١٣ سنة مرت على مقتل معمر القذافي في ليبيا في ٢٣ أغسطس ٢٠١١ وما تبعه من قتال وزعزعة استقرار حتى ٢٠٢٠ عندما نجح المبعوث الاممي الوزير اللبناني غسان سلامة الى ليبيا في التوصل الى وقف اطلاق نار بين الأطراف المتنازعة . لكن عادت الأمور الى التأزم مع تضارب المصالح بين رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة رجل الاعمال السابق من مواليد مصراته شمال غرب ليبيا وخليفة حفتر قائد القوات العسكرية الذي يسيطر على حقول النفط البرية وموانئ التصدير . وقع الخلاف بين الرجلين مؤخرا عندما اختلف الدبيبة مع الرجل الأقوى في ليبيا حاكم البنك المركزي الليبي الصديق الكبير الذي يدعمه من الخارج صندوق النقد الدولي والاميريكيين . كانت في الماضي انتشرت عدد من المآخذ على الصديق رئيس البنك المركزي من ضمنها وضع مليارات من الدولار في بنك زراعات لدعم الليرة التركية بطلب من الرئيس التركي او انه وضع مال في المصرف المركزي المصري في أيام مرسي وقيل حينها انه من الاخوان المسلمين لكن رغم كل ذلك بقي الدعم الأمريكي له . وكان هناك تقارب واتفاق ضمني بين صدام ابن خليفة حفتر وإبراهيم الدبيبة ابن عم رئيس الحكومة على الحصول على عائدات النفط . فكان المستوى الأكبر من العائدات يذهب الى رئاسة الحكومة في الغرب لدبيبة وجزء كبير ايضا الى حفتر. منذ شهرين اعتبر الدبيبة ان الحصة التي كانت تأتي من ابن عمه اقل مما يستحق الحصول عليه فقال الدبيبة للصديق الكبير انه يريد المزيد من العائدات الى ميزانية رئاسة الحكومة ولم يوافق الصديق الكبير فقرر الدبيبة تغييره . فقد أدى قرار الدبيبه الى خلاف مع المسوؤلين الاميريكيين وأيضا بشكل مفاجئ مع حفتر الذي كان يطالب منذ سنوات بتغيير الكبير متهما إياه بانه من الاخوان المسلمين لكن في الفترة الأخيرة تحسنت العلاقة بينه وبين الكبير لان الكبير كان يوزع العائدات على حكومة الدبيبة وحفتر بشكل عادل بالنسبة لحفتر في الشرق . طلب حفتر من عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق ان يصدر قانون يمنع تغيير رئيس البنك المركزي والدبيبة تجاهل القانون قائلا انه لا يعترف ببرلمان طبرق وقوانينه ما اثار غضب حفتر الذي هدده بتوقيف انتاج النفط اذا لم يعدل الدبيبة عن تغيير رئيس البنك المركزي الكبير . هكذا بدأ ينخفض انتاج النفط ثم يتوقف في ليبيا. فعادت ليبيا الى ما قبل اتفاق وقف اطلاق النار حيث حفتر المسيطر على حقول النفط في ليبيا لديه ورقة يستخدمها في الصراعات المحلية . فقال عقيلة صالح رئيس برلمان الشرق ان منع تدفق النفط والغاز سيستمر حتى عودة محافظ مصرف ليبيا المركزي لممارسة مهامه مضيفا ان تعيين المحافظ ليس من اختصاص المجلس الرئاسي اطلاقا . وذكرت شركة الواحة للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط يوم الاثنين انها تعتزم خفض الإنتاج تدريجيا وحذرت من توقفه تماما كما قالت أيضا شركة سرت للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية انها ستخفض الإنتاج . وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق من هذا الشهر حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة احد اكبر حقول ليبيا في جنوب غرب البلد ومستوى انتاجه ٣٠٠ الف برميل في اليوم . الى ذلك حدث حريق في أنبوب نفط حقل واحا في حادث منفصل عن الصراعات السياسية اظهر ضرورة تقديم البنك المركزي تمويل للبنية التحتية في واحا . حقل واحا أساسي لخطة ليبيا لزيادة انتاجها النفطي الى ٢ مليون برميل في اليوم من مستواها الحالي الذي هو ١،٢مليون برميل في اليوم . في الأيام الأخيرة جمع حفتر قوات في منطقة الفزان في جنوب غرب ليبيا مما أدى الى قلق عودة المواجهة العسكرية والتخوف من سعي متجدد من حفتر للهجوم على طرابلس . لقد زار حفتر دبلوماسيان أمريكيان يوم الثلاثاء الجنرال مايكل لانجلي والقائم بالاعمال جيريمي بيرنتو وقالت السفارة الاميريكية في ليبيا انها تحث جميع الأطراف الليبية على المشاركة بشكل بناء في الحوار بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي . فلا بد من عودة انتاج وتصدير النفط طالما الطرفين بحاجة الى عائداته كما ان لا بد ان يعود رئيس البنك المركزي الصديق الكبير رجل امريكا في ليبيا .
مشاركة :