وسط المجازر اليومية التي ترتكب في مدينة حلب ينظّم "حزب الانتماء اللبناني" الذي أسسه المعارض الشيعي أحمد الأسعد (عام 2007) تظاهرة في "ساحة الشهداء" في وسط بيروت لدعوة "حزب الله" لوقف القتال في سورية والعودة بشبابه الى لبنان. التظاهرة الاستثنائية في هذه المرحلة تأتي وسط مناخ سياسي يطغى عليه الاهتمام بالاستحقاق البلدي والاختياري، ووسط تحالفات سياسية متشعبة ومتداخلة. ويسرق هذا التحرّك الاهتمام ليس بسبب العنوان الذي يحمله فحسب، بل لأنّ شباب هذا الحزب خاضوا عام 2013 تجربة مرّة، حين تظاهر عدد منهم أمام السفارة الإيرانية في بيروت اعتراضا على التدخل الإيراني في سورية ويومها أطلق شبّان النار على مسؤول قطاع الشباب في الحزب هاشم السلمان الذي قتل على الفور، في حين لم يتم إلقاء القبض على من قتله حتى اليوم. وقبيل موعد التظاهرة، تحدّثت "الرياض" الى مستشارة شؤون الشباب في "حزب الانتماء" عبير الأسعد التي قالت إنه "بعد المجازر التي تقع يوميا في مدينة حلب، وبعد أن بلغ تدخّل "حزب الله" مداه بعد مرور 5 أعوام على اندلاع الحرب السورية، فإننا نريد كمواطنين لبنانيين وشيعة تجديد الصرخة لانسحاب "حزب الله" من سورية". وتضيف الأسعد:" تحجج "حزب الله" بداية بأن انخراطه في الحرب السورية يعود الى رغبته في الدفاع عن المقامات الدينية ثمّ حماية الحدود من الإرهاب وكلّها بنظرنا حجج واهية لأن الحزب يأخذ أوامره من إيران للتدخل في سورية". ولفتت الأسعد الى "أنّ فكرة التظاهرة انبثقت من قطاع الطلاب، ومن المتوقع أن تضمّ أعدادا كبيرة وأشارت الى أنّ مسؤول قطاع الطلاب علي نصور وزميله جاد السلمان تعرّضا للتهديد والوعيد بسبب مقابلة تلفزيونية تحدثا خلالها عن تظاهرة اليوم الأحد". وهل من مخاوف من تعديات أمنية؟ تقول الأسعد:" نحن أبلغنا السلطات المعنية وأخذنا إذنا بالتظاهر من بلدية بيروت، ووزارة الداخلية والبلديات، وتظاهرتنا سلمية سنرفع فيها الأعلام اللبنانية وأعلام "حزب الانتماء" وشعارات تدعو "حزب الله" لوقف القتال في سورية والانضواء تحت سقف الدولة اللبنانية". وكان عضوان في حزب الانتماء اللبناني من الطائفة الشيعية في لبنان قالا ان غالبية الشيعة اللبنانيين ضد حزب الله ولكنهم (يبلعون الموس) خوفاً من إرهاب الحزب على حياتهم وعلى أعمالهم. وقال السيد علي نصور رئيس مصلحة الطلاب في الحزب والعضو في الحزب السيد جاد سلمان أن أعداداً كبيرة من شيعة لبنان ستخرج، اليوم الأحد، ضمن تحرك علني مناوئ لسياسات وتحركات حزب الله الإرهابي. وعن تظاهرة اليوم الأحد الموافق للأول من شهر مايو، قال السيد علي نصور من حزب الانتماء اللبناني لمحطة تلفزيون MTV نحن اخترنا التظاهر في هذا التاريخ لكي نطالب حزب الله بالانسحاب من سورية والعودة إلى كنف الوطن وحتى نُري كل العالم أننا، الشيعة، متضررون جداً مما يحدث من المعارك الجارية التي يقوم بها حزب الله في سورية، وأن الطائفة الشيعية هي الأكثر تضرراً مما يقوم به حزب الله ولكن الناس ساكتون خوفاً على