وأجرت هاريس التي ستواجه الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، حوارات مقتضبة جدا مع صحافيين منذ أُعلنت مرشّحة للرئاسة الأميركية بدلا من جو بايدن الذي خرج من السباق في 21 تموز/يوليو عقب أدائه الكارثي خلال المناظرة التي جرت بينه وبين ترامب في نهاية حزيران/يونيو. لكنها لم تكن على استعداد لإجراء مقابلة رسمية، وبالتالي أصبحت المرشحة الديموقراطية البالغة 59 عاما تحت ضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى. وقالت "سي إن إن" إنّ المذيعة دانا باش التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، ستجري هذه المقابلة مع هاريس الخميس أثناء قيامها بفعالية انتخابية في ولاية جورجيا (جنوب) المتأرجحة. وأوضحت الشبكة أنّ المقابلة ستبثّ في الساعة التاسعة من مساء اليوم نفسه (الأولى من فجر الجمعة ت غ). "درع بشرية" وسيكون المرشّح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، حاضرا أيضا خلال المقابلة. وعلّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخرا بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز "كدرع بشرية". من جهته، قال إيان سامز وهو أحد الناطقين باسم المرشحة الديموقراطية على منصة إكس إن "إجراء مقابلة مع المرشّحَين (لمنصب الرئيس ونائب الرئيس) في الصيف هو أمر تقليدي في الحملات الانتخابية منذ عشرين عاما" ذاكرا على سبيل المثال المقابلات الثنائية التي أجراها باراك أوباما وجو بايدن، وبايدن وهاريس. أما من جهة دونالد ترامب، فقد أتيحت له العديد من الفرص للإجابة على أسئلة طرحها صحافيون أو محاورون آخرون خلال مقابلات أو جلسات كانت آخرها تلك التي أجراها مع رئيس شركة إكس إيلون ماسك المتعاطف مع المرشّح الجمهوري. وفي 13 آب/أغسطس، أجرى ترامب جلسة مطوّلة مع مؤيده إيلون ماسك خيّمت عليها أجواء مريحة وودّية للغاية. كما عقد الملياردير مؤتمرين صحافيين في الشهر نفسه ألقى خلالهما خطابات طويلة وأجاب على أسئلة كانت في معظمها متساهلة. "إدارة عملية التواصل" وكل ذلك لا يمنع المعسكر الجمهوري من الإضاءة على التناقض في هذا السياق مع كامالا هاريس التي حرصت منذ بداية حملتها على إدارة عملية التواصل بقدر الإمكان، من دون التحدث إلى وسائل الإعلام التقليدية. وفي 8 آب/أغسطس، أعلنت هاريس أنها تريد إجراء مقابلة مقررة بحلول نهاية الشهر، وبذلك تكون قد وفت بوعدها. وستجري متابعة مقابلتها من كثب في عام استثنائي أظهرت فيه الأحداث السياسية الكبيرة قدرتها على إحداث مفاجآت. لكن لكامالا هاريس ذكرى مريرة لمقابلة أجرتها في حزيران/يونيو 2021 على قناة "إن بي سي" وكانت مخصصة لموضوع الهجرة الحساس للغاية. بدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصا عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى إجاباتها. وتمنح معظم استطلاعات الرأي الديموقراطية أفضلية طفيفة على دونالد ترامب، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصا في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة. وستلي المقابلة التي تجريها هاريس مع "سي إن إن" مناظرة مع دونالد ترامب من المقرر أن تجرى في العاشر من أيلول/سبتمبر على شبكة "إيه بي سي".
مشاركة :