في ظل الانتشار الواسع للتجارة الإلكترونية، أصبحت مسألة شراء الأجهزة الإلكترونية عبر الإنترنت موضوعاً يشغل بال الكثير من المستهلكين، وتحت وطأة العروض المغرية والأسعار المنخفضة، قد يجد البعض أنفسهم أمام خيار يبدو جذاباً، ولكنه يخفي خلفه مخاطر جمة. وفقاً لما ذكره خبير التقنية، أسامة العلي، الذي وجه المستهلكين بتوخي الحذر عند شراء الأجهزة الإلكترونية من مواقع تجارية تدعي تقديم أجهزة أصلية بأسعار مخفضة بشكل كبير. أوضح العلي أن تلك المواقع قد تستغل رغبة المستهلك في الحصول على عروض جيدة من خلال تقديم أسعار تبدو غير واقعية مقارنة بأسعار السوق العادية. هذه الفجوة السعرية غالباً ما تكون مؤشراً على أن المنتج ليس أصلياً، بل ربما يكون مقلداً أو مستعملاً بشكل غير مرخص. ويشير العلي إلى أن الأجهزة المزيفة قد تكون ذات جودة رديئة، مما يعرض المستخدمين لمخاطر صحية وأمنية. فالأجهزة الإلكترونية المقلدة قد تحتوي على مواد رديئة أو قد تكون غير مطابقة لمعايير السلامة، مما يزيد من احتمالية حدوث أعطال أو حوادث كالصعق الكهربائي والحرائق. بالإضافة إلى ذلك، حذر العلي من أن بعض المواقع التجارية قد تستخدم استراتيجيات احتيالية لخداع العملاء. من بين هذه الاستراتيجيات تقديم معلومات غير دقيقة أو مضللة حول المنتجات المعروضة، وكذلك عرضها بأسعار منخفضة جداً لجذب انتباه المشترين. ولفت العلي إلى أن هذه المواقع غالباً ما تفتقر إلى الشفافية في سياسات الاسترجاع والاستبدال، مما يعقد الأمور على المستهلكين الذين يرغبون في استرداد أموالهم أو استبدال المنتج. وفي دراسة علمية أجراها مركز بحوث السوق والتجارة الإلكترونية في جامعة نيويورك، تم تحليل تجربة المستهلكين مع الأجهزة الإلكترونية المزيفة. وأظهرت الدراسة أن 60 % من المستهلكين الذين اشتروا أجهزة من مواقع غير موثوقة واجهوا مشكلات تتعلق بأداء الأجهزة، وأن 40 % منهم لم يتمكنوا من استرداد أموالهم أو استبدال المنتجات. وأكدت الدراسة على أهمية التحقق من مصداقية الموقع وتقييمات المستخدمين قبل الشراء، والتحقق من سياسات الموقع الخاصة بالضمان والاسترجاع لضمان الحصول على منتجات أصلية وذات جودة عالية.