الرياض (وكالات) اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس السبت المتمردين الحوثيين وحلفاءهم بعدم الجدية في إنجاح محادثات السلام المستمرة في الكويت منذ 21 أبريل برعاية الأمم المتحدة. وقال لدى استقباله صباح أمس السبت في مقر إقامته المؤقت في الرياض السفير الفرنسي لدى اليمن مارك جروجران، إن «مواصلة الحصار على مدينة تعز والحشد والاختراقات التي تقوم بها المليشيا الانقلابية في مختلف الجبهات تؤكد عدم الجدية لديهم في تحقيق متطلبات السلام». وبحث هادي مع السفير الفرنسي عدداً من القضايا «منها ما يتصل بجهود السلام ومشاورات الكويت»، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). بدوره، أشاد السفير مارك جروجران بالأعمال العسكرية في محافظة حضرموت (جنوب شرق) والانتصار على الجماعات الإرهابية هناك، مشيراً إلى أن طرد مقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي من مدينة المكلا وبلدات مجاورة الأسبوع الماضي في عملية عسكرية واسعة شاركت فيها قوات من التحالف العربي، سيسهم «في عودة مؤسسات الدولة وتعزيز السلطة الشرعية». ولفت إلى أهمية مشاورات الكويت رغم صعوبة المسار، لكنه أكد أن نية الحكومة الجادة للسلام واهتمام المجتمع الدولي لهذا المسار سيسهم في تحقيق وإنجاح فرص السلام والدخول في صلب المواضيع المهمة بموجب النقاط الخمس ومرجعيات القرار 2216. وقال إن «فك الحصار على المدن وإطلاق الأسرى هي خطوة إنسانيه تسهم في إنجاح المشاورات، وكذلك عامل مهم لتعزيز بناء الثقة». وكان الرئيس اليمني طالب يوم الجمعة الأمم المتحدة بممارسة المزيد من الضغوط على القوى الانقلابية للانخراط الإيجابي من دون شروط مسبقة، ومن دون عراقيل مصطنعة في بحث أجندة المشاورات في الكويت على طريق حل الأزمة اليمنية واستئناف العملية السياسية الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وأبرزها القرار 2216. وأكد هادي، في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حرص حكومة الجمهورية اليمنية الثابت والدائم على مواصلة العمل مع مبعوثه الخاص لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد لتحقيق سلام مستدام. وثمن هادي دور كافة أجهزة الأمم المتحدة والمبعوث الخاص الى اليمن وفريقه «الذي يعمل على مدار الساعة لضمان إحداث اختراق من أجل السلام على طريق تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار 2216 الذي بات يشكل الأرضية العملية لمشاورات السلام وفق المحاور الخمسة لأجندة المشاورات التي تجري حالياً في الكويت برعاية أخي صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة الذي يولي اليمن وشؤونها اهتمامه ولا يبخل عليها من خبرته الطويلة في الدبلوماسية العربية والدولية». وقال :»لقد حضر وفدنا الى طاولة المشاورات في 18 إبريل الجاري وبقي ينتظر تلكؤ الطرف الانقلابي واستخدامه للوقت كتكتيك تفاوضي، ولن تثنينا تلك الممارسات عن مواصلة العمل مع الأشقاء في الكويت وفريق الأمم المتحدة والدول الراعية لإنجاز الاستحقاقات المبينة في جدول الأعمال والإطار العام للتفاوض وفق النقاط الخمس المتمثلة في انسحاب الميليشيا من كافة المحافظات والمدن وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين ومن ثم استئناف العملية السياسية». وأضاف : «تعلمون مدى التزامنا في الحكومة اليمنية مسار السلام الذي تقوده الأمم المتحدة عبر مبعوثكم الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد باعتباره المسار الوحيد الذي يضمن استعادة الدولة من أيدي الميليشيا ويضع حداً لمحاولات استنساخ نموذج حزب الله في اليمن، وتوسع مشروع الهيمنة الإيرانية في منطقتنا». ورحب هادي بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 25 أبريل الذي يؤكد ثوابت العملية التفاوضية الجارية في الكويت وفق مرجعيات الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة. وقال :»في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة اليمنية جهوداً مع الأمم المتحدة من أجل السلام، تتواصل الجهود على الأرض وبالتعاون مع المجتمع الدولي والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استغل انشغال أجهزة الدولة العسكرية والأمنية في مواجهة الانقلابيين وانتشر في بعض المناطق في اليمن»، مطالباً بدور متزايد للأمم المتحدة من أجل محاربة ظاهرتي المقاتلين الإرهابيين الأجانب والتمويل الإرهابي لما يشكلانه من تهديد للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
مشاركة :