"التحطيب".. لعبة شعبية من التراث المصري قانونها الأساسي "الاحترام"

  • 8/27/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أخذ المصريون لعبة "التحطيب" من النقوش والجداريات الفرعونية القديمة، وحولوها من نقوش على الجدران إلى نزالات في ساحة الميدان، فتطورت عبر السنين حتى باتت واحدة من أقدم الرياضات في التاريخ، بل أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي في 2016. و"التحطيب" يسمونه في صعيد مصر "غِيَّة الرجال"، فهو يحكي عن تراث شعبي يجسّد معنى الشجاعة والقوة لمن يمارسه، فهي عبارة عن مبارزة بين لاعبين يستخدمان عصيًّا من "الخيزران" للتبارز والاستعراض فيما بينهما على أنغام "المزمار الصعيدي" في حلقة دائرية واسعة، يخطها المتفرجون بأجسادهم. وتصور النقوش على جدران معبد "الكرنك" بمحافظة الأقصر الأثرية، المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب، كنوع من التدريب للقتال وقت الحروب، وللتسلية في فترات السلم، باستخدام عصا مصنوعة من معجون ورق البردي، وبمرور العصور بات موروثًا شعبيًّا توارثته الأجيال، وظلّ تقليدًا أصيلًا يساعد على التقارب والتماسك الاجتماعي يمارس في المناسبات الاجتماعية، خاصة في محافظات الصعيد. ولهذه اللعبة قواعد ثابتة تحكمها ويحفظها الجميع عن ظهر قلب أهمها احترام الآخر والمنافسة الشريفة، تبدأ عادة بالمصافحة بين اللاعبين، وللأكبر سنًّا رفع العصا أولًا، ثم يتبادل الطرفان تمرير العصا فوق رؤوس بعضهما يمينًا ويسارًا كنوع من الاستعراض لا يخلو من التكتيكات القتالية، يعقبها النزال. بعد ذلك يحاول كلٌّ منهما النيلَ من الآخر بملامسة عصاه رأس أو جسم الخصم دون إلحاق الأذى به، فيما يتفنّن الآخر في صدّها والردّ عليه؛ حيث يمكن تحقيق الفوز إما بلمسة واحدة نظيفة لرأس الخصم، أو ثلاث لمسات لجسمه، ويتدخّل الحكم بالفصل بين اللاعبين إذا أقدم أحدهما على اللعب بعنف. ويقام المهرجان السنوي بمدينة الأقصر الأثرية خلال شهر ديسمبر من كل عام، ويقول رئيس المهرجان أحمد الشافعي: إن المهرجان يتم تنظيمه سنويًّا برعاية وزارة الثقافة المصرية، في إطار الحفاظ على الموروث الشعبي للعبة التحطيب بجنوب مصر، وخصوصًا بعد تسجيلها كإحدى أهم الألعاب التراثية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي باليونسكو. وأوضح الشافعي أن المهرجان يحظى بمشاركة واسعة من لاعبي التحطيب من 8 محافظات، مشيرًا إلى أنّ فعاليات النسخة الرابعة عشرة للمهرجان ستعقد أمام معبد الأقصر في ديسمبر المقبل، مصحوبة بعروض لفرق الفنون الشعبية بكل محافظة، وهو ما يلقى إقبالًا من أهالي الصعيد والزائرين من السياح الأجانب.

مشاركة :