رام الله 28 أغسطس 2024 (شينخوا) قتل 9 فلسطينيين اليوم (الأربعاء) في شمال الضفة الغربية خلال عملية عسكرية إسرائيلية هي الأوسع منذ عام 2002، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية لاستهداف مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية". وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المناطق التي تستهدفها العملية هي جنين وطوباس وطولكرم ومخيماتها، حيث شهدت عمليات اقتحام واسعة وتدمير كبير في البنية التحتية. وأضافت المصادر أن العملية تشارك فيها آليات عسكرية معززة بجرافات وطائرات إسرائيلية مروحية ومسيرة، لافتة إلى أن القوات الإسرائيلية فرضت حصارا على المدن الثلاث. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه عن مقتل 9 أشخاص وإصابة عشرات بجراح في جنين وطوباس وطولكرم. ففي جنين استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة مركبة بين قريتي "صير" و "مسيلة" جنوب جنين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شبان كانوا بداخلها، بحسب بيان صدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وكانت قوة إسرائيلية كبيرة اقتحمت المدينة في ساعة متأخرة الليلة الماضية من حاجز "الجلمة" العسكري وتمركزت في محيط مستشفيين هما "جنين" الحكومي و "ابن سينا" وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. وأدت المواجهات إلى مقتل الشابين قسام جبارين (25 عاماً) وعاصم ضبايا (39 عاماً)، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في بيان صدر عنها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه. وفي طوباس قتل أربعة اشخاص وأصيب آخرون في قصف نفذته طائرة إسرائيلية مسيرة على مخيم الفارعة للاجئين جنوب المدينة، وفق ما ذكرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقالت الجمعية في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن قوات الجيش الإسرائيلي منعتها من الوصول إلى المنطقة المستهدفة وفرضت حصارا مشددا على المخيم. والقتلى الأربعة هم الشقيقان مراد ومحمد جعايصة (13 و 17 عاما) وإبراهيم غنيمي (22 عاما) وأحمد نبريصي (23 عاما). وكانت قوات إسرائيلية اقتحمت المخيم، بتعزيزات عسكرية ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة، بحسب مصادر محلية وشهود عيان. وفي طولكرم أفادت مصادر أمنية فلسطينية لـ ((شينخوا)) إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المدينة من محورها الغربي وانتشرت في أحيائها ونشرت فرق المشاة والقناصة في الأحراش والمزارع المحيطة بمخيم "نور شمس" وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. وحاصرت قوات الجيش الإسرائيلي مستشفيين هما "الإسراء" التخصصي في الحي الغربي و "ثابت ثابت" الحكومي وأعاقت حركة تنقل مركبات الإسعاف واحتجزت أحدها أمام المستشفى الحكومي وفتشتها، وفق المصادر الأمنية. وذكرت المصادر أن طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت موقعا في حارة المنشية بالمخيم ما أدى لإصابة اثنين بجروح متفاوتة،كما اعتقلت القوات شابا من منزله في المخيم. وبمقتل التسعة أشخاص في جنين وطوباس يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية برصاص وقصف إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 660 قتيلا، بحسب مصادر رسمية. إلى ذلك أفاد محافظ جنين في السلطة الفلسطينية كمال أبو الرب في تصريح لـ ((شينخوا)) أن القوات الإسرائيلية منعت طواقم الإسعاف من نقل المصابين إلى مستشفى جنين الحكومي، وحاصرت المستشفيات الأخرى بهدف اقتحامها، كما أقامت سواتر ترابية لقطع الطريق ووقف حركة التنقل. بدوره قال محافظ طوباس في السلطة الفلسطينية أحمد الأسعد في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان القوات الإسرائيلية تحاصر المخيم وتمنع طواقم الإسعاف من الحركة. وحذر الأسعد من خطورة هذه العملية على المواطنين في ظل حالة التصعيد الإسرائيلي. من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يحاصر أربعة مستشفيات مركزية في جنين لمنع "الإرهابيين من الفرار أو التحصن فيها". وفي السياق حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعيات حصار المستشفيات في جنين، مشيرة إلى أن عشرات المرضى يعالجون داخلها وأن أي اقتحام لها هو "تهديد مباشر لحياتهم وحياة الطواقم الطبية". وطالبت الوزارة في بيان المجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر لحماية المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه قوات الجيش وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يعرض حياة المرضى والمصابين للخطر. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات الأمن الإسرائيلية بدأت عملية ضد المسلحين الفلسطينيين في جنين وطولكرم في الضفة الغربية. في هذه الأثناء توقعت الإذاعة العبرية العامة بأن تتواصل الحملة العسكرية في شمال الضفة الغربية عدة أيام على الأقل. ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية قولها إنه قد يتم إجلاء سكان عن بيوتهم بشكل منظم وفقا لمناطق القتال المتوقعة. وتشهد الضفة الغربية توترا متصاعدا ومواجهات مسلحة في مختلف المدن والقرى والمخيمات منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.