روسيا تدعم استعداد القوات النظامية لـ «تحرير» الرقة ودير الزور

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سعت موسكو وواشنطن إلى إنقاذ الهدنة في سورية عبر الإعلان عن اتفاق على «نظام تهدئة» يشمل ريفَي دمشق واللاذقية ويتجاهل حلب الأكثر سخونة خلال الأسبوع الأخير، في وقت لفتت مصادر روسية إلى تحضيرات يقوم بها النظام لشن عمليات عسكرية في دير الزور والرقة بدعم روسي بالتزامن مع تجديد الروس انتقاد خطوة إنزال قوات أميركية على الأراضي السورية. وتسارعت التطورات أمس، بعد إعلان مصدر ديبلوماسي روسي في جنيف بأن العسكريين الروس والأميركيين توصلوا إلى اتفاق في إطار «اللجنة الخاصة بوقف القتال» حول «تهدئة» في بعض المناطق الساخنة في سورية اعتباراً من ليل السبت - الأحد. وأوضح المصدر أن الاتفاق يشمل «مناطق اللاذقية وضواحي دمشق التي تشهد أعنف الأعمال القتالية»، ووصفه بأنه «إجراء إضافي لدفع التسوية في سورية»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الاتفاق «لا يشمل حلب». وقال المصدر أن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين ترأسان بالتناوب اللجنة الخاصة بوقف القتال في سورية ستكونان ضامنتين لهذا الاتفاق وتأملان بأن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتهدئة. وقال أن موسكو أبلغت النظام السوري بتفاصيل الاتفاق بهدف دفع عملية تطبيقه. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر أن نظام التهدئة سيستمر 24 ساعة في ضواحي دمشق و72 ساعة في محيط اللاذقية. من دون أن يوضح آليات تمديد العمل به. في موازاة ذلك، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف آليكسي بورودافكين أن الجيش النظامي السوري يحضر لشن عمليات عسكرية على جبهات في دير الزور والرقة، بدعم من جانب القوات الروسية. وقال: «العمليات على هاتين الجبهتين متواصلة ضد الإرهابين منذ زمن، وأنا فقط أؤكد ما صرّح به رئيس إدارة عمليات الأركان في الجيش الروسي سيرغي رودسكوي الذي قال قبل بضعة أسابيع، أنه يتم التحضير لعملية عسكرية لفك الحصار عن دير الزور». وذكّر الديبلوماسي أن الهدنة لا تشمل تنظيمَي «داعش» و «النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين. وقال بورودافكين أن العمل «المشترك» لقوات النظام مع القوات الروسية قاد إلى تحرير تدمر، والآن «يتمّ الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة، بالتزامن مع العمليات الجارية حالياً، ضد تنظيمات إرهابية مثل النصرة في حلب وبعض الأماكن الأخرى». وأكد المندوب الروسي أن الهدنة في سورية لا تشمل إلا الفصائل التي انضمت رسمياً إلى اتفاق وقف النار عبر المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم باللاذقية أو الهيئات الأميركية في عمان فقط، موضحاً: «إذا لم تقم الفصائل المسلحة غير الشرعية بإعلان انضمامها إلى الهدنة عبر تلك الآلية فلا يحق لها أن تشكو من أن نظام وقف الأعمال القتالية ينتهك ضدها». وأشار إلى تكثيف الاتصالات والتعاون في الآونة الأخيرة بين العسكريين الروس والأميركيين وإلى نشاط زائد للخط الهاتفي الساخن بين حميميم وعمان وموسكو وواشنطن. وقال أن عسكريين من الطرفين (الروسي والأميركي) «يلتقون على طاولة المفاوضات مع الخرائط والمعلومات الاستطلاعية التي تساعد في منع انتهاك الهدنة وأعتقد أن مسائل كثيرة سيُجرى حلها قريباً في إطار هذا التعاون». وجدد الديبلوماسي الروسي اتهام تنظيمي «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» بالسعي إلى تقويض نظام وقف إطلاق النار. وكانت روسيا تقدمت بطلب ضم التنظيمين إلى لائحة مجلس الأمن الدولي للمنظمات الإرهابية. وقال بورودافكين: «إذا كان (فصيلا) «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» يريدان البحث جدياً عن تسوية سياسية للنزاع في سورية فيجب أن يغيرا مواقفهما راديكالياً». على صعيد آخر، قال المندوب الروسي أن موسكو لا ترى جدوى من عقد اجتماع لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن عدم وجود مؤشرات بأن الاجتماع سيخرج بنتائج ملموسة. وكانت موسكو بررت رفضها عقد اجتماع للمجموعة بـ «المواقف المتعنتة التي صدرت عن أطراف معارضة في جنيف». وفي مقابل حديث موسكو عن عملية عسكرية محتملة في دير الزور والرقة، جددت روسيا انتقادها نشر قوات أميركية في سورية. وأعرب نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف عن قلق موسكو لأن «خطوة إنزال عسكريين أميركيين في سورية تمت من دون تنسيق مع حكومة البلاد»، معتبراً ذلك «خرقاً لسيادة سورية». وشدد على «تضامن موسكو الكامل مع موقف دمشق حيال هذا الأمر». في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الوضع على صعيد المفاوضات السورية «معقد للغاية ويتطلب بذل جهود نشطة من جانب الأطراف كافة». وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف أن روسيا «تتمسك بسياستها الرامية إلى مواصلة عملية المفاوضات في جنيف، مؤكداً أنه لا يوجد بديل للمفاوضات بالنسبة لتسوية الأزمة السورية». وأكد أن روسيا منفتحة تماماً للتعاون مع غيرها من الدول المعنية، بخاصة الولايات المتحدة، مضيفاً أن كل الاتصالات المطلوبة في هذا الشأن لا تزال مستمرة. وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لعقد لقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي سيزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث نتائج المفاوضات السورية وآفاقها مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.

مشاركة :