مصالحهم وعلى أعمالهم من أي تضييق ممكن أن يحدث ضدهم وبحقهم. وعن الأثر السلبي لتواجد حزب الله في سورية، قال عضو حزب الانتماء اللبناني السيد جاد سلمان: أول شيء إن أكبر خسارة يتعرض لها إنسان هي أن يخسر شخصاً يحبه ويخسر شخصاً من عائلته، والخسارة الأكبر التي يتعرض لها حالياً الشيعة في لبنان هي خسارة من يحبونهم هذا إلى جانب الخسارة الإنسانية، وأضاف إذاً نحن نريد الحديث على صعيد أوسع، فعلينا أن نرى التضييق الذي يجري على الشيعة المغتربين وبخاصة في الخليج فهناك الآلاف والآلاف منهم أصبحوا معرضين لخسارة أعمالهم نتيجة هذا التدخل لحزب الله في الشؤون الخارجية وخاصة فيما نراه نحن من تدخله في الشأن السوري بشكل أساسي، هذا بالإضافة إلى أن كل المناطق الشيعية في البقاع، في الجنوب جميعها تتعرض إلى جمود اقتصادي؛ حيث لم يعد هناك أناس يعملون، الناس تمارس القتال، نصف الناس يمارسون القتال. لم تعد هناك الحركة الاقتصادية والنزعة للعمل وللعلم وإلى كل شيء خاص بالحياة الكريمة ولذلك نحن نرى الانعكاسات السلبية كثيرة لمشاركات حزب الله. وحول مزاعم حزب الله بأنه يحمي الشيعة في لبنان من خلال تدخله في سورية، قال السيد علي نصور لبرنامج «بيروت اليوم» من تلفزيون MTV خلاص، خلصنا من هذه الكذبة التي يقولونها لنا في حزب الله بأنه إذا لم يتوجه الحزب إلى سورية، فإنهم سيأتون لمحاربة الشيعة في لبنان.. هذه كلها حجة كبيرة وكذبة كبيرة قام بها حزب الله.. وعن مزاعم حزب الله بالقتال في سورية ضد «داعش» قال جاد سلمان: أول شيء نحن ضد انغماسنا في كل القضايا، فنحن اللبنانيين ضد كل التدخلات سواء في البحرين أو الكويت أو اليمن خاصة أنه ليست هناك «داعش» في البحرين والكويت واليمن، لذلك فإن خطط حزب الله وتدخله في سورية هي كانت لخدمة النظام الأسدي أكثر من أنها تكون لخدمة لبنان. أما السيد علي نصور فقال: إن شيعة لبنان هم أكثر المتضررين من جرائم حزب الله؛ حيث قال: نحن، الشيعة، أكثر طائفة تتضرر مما يجري من معارك سورية.. لماذا لا تبعث إيران شبابها للقتال في سورية.. لماذا هم يريدوننا فعل ذلك وبأن نضحي بأرواحنا.. كفى من هذا الظلم والاستبداد.. وقال جاد سلمان من حزب الانتماء اللبناني: أصبحت الطائفة الشيعية -مع الأسف- موسومة بضرورة القتال في حين أنه يجب علينا، ألا ننسى بأننا ناس مثلنا مثل غيرنا لنا حق بالحياة، الحياة الكريمة ولنا حق بالعمل فنحن لم نأت حتى نموت بل لدينا هدف ولنا طموحاتنا التي نريد تحقيقها ولدينا دولة نريد أن نبنيها. نحن لا نريد أن تظل دماؤنا تهدر من أجل مصالح دول أخرى.. لنترك تلك الدول تقاتل عن نفسها.. من حقنا العيش بازدهار.. الجنوب ينمو ويتعمر ويكبر ونحن نركز على مكان تواجد الطائفة الشيعية. وقال نصور إن نسبة المعارضين لحزب الله بين الشيعة كبيرة ولكنها لا ترفع صوتها وتوقع مع السيد جاد سلمان أن تخرج اليوم في بيروت أعداد غفيرة من الشيعة اللبنانيين الآتين من مختلف مناطق لبنان وبخاصة من الجنوب، للتظاهر ضد حزب الله.
مشاركة :