهيموجلوبين السكري إلى 6.5% أو أكثر يشير إلى إصابة الشخص بالسكري وارتفاع خطر الإصابة بالمشاكل الصحية، ويتمثل الهدف من العلاج بالنسبة لشخص ما مصاب بمرض السكري في خفض مستويات الهيموجلوبين السكري قدر الإمكان. وبهذا الصدد، أشار الدكتور أمل بشرى الطيب، استشاري الغدد الصماء لدى مركز السكري والغدد الصماء في دبي إلى وجود عدة عوامل تؤثر على مستوى نجاح السيطرة على مرض السكري عند المرضى، ومن ضمنها أنماط الحياة الخاصة بهم، والانتظام في تناول الأدوية وفعالية العلاجات المستخدمة. وقال الدكتور أمل: كأطباء، يتمثل هدفنا في العمل مع مرضانا لخفض مستويات الهيموجلوبين السكري إلى مستوى آمن، وذلك بغية الحد من خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لمرض السكري كأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف الدكتور أمل: لسوء الحظ، في بعض الأحيان، لا يتناول المرضى أدويتهم على النحو المحدد من قبل الأطباء، أو يتوقفون عن تناولها بشكل كلي، أو يرفضون إجراء تغييرات صحية على أنماط حياتهم، ويمكن لهذه الأمور أن تسهم في الوصول إلى مستويات غير مرغوب بها، من الهيموجلوبين السكري. كما يظهر الاستبيان الجديد، توقف العديد من المرضى عن تناول أدويتهم بشكل كامل. وتابع الدكتور أمل: إضافة إلى ذلك، في بعض الأحيان وحتى عند تناول الأدوية بالشكل الصحيح، لا نصل إلى النتائج المرجوة لخفض مستوى سكر الدم. وتوفر هذه الدراسة السوقية معلومات قيّمة بخصوص تحديد العلاجات التي تحقق الفائدة بالنسبة لمختلف مجموعات المرضى، وتسليط الضوء على المواضع التي نحتاج فيها للبحث عن استراتيجيات جديدة. وينبغي أن يساعدنا هذا الأمر في إطار تصميم العلاجات بشكل مخصص ومساعدة مرضانا على التحكم بمرض السكري. وبدوره، أوضح الدكتور طارق فياض، استشاري الغدد الصماء في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي أن السكري يعتبر مرضاً تطورياً يتطلب المزيد من العلاجات والمقاربات المختلفة مع مرور الوقت، حيث قال: مع مرور الوقت، تفقد العلاجات التي كانت فعالة خلال المرحلة المبكرة لمرض السكري قدرتها على التأثير، الأمر الذي يؤكد على أهمية متابعة الحالة على المدى الطويل، مع إضافة المزيد من الخطط العلاجية في الوقت المناسب، وعند اقتضاء الحاجة. وبيّن الدكتور فياض أن بعض الأدوية الخافضة للجلوكوز ترتبط في معظم الأحيان بآثار جانبية كزيادة الوزن، حيث قال: نحن ندرك نسبة لا يستهان بها من المصابين بالسكري والذين يعانون كثرة عدد الأدوية التي يضطرون لتناولها ما يزيد في احتمال تفويت هؤلاء المرضى للجرعات الدوائية. بغض النظر عن عدد العلاجات الهائل، قد يفوت المرضى جرعاتهم أيضاً بسبب الآثار الجانبية، غير المرغوبة مثل زيادة الوزن. وأشار الدكتور فياض إلى أنه ليس مستبعداً أن يقتضي التحكم بمرض السكري عدداً كبيراً من الأدوية إضافةً إلى الطابع المعقد لبعض الخطط العلاجية، الذي قد يدفع بعض المرضى لإهمال أدويتهم. وتابع الدكتور فياض: أدرك حقيقة أن بعض المرضى قد لا يشعرون بالارتياح لخطتهم العلاجية، ولذلك يختارون إيقاف علاجهم، إلّا أن إبقاء مرض السكري تحت السيطرة، هو أمر في غاية الأهمية للحد من المضاعفات ومساعدة المريض على الاستمتاع بحياة صحية طويلة. ونحن نحتاج لابتكار استراتيجيات أحدث ومقاربات أكثر ابتكاراً، تتضمن بالضرورة طيفاً أوسع وأكثر أماناً وفعاليةً من الخيارات العلاجية التي تهدف لتخفيف حدة الأعباء العلاجية وتعزيز إمكانية تحقيق أهداف العلاج. وأضاف الدكتور فياض: شهدت السنوات القليلة الماضية طرح علاجات جديدة لا تؤدي إلى اكتساب الوزن وتتجنب الوصول إلى مستويات بالغة الانخفاض لمستوى السكر في الدم. ويعتبر طرح العوامل الجديدة التي تساعد على خفض مستوى السكر في الدم دون الاعتماد على قدرة الجسم على إفراز الإنسولين، وكذلك تساعد على فقدان بعض الوزن، بمثابة إنجاز آخر في مجال علاجات السكري إنّ جميع هذه العلاجات متوفرة في منطقتنا حالياً. إضافة إلى ما سبق، أشار الدكتور فياض إلى أن متابعة الحالة الطبية مدى الحياة أمرٌ بغاية الأهمية، وأنه يترتب على المرضى أن يطلبوا الدعم الطبي من خبراء مرض السكري في جميع مراحل رحلتهم العلاجية. واختتم الدكتور فياض: تحقق الشراكة الفعالة بين الأشخاص المصابين بالسكري ومزودي خدمات الرعاية الصحية الكثير من الفائدة في إطار تحقيق أهداف العلاج، وضمان أفضل النتائج الصحية الممكنة. ويعتبر مرض السكري من النوع الثاني (T2D) أحد الأمراض الشائعة التي تشهد نمواً متزايداً. وتظهر الأرقام الأخيرة الصادرة عن الاتحاد الدولي لداء السكري، معاناة ما يقارب 37 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مرض السكري، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2035 إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع هذا المرض. وتعتبر الإمارات وحدها موطناً لأكثر من 800 ألف مصاب بالمرض. وتعتبر معدلات الانتشار المتزايدة هذه أحد الشواغل الرئيسية بالنسبة للحكومات ومزودي خدمات التأمين الصحي، نظراً لمعاناة مرضى السكري من النوع الثاني، من حالات أخرى مرتبطة كأمراض القلب والأوعية الدموية، والمشاكل الكلوية، وفق أعداد أكبر بكثير قياساً بعامة السكان.

مشاركة